انطلق أسلوب Ivy League من جامعات النخبة الأمريكية مثل هارفارد وييل وبرينستون، حيث شكّل لعقود رمزاً للفكر المنهجي والانضباط والفخامة الهادئة. 
القمصان المررة وأحذية اللوفر، والسترات المصممة بعناية، وسراويل التشينو، كلها ارتبطت بالحياة الجامعية في خمسينيات القرن الماضي، معبّرة عن المكانة الاجتماعية وأسلوب الحياة المهندم الذي لا يشيخ. 
لكن الأناقة الحقيقية لا تكمن في ما يُعاد بثّه، بل في ما يُعاد تصوّره. ولا فصل يحتفي بالحنين وتنسيق الطبقات مثل الخريف، إذ تتحوّل الكلاسيكيات فيه إلى مساحة للإبداع وإعادة الاكتشاف.
وفي هذا الخريف، تقدّم لويس فويتون عبر مجموعة آيفي Ivy Capsule تأويلاً جديدًا لهذه الكلاسيكيات، إذ يضع المدير الإبداعي لملابس الرجال، فاريل ويليامز، توقيعه الخاص ليحوّل الرموز الجامعية إلى أدوات سرد بصري. 

من التارتان الموشّى بنقشة المونوغرام إلى قميص الرغبي المطرّز، ومن حقيبة اليد المصمّمة بشكل مبتكر إلى التميمة المعلّقة على الحقائب، لا تبدو المجموعة مجرد أزياء، بل نصّاً سردياً يروي كيف تتقاطع الجامعة والشارع والفخامة في لوحات لونية قوامها الحنين والابتكار. 

فاريل ويليامز يعيد صياغة خزانة الجامعة في كبسولة جديدة من لويس فويتون

Louis Vuitton

هنا، يعيد ويليامز إرث الجامعات في مجموعة مبتكرة صُممت لتلائم مختلف المواسم، فيما تشكل مجموعة خريف 2026 الرجالية جسرًا مفاهيميًا نحو مجموعة ربيع/صيف 2026. إنها ليست مجرد تحية حنين إلى الماضي، بل إعادة تفسير معاصرة، تحمل بصمته الواضحة ورؤيته العابرة للتقاليد.

مستلهماً خزائن الجامعات التقليدية، ركّز ويليامز على لوحة لونية أكاديمية هادئة مثل الرمادي، والكحلي، والأخضر الداكن، تتخللها تدرجات زاهية تستحضر ألوان بيوت الجامعات، ليمزجها بذكاء مع طبعات رمزية مبتكرة: يظهر مونوغرام التارتان على القمصان والسترات المزوّدة بقلنسوة والدنيم، بينما تضيف خطوط Monogram Heritage طاقة ديناميكية إلى السترات الخفيفة والمعاطف العملية. 

أما التطريزات والشعارات، فتمتد حتى إلى الإكسسوارات الصغيرة مثل القبعات والأوشحة وربطات عنق، لتمنح القطع اليومية طابعاً احتفاليًا. ورغم تركيز المجموعة على الخياطة الكلاسيكية، إلا أن القصّات تبتعد عن الجمود، لتفسح المجال أمام حيوية جديدة تقوم على الراحة، والانسيابية، والقدرة على التنسيق الطبقي.

فاريل ويليامز يعيد صياغة خزانة الجامعة في كبسولة جديدة من لويس فويتون

Louis Vuitton

وتتصدّر الملابس الخارجية المشهد كأيقونات عابرة للمواسم: سترة من صوف الكشمير مزدوجة الوجه، ومعطف طويل من البوكليه، وشترة منسوجة بنقوش جاكار، جميعها صُممت لتكون قوية بما يكفي لخريف مبكر وخفيفة بما يكفي للانتقال إلى الربيع. حتى السراويل القصيرة أعيدت صياغتها بعناية لتوازن بين الطابع العملي والأناقة الحضرية. 

ولا يمكن إغفال الحقائب، فهي هنا تشكل محوراً بحد ذاتها: حقيبة Speedy P9 المصنوعة من الجلد المقلوب، والمرفقة بوشاحين من الحرير، تُطل كقطعة أيقونية، فيما تحتل حقيبة اليد المستوحاة من شكل كرة الرغبي موقعها كتصميم لافت يجمع بين الطرافة والترف. لكن المفاجأة ربما تكمن في الإكسسوارات: تعليقات الحقائب التي تحمل تميمة المجموعة، وسلحفاة أنيقة تتحوّل من مجرد تفصيل صغير إلى رمز يجسد روح الكبسولة.

في جوهرها، تسلّط مجموعة آيفي الضوء على التبادل الثقافي عبر الأطلسي الذي شكّل أساس الأسلوب الجامعي، جامعاً بين الطابع الأمريكي والأناقة الأوروبية، ومضيفاً إليها لمسات ويليامز المميزة في عالم الموضة. وهكذا، يفتح المصمم أفقاً جديداً للتفاعل بين الكلاسيكية والحداثة، والإرث والابتكار، وبين المظهر المصقول والطابع المرح، ليصوغ خزانة أزياء تحتفي بتراث اللباس الأكاديمي بقدر ما تحتفي بالتمايز في أزياء الرجال المعاصرة.