في قلب شارع أكسفورد الأيقوني، يستعد سيلفريدجز Selfridges، أحد أعرق المتاجر البريطانية وأكثرها تأثيراً في عالم البيع بالتجزئة الفاخر، للكشف عن أحدث مشاريعه الطموحة: نادٍ خاص للأعضاء فحسب، سيكون عنوانًا جديدًا للفخامة الهادئة والخصوصية المدروسة، وذلك بعد حصوله على الضوء الأخضر من مجلس مدينة وستمنستر.
ويأتي هذا المشروع ليشكل خطوة تعكس التحوّل المستمر في تجارب التسوق نحو نمط حياة شامل، وإعادة تعريف مفهوم الولاء للزبائن الأعلى تميزًا في سياق يجمع بين الأناقة والحصرية.
متاجر سيلفريدجز، المملوكة لكل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة سنترال التايلاندية، حصلت على الموافقة الرسمية لاستخدام مساحتها الواقعة في شارع ديوك، والمبنية في ثلاثينيات القرن الماضي، ناديًا للأعضاء أو مركز بيع بالتجزئة، لمدة تصل إلى 50 عامًا، وفقًا لوثائق نشرتها وكالة بلومبرغ.
وبناء عليه، تعتزم سيلفريدجز تحويل جزء من مكاتب الموظفين الحالية في الطابق الرابع إلى وجهة حصرية تضم شرفة أنيقة وغرفة طعام خاصة، لتلتحق بركب النوادي الخاصة الراقية التي تشهد انتشارًا متزايدًا حول العالم.
لكن يبدو أن المشروع يتجاوز فكرة النادي التقليدي؛ إذ تخطط سيلفريدجز لإنشاء "وجهة تسوق واجتماعات حصرية لزبائنها الأشد تميزًا"، بحسب بلومبرغ. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل إضافية حول هذا المشروع الجديد، إلا أن الترقب يسود الأوساط المهتمة بنوادي النخبة.
ولا تُعد سيلفريدجز الوحيدة التي تنضم إلى هذا التوجه؛ فمدينة لندن تشهد حاليًا ازدهارًا في النوادي الخاصة، مدفوعة بازدياد الطلب على المساحات الحصرية في ظل أنماط العمل عن بُعد، فضلاً عن تطلع الشركات إلى هذه النوادي بوصفها وسيلة للاستثمار في عقارات لم تُستغل بالكامل.
الجدير بالذكر أن مفهوم النوادي الخاصة، كما نعرفه اليوم، نشأ في بريطانيا خلال الحقبة الجورجية، عندما تحوّلت المقاهي إلى أماكن رسمية للنقاشات واللقاءات بين النخبة. ثم انتقل هذا النموذج إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، مع أندية مثل نيكربوكر Knickerbocker.
وبعد أن تراجع هذا التوجّه لفترة، عاد ليزدهر من جديد في مختلف أنحاء العالم، مع نوادٍ مثل 67 بال مول ونادي Arts Club Dubai ونادي ماكسيم ونادي ZZ. وقد انضم الطاهي الشهير جان جورج فونجركتين أخيرًا إلى هذا التيار بإطلاق ناديه الخاص Chez Margaux العام الماضي.