دفعت النهضة الصاروخية المستمرة التي شهدتها الساعات الرياضية بعلامات نخبوية مثل آي. لانغيه أند زونه وفاشرون كونستانتين إلى إنتاج ساعات أقل رسمية مخصصة لزبائن ينشدون طُرزًا يمكنهم (نظريًا) تعريضها للمخاطر من دون ندم بالرغم من أسعارها التي تقارب عشرات آلاف أو مئات آلاف الدولارات.

بل إن باتيك فيليب ذهبت أبعد من ذلك، وطرحت في شهر أبريل المنصرم ساعة كرونوغراف بزر ضاغط أحادي تقيس جزءًا من عشرة أجزاء من الثانية وتشتمل على مزايا سجلتها الدار في سبع براءات اختراع حصرية.

شكلت هذه المأثرة عالية التقنية التي تستوطن علبة من البلاتين تعبيرًا واضحًا عن مخططات العلامة للارتقاء بفئة ساعاتها الرياضية فوق حدود ساعة نوتيلوس المتاحة للجميع ولكن التي يستحيل الوصول إليها.

أما التحول الكبير، فتمثّل هذا العام في مسعى عدد أكبر من العلامات ذات الإصدارات المتاحة إلى رفع سقف ابتكاراتها من الساعات الرياضية، كاشفة عن عدد متزايد من الطُرز باهظة الثمن بهدف الاستحواذ بلا شك على حصة من السوق الملتهبة إلى اليوم.

طرحت تاغ هوير مثلاً ساعة كرونوغراف بمئات آلاف الدولارات مرصّعة بألماسات مطوّرة مخبريًا، فيما كشفت غراند سيكو عن أول ساعة توربيون لها مجهّزة بآلية القوة الثابتة.

وقد حرصت العلامتان على التصريح بأن الطرازين لا يختصران حدثًا لا يتكرر، بل يشكلان لمحة عن إصدارات مستقبلية. بمعنى آخر، توقعوا نشأة فريق جديد من علامات الساعات ينضم إلى هذه اللعبة عالية المخاطر.

Tag Heuer Carrera Plasma

يتكوّن في العادة خط إنتاج ساعات كاريرا Carrera من تاغ هوير من طُرز رياضية يراوح سعرها بين 5 آلاف دولار و7 آلاف دولار، وهي موجّهة إلى المتخرّجين حديثًا في الجامعات أو أولئك الذين يبتاعون ساعتهم الأولى، ما يعني أنها أبعد ما يكون عن إصدار الدار الأخير المتمثل بساعة الكرونوغراف والتوربيون Carrera Plasma عالية التقنية التي يبلغ سعرها مئات آلاف الدولارات.

رُصّعت الساعة المشغولة في علبة بقطر 44 ملليمترًا بكتل من الألماس المطوّر مخبريًا رُصفت على امتداد حواف العلبة المصنوعة من الألمنيوم المؤكسد والمصقول بتقنية السفع الرملي، ما يوحي بخدعة بصرية لافتة لا يمكن استنساخها باستخدام ألماسات طبيعية.

استُخدمت أيضًا المادة الألماسية الصناعية المكوّنة في الأصل من الكربون لكسوة الميناء المشغول من بلورات أنتجت في كتلة أحادية، فيما عدادات الكرونوغراف ابتُكرت من صفيحة من البلورات الألماسية المتعددة سوداء اللون.

تُعد هذه الساعة، البالغ سعرها 375 ألف دولار، الابتكار الأغلى ثمنًا من الدار إلى الآن. لكنها لن تبقى استثناء على ما قال الرئيس التنفيذي فريدريك أرنو مضيفًا: "إنها أول ساعة نطلقها بهذا المستوى التقني المتفرد. إنها تمثل بداية قصة جديدة لتاغ هوير".

Grand Seiko “Kodo” Constant – Force Tourbillon

قبل عشر سنوات، بدأت علامة غراند سيكو مخططها لغزو سوق الساعات الفاخرة مع شروعها بالعمل على المعيار الحركي التصوّري T0 الذي زها بأول آلية للقوة الثابتة في العالم مدمجة مع التوربيون فوق محور أحادي.

وفي شهر مارس الفائت، كشفت الدار عن ساعة Kodo (التي تعني باللغة اليابانية "نبضًا قلبيًا") التي أسكنتها نسخة معدّلة من آلية الحركة التصورية في المعيار الحركي 9ST1 القادر على توفير مستوى من الدقة الثابتة يساوي +5 إلى -3 ثوان في اليوم، بموازاة معدل طاقة ثابتة القوة من 50 ساعة، وهو أمر غير مسبوق للشركة.

يقتصر إصدار الساعة، المشغولة في علبة بقطر 43.8 ملليمتر من البلاتين 950 والتيتانيوم الصلب اللامع، على 20 نموذجًا بسعر 350 ألف دولار، وهي تتميز بتصميم هيكلي وتتكامل مع سوار من جلد العجول معالج بمادة اللك "يوروشي" المصنوعة من صمغ أشجار يابانية.

يشكل هذا الإصدار أيضًا أول ساعة بتعقيد ميكانيكي تبتكرها الدار على مر تاريخها الممتد على 62 عامًا.

تتكامل الساعة ذات التصميم الهيكلي مع سوار جلدي معالج بمادة اللك المصنوعة من صمغ أشجار يابانية.

تتكامل الساعة ذات التصميم الهيكلي مع سوار جلدي معالج بمادة اللك المصنوعة من صمغ أشجار يابانية.

Oris Aquis Sun Wukong Artist Edition

فيما وضعت علامة أوريس ساعة الغواصين Aquis المشغولة في علبة بقطر 41.5 ملليمتر في سياق جديد، غاصت للمرة الأولى في عالم الأعمال الحرفية النادرة واختارت أن تزيّن ميناء الساعة بطلاء المينا المثبت بأسلاك معدنية أو ما يُعرف باسم تقنية Cloisonné.

ويبدو أن أوريس غاصت عميقًا في هذا المجال. ففي العادة، يراوح سعر ساعات Aquis بين ألفي دولار و4,600 دولار، لكن تنفيذ الموانئ بأسلوب الأعمال الفنية مهمة مضنية، وإنجاز كل ميناء يقتضي عمل حرفي واحد لثلاثة أيام.

كانت النتيجة ارتفاع السعر إلى 27,500 دولار لطراز Sun Wukong Artist Edition الذي يقتصر إنتاجه على 72 نموذجًا. يصوّر الميناء قصر التنين المستلهم من فيلم الرسوم المتحركة الصيني The Monkey King: Uproar in Heaven من عام 1961، ويبدأ مسار ابتكاره من مخطط للتصميم يُشكّل من أسلاك فضية فوق صفيحة من الذهب الأبيض.

يُملأ بعد ذلك كل قسم بمسحوق زجاجي بتدرجات لونية مختلفة ويُشعل في الفرن على حرارة 1,472 درجة فهرنهايت تقريبًا، ثم يُصقل للحصول على مظهر نهائي لامع.

يتزيّن ميناء الساعة بمشهد منفّذ بتقنية طلاء المينا المثبت بأسلاك معدنية Cloisonné.

Josh Shanks/Oris Aquis
يتزيّن ميناء الساعة بمشهد منفّذ بتقنية طلاء المينا المثبت بأسلاك معدنية Cloisonné.

Panerai Luminor Goldteh Calendario Perpetuo

أبصرت دار أوفيتشيني بانيراي النور على حقيقة أنها علامة ساعات عملية لقوات البحرية الملكية الإيطالية، وإن كانت قد اشتهرت منذ تسعينيات القرن الفائت بساعاتها التجارية رياضية الطابع التي ذاع صيتها بعد أن تزيّن بها بطل أفلام الإثارة سيلفستر ستالون في فيلم Daylight.

لكن السنوات الأخيرة شهدت خوض بانيراي تجربة تطوير ساعات فاخرة معقدة تحت مظلة مختبرها للأفكار Laboratorio di Idee، هذه المنصة المخصصة للأبحاث والتطوير والتي تشكل حاضنة لابتكار ساعات متفردة تتفاوت تعقيداتها من معيد الدقائق إلى أطوار القمر الفلكية.

يتيح الغطاء المصنوع من الكريستال الياقوتي باللون الدخاني رؤية كاملة لقرصي اليوم والتاريخ، ما يشكل نافذة مبتكرة على البنية الهندسية للمكوّنات الداخلية.

يتيح الغطاء المصنوع من الكريستال الياقوتي باللون الدخاني رؤية كاملة لقرصي اليوم والتاريخ، ما يشكل نافذة مبتكرة على البنية الهندسية للمكوّنات الداخلية.

وتحت هذه المظلة، حدد تطوير المعيار الحركي P.4100 في عام 2021، والذي استُخدم في طُرز مشغولة من مادتي Goldtech وPlatinumtech، ولادة أول ساعة للتقويم الدائم في محترفات العلامة.

ترفع الساعة الجديدة، المشغولة في علبة من مركب الذهب Goldtech بقطر 44 ملليمترًا، سقف التحديات على مستوى التصميم والامتيازات الإضافية. فالغطاء المصنوع من الكريستال الياقوتي باللون الدخاني يتيح رؤية كاملة لقرصي اليوم والتاريخ، ما يشكل نافذة مبتكرة على البنية الهندسية للمكوّنات الداخلية، فيما مؤشرات الشهر والسنة الكبيسة واحتياطي الطاقة مرئية عبر الجزء الخلفي للعلبة.

فضلاً عن ذلك، يترافق ابتياع الساعة التي يقتصر إنتاجها على 33 نموذجًا بسعر 83,700 دولار مع رحلة إلى فلورنسة والمناطق الريفية المحيطة في إقليم توسكانا، ومع رمز حصري غير قابل للاستبدال NFT.