تبدأ الرحلة من المساحات الخارجية التي تشكّل لوحة طبيعية آسرة: حديقة مشذبة تتخلّلها مجالس للاسترخاء وممرات حجرية تؤدي إلى مسبح واسع مزوّد بشلال متدرّج مستوحى من شلال دبي مول البشري الشهير. ومن الشرفات العليا، يمتد الأفق ليكشف مشهدًا خلابًا نحو برج خليفة، في تذكيرٍ دائم بأن هذا المسكن يستظل بعاصمة الفخامة العالمية.

داخل القصر يرتفع حوض قناديل البحر العملاق من الأرض حتى يلامس السقف، في مشهدٍ يحوّل الداخل إلى عالمٍ غامر من الضوء والحياة. لا يكتفي الحوض بإبهار البصر، بل يخلق تجربة حسية كاملة تتداخل فيها حركة الماء مع بريق القناديل الناعم، فتبدو القاعة كأنها تنبض بإيقاعٍ مستمد من عمق المحيط. ويتوسط هذا الابتكار نفق زجاجي يسمح بالجلوس أو الاستلقاء داخله، ليعيش ساكن القصر لحظات تأمل نادرة وسط نبض الحياة البحرية.

وتواصل التفاصيل نُضجها كلّما تنقّلنا بين المساحات، إذ تستعرض قاعة السينما الحمراء الموقّعة من فيرساتشي حضورها الدرامي بطابعٍ إيطالي. وفي الطابق السفلي، تمتد صالة الألعاب الرياضية الحديثة إلى جانب ناد صحي خاص وغرفة ألعاب، ما يجعل القصر عالمًا متكاملاً للترفيه والعافية تحت سقفٍ واحد.  

ولم يكن الاهتمام بالجانب العملي أقل إبداعًا، إذ يحتوي القصر على مرآب مصمم بأسلوب فني يستوعب تسع سيارات تُعرض داخله كما تُعرض القطع الفنية، تحت إضاءة مدروسة تُبرز خطوطها. أما في الجناح الخدمي، فقد خُصصت خمس غرف للموظفين تضمن صونًا تامًا للخصوصية، لتكتمل بذلك الصورة المتوازنة لقصر يجمع بين رفاهية المظهر ودقّة التفاصيل الوظيفية.