قطار فينيس سيمبلون أورينت إكسبريس.. من باريس إلى رافيلو

تنطلق الرحلة الاستثنائية من قلب العاصمة باريس في الرابع من مايو 2026، فيُستقبل الضيوف في أجواء من الفخامة والراحة داخل المقصورات الأنيقة ذات اللون الأزرق الداكن، التي تُميز هذا القطار الأسطوري. تتميز المقصورات والأجنحة الفاخرة، إلى جانب الأجنحة الملكية، بتصميمها الرفيع الذي يعكس لمسات من التاريخ الأوروبي الفخم، ما يجعل كل لحظة في الرحلة تمثل تجربة فريدة من نوعها.

يتجه القطار بعد ذلك جنوبًا، متّبعًا مسارًا يمتد عبر أجمل المناظر الطبيعية في الريف الإيطالي، ليصل في النهاية إلى مدينة بومبي التاريخية. هناك، يستمتع الضيوف بجولة حصرية بين أطلال هذه المدينة القديمة، ليكتشفوا تفاصيل الحياة في العصور الرومانية. ولعشاق التفرد، يُتاح لنزلاء الأجنحة الملكية فرصة نادرة لدخول منزل اللارياريوم في الجادة الخامسة Casa del Larario Regio V، ذلك المنزل الأثري الذي يُغلق عادة أمام الزوار، ليكونوا أول من يتعرف على أسرار هذا المعلم الاستثنائي.

مع انسياب المساء، يواصل قطار فينيس سيمبلون أورينت إكسبريس رحلته عبر الطبيعة الإيطالية الساحرة، متجهًا نحو مدينة رافيلو، تلك البلدة الحالمة التي تعتلي قمم ساحل أمالفي على ارتفاع يزيد على ألف قدم فوق سطح البحر، وتُعد واحدة من أبهى جواهر الجنوب الإيطالي.

في هذا الركن الساحر يحلّ الضيوف على فندق كاروزو Caruso الذي يحمل توقيع علامة بيلموند؛ وهو قصر تاريخي من القرن الحادي عشر، تُعيده التفاصيل المعمارية إلى زمن النبلاء. تحت قببه العالية وجدارياته الفخمة، تلتقي الفخامة الكلاسيكية بروح التصميم المعاصر، فيما يطلّ حوض السباحة اللامتناهي، المُعاد تصميمه بعناية، على مشهد يخطف الأنفاس للبحر المتوسطي والتلال المحيطة.

تجربة ساحلية راقية

بعد مسيرة متفرّدة عبر قلب أوروبا، يبلغ قطار فينيس سيمبلون أورينت إكسبريس محطته الأجمل على ساحل أمالفي، حيث تنتظر الضيوف تجربة رفيعة تتجاوز حدود الفخامة التقليدية.

في المساء الأول، تتوهج نكهات تشيلينتو على مائدة العشاء في مطعم كاروزو ضمن أمسية مصمّمة بعناية لتجسّد عبق التراث الجنوبي الإيطالي. هناك، يبدع الطاهي التنفيذي أرماندو أريستاركو في تقديم عرض حيّ لفنون الطهو المحلي، مستعرضًا مكونات أصيلة تشمل فاصولياء كونتروني، والأنشوفة الطازجة، والسوبريساتا المدخنة، والخرشوف الجبلي، وكل ذلك يُحضّر أمام الضيوف باستخدام فرن الحطب التقليدي للفندق.

في صباح اليوم التالي، يُمنح الضيوف حرية اختيار طريقتهم الخاصة لاكتشاف عجائب ساحل أمالفي: إما بجولة بحرية على متن قارب خاص إلى بلدة بوسيتانو الخلابة، أو من خلال تجربة فنية بديعة في ورشة رسم مفتوحة يُشرف عليها فنان محلي، تنبض أعماله بروح الألوان والمناظر التي تحيط بالمكان.

وحين يُسدل المساء ستاره، تُختتم هذه التجربة الفريدة بأمسية احتفالية تُقام في حدائق فاجنر Wagner الغنّاء. 

تبدأ التجربة بجلسة ما قبل العشاء وسط أجواء طبيعية آسرة، ثم تليها وليمة راقية تُعد على نحو خاص لهذه المناسبة، بوصفها تحية ختامية تليق برحلة لا تتكرر، في مشهد ختامي يحفر في الذاكرة.