خلف أجواء سباق موناكو الكبير، وبين أصداء المحركات وأصوات الكاميرات، اختار نجم الفورمولا 1 البريطاني لاندو نوريس أن يستبدل بالفنادق الصاخبة ملاذًا بحريًا راقيًا، يُحاكي رفاهية المضمار ويُضيف إليها طابعًا من العزلة الأنيقة.
اليخت هو كورال أوشن Coral Ocean، أيقونة شركة لارسن الممتد بطول 72.6 متر، والذي تحوّل خلال أسبوع الجائزة الكبرى إلى المنزل العائم لفريق ماكلارين وسائقيه، بمن فيهم نوريس وزميله أوسكار بياستري.
يخت كورال أوشن
تاريخ هذا اليخت لا يقل إثارة عن السباق نفسه. فقد صُمّم كورال أوشن عام 1994 على يد المصمم الشهير الراحل جون باننبرغ الذي يُعد أحد أبرز روّاد تصميم اليخوت الحديثة في القرن العشرين، والذي حاز لقب "عرّاب التصميم البحري" لما أحدثه من ثورة في جماليات اليخوت الخارقة. وقد شكّل هذا اليخت إحدى علامات حوض لارسن الفارقة، جامعًا بين الابتكار الهندسي والبصمة الجمالية المتقدمة.
Jeff Brown
عاد اليخت إلى الضوء بقوة بعد مشروع إعادة تجديد كامل في عام 2022 على يد رجل الأعمال الأسترالي إيان معلوف أحد أبرز الشخصيات في قطاع تأجير اليخوت الفاخرة في أستراليا ومؤسس مجموعة نادي أهوي Ahoy Club.
ضخ معلوف روحًا جديدة في كورال أوشن عبر مشروع إعادة بناء بلغت تكلفته 35 مليون يورو، أُنجز في مدينة بالما دي مايوركا الإسبانية، حيث أُضيفت إلى حجمه 150 وحدة معادلة (GT)، وأُعيد تصميم سطحين ونصف من أساسهما لمواكبة معايير الرفاهية المعاصرة.
Jeff Brown
مقصورة ملكية تلائم نجمًا عالميًا
وفيما كانت أنظار العالم تتجه إلى حلبة سباق الفورمولا 1 في موناكو، قدّم يخت كورال أوشن تجربة مختلفة على سطحه العلوي، حيث استُبدل بالمسبح الغائر حوض زجاجي القاع يطل مباشرة على البحر، محاط بحاجز شفاف يعزز الشعور بالانفتاح على الأفق.
وتُحيط بالمسبح أرائك استرخاء فسيحة، فيما يفتح الصالون العلوي بالكامل على الهواء الطلق، ليكون موقعًا مثاليًا لمتابعة مجريات السباق من قلب اليخت، ضمن أجواء تجمع بين الراحة والخصوصية.
أما جناح المالك – حيث يُرجّح أن لاندو نوريس أمضى جلّ وقته – فيُعد مأثرة في التصميم الهادئ والفخامة الوظيفية. يتوسط المقصورة سرير فاخر من هاستنس Hästens، العلامة السويدية العريقة التي تُعرف عالميًا بابتكار أسرّة يدوية الصنع باستخدام مواد طبيعية، والتي تُعتمد من قبل أفراد العائلات الملكية حول العالم.
Jeff Brown
ويواجه السرير نوافذ بانورامية بزاوية 180 درجة، بينما يدخل الضوء من خلال سقفين زجاجيين، أحدهما يطل على حوض السباحة في الأعلى. وفي الأسفل، يضم السطح جناح كبار الشخصيات الذي لا يقل فخامة، ويتضمن صالة خاصة يمكن استخدامها قاعة سينما أو مكتبًا، وهي مثالية لعزلة رياضية قصيرة قبل السباق.
غير أن التميّز في يخت كورال أوشن لا يقتصر على التصميم الجمالي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى البنية الخدمية الذكية التي أُعيد ابتكارها بعناية خلف الكواليس.
فقد جُهّز اليخت بممرات منفصلة للطاقم، وخزائن مدمجة بعناية، ومنافذ خدمة خفية تضمن انسيابية العمل من دون أي أثر تشغيلي ظاهر.
إيان معلوف، الذي يقف خلف هذه الرؤية والمتحدّر من عالم تأجير اليخوت الفاخرة..
كان يدرك أن الرفاهية الحقيقية تبدأ من البنية التحتية غير المرئية التي تُتيح للضيوف الاستمتاع بتجربتهم بأقصى درجات الراحة والخصوصية.