فرانسيس كوركدجيان، صاحب العلامة التي تحمل اسمه، لا ينظر إلى العطر بوصفه تركيبة من الروائح فحسب، بل وسيلة للتفاعل مع الفن والعالم.
وبعد مسيرة حافلة ابتدأت بعطر Le Male الشهير لصالح دار جان بول غوتييه، يستعد اليوم لإطلاق معرض حسي غير تقليدي بعنوان Parfum, Sculpture de L'invisible (العطر.. نحت ما لا يُرى) يُعيد التفكير في معنى العطر، وفي دوره كجسر بين التجربتين الجمالية والحسية.
عطر يتجاوز الحواس
معرض Parfum, Sculpture de L'invisible متعدد الوسائط، الذي سيُنسق بين أواخر أكتوبر وأواخر نوفمبر في مساحة Saut du loup في متحف باليه دو طوكيو Palais de Tokyo الباريسي، والذي يرصد ثلاثة عقود من إبداعات كوركودجيان، ينطلق من رؤية تقارب العطر بوصفه تجربة حسية شاملة، لا تقتصر على حاسة الشم وحدها.
Courtesy of Maison Francis Kurkdjian
في هذا الإطار، تنفتح الأشكال التعبيرية على احتمالات غير مألوفة، من نوافير تنبعث منها نفحات دقيقة، إلى فقاعات هواء مشبعة بالعطر، مرورًا بتفاصيل تصميمية تحتضن في داخلها عبيرًا غير مرئي.
في تصور فرانسيس كوركدجيان، الرائحة تتحوّل إلى أداة إدراك بصري ووجداني، وتُعيد تشكيل علاقتنا بالجمال وتدعونا إلى تذوق الفن بأنفاس مختلفة.
في بيان رسمي صادر عن شركة فين بارتنرز Finn Partners، وهي من الجهات الداعمة للمشروع، وُصف المعرض بأنه "تجربة تُعيد تعريف العلاقة بين العطر والحواس. فالعطر، في مختلف حالاته وأشكاله، حتى أكثرها استثارة للانبهار، سيكون الخيط الناظم الذي يقود الزائر إلى مقاربة جديدة للفن".
كوركدجيان، المعروف بقدرته على التقاط ما هو غير مرئي، صرّح ذات مرة: "أنا أقدّر الإرث.. لكنني أكره التقاليد". وفي المعرض المنتظر، يبدو أن هذه المقولة لن تبقى نظرية، بل ستتحوّل إلى تجربة حسية قائمة بذاتها.