آلت الرحلة السابقة لاكتشاف حطام سفينة تيتانيك الغارقة إلى نهاية مأساوية مع غرق الغواصة OceanGate’s Titan ووفاة طاقم الرحلة بأكمله. ولكن هذا لم يثن الملياردير لاري كونور مع  باتريك لاهي المؤسس المشارك في شركة ترايتون Triton عن إعادة الكرة طمعًا في إثبات أمن هذه التجربة.

ذاع صيت كونور في السنوات الماضية بوصفه أحد عمالقة العقارات ومغامرًا شجاعًا لا يهاب المخاطر رغم عمره الذي ناهز 74 عامًا. وقد خطط كونور للذهاب في رحلة على عمق يتجاوز 3500 متر طمعًا في استكشاف آثار السفينة الغارقة وإثبات أن الغوص لاكتشاف أعماق المحيطات آمن. 

بدأت خطة كونور من أجل اكتشاف حطام السفينة في يونيو الماضي بعد غرق غواصة Titan، إذ تواصل مباشرةً مع لاهي من أجل بناء غواصة قادرة على الوصول إلى حطام السفينة بأمان وتكرار الرحلة أكثر من مرة لتخرج غواصة The Explorer كما دعاها كونور، وهي غواصة بحجم 15 قدمًا صُنع هيكلها من الأكريليك في تصميم مقاوم لضغط الماء، كما أنها قادرة على الوصول إلى أعماق تتجاوز 4 آلاف متر خلال ساعتين. 

رحلة غوص جديدة إلى تيتانيك.. مليونير يقرر خوض المغامرة

Triton

رغم الكشف عن تصميم الغواصة الجديدة، إلا أن صناعتها لن تبدأ حتى صيف 2026، ومن المتوقع أن تكون أول غواصة في التاريخ تعتمد على هيكل مصنوع برمته من الأكريليك المقوى. كما يتوقع أن تتجاوز تكلفتها ملايين الدولارات بفضل المعدات المستخدمة فيها، فضلاً عن بناء الهيكل نفسه. تضم الغواصة مجموعة واسعة من أدوات الإضاءة والعدسات المستخدمة لتصوير الحطام عن قرب والملاحظة العلمية للبيئة المحيطة بزاوية 360 درجة، كما تتسع لحمل فردين. 

"ما نقوم به ليس مجرد رحلة إلى حطام تيتانيك، بل مهمة بحث علمي".. هكذا وصف كونور مغامرته المقبلة ثم أضاف: "إن ما نحاول القيام به هو طمأنة العالم إلى أن بناء المركبات الثورية قادر على قهر الصعاب والوصول إلى أعماق غير مسبوقة". 

يتسق استثمار كونور مع توقع لاهي سابقًا في حديثه مع صحيفة نيويورك تايمز، إذ كان يرى أن حادثة Titan ستكون كفيلة بتشجيع الاستثمار في رحلات الغوص إلى الأعماق بدلاً من تنفير الناس منها، وذلك لأن انفجار الغواصة السابقة كان كارثة غير معهودة خلال السنوات الستين الماضية، فضلًا عن الضجة الإعلامية التي تسبب فيها الانفجار. 

ومن الجدير ذكره أن غواصة Titan كانت من الغواصات التي لم تحصل على شهادات اعتماد من الأطراف المحايدة لضمان قدرتها على الغوص إلى تلك الأعماق، وهو ما يعزز من نظرة كونور كونها غواصة اختبارية لم تُختبر مسبقًا. أما غواصات Triton، فقد حصلت على الرخص اللازمة لتكون قادرة على الغوص إلى أعماق المحيطات والوصول إلى عمق 4 آلاف متر. ورغم هذا، فإن كونور يرفض القيام بالرحلة في غياب الاختبارات اللازمة للغواصة من أجل تجربتها.