تُجسّد مجموعة ذا رويال بورتفوليو The Royal Portfolio مفهوم الفخامة المتفرّدة في جنوب إفريقيا بأسلوبٍ يمزج بين الأصالة والابتكار المعاصر. عبر فنادقها ومنازلها وفيلاتها الخاصة، تنسج المجموعة عالمًا متكاملاً من الأناقة والأصالة. وفي فصلٍ جديد من حكاية الترف الإفريقي، يطلّ مخيّم ماسيا Masiya’s Camp ليكلّل مسيرة المجموعة بوصفه وجهة تعيد تعريف مفهوم رحلات السفاري الفاخرة في قلب محمية خاصة داخل متنزه كروغر الوطني، حيث تمتزج البراري البكر بروح التصميم المعاصر المفعم بالألوان الدافئة واللمسات الحرفية الدقيقة.
مخيم ماسيا.. تجربة متكاملة في قلب البراري
تحمل المساحات العامة في مخيم ماسيا حسًا جماليًا واضحًا يمنح المكان طابعًا يجمع بين الفخامة والدفء. فعند المدخل المفتوح للمخيم، تستقبل الزائر مزهريتان ضخمتان من الخزف الصيني تعكسان أولى ملامح الترف الحرفي، تليهما طاولة استقبال مكسوة بنقوش الفهد تضفي لمسة من الجرأة المدروسة. أما منطقة الطعام الداخلية، فتفيض بأجواء تنبض بالحيوية بفضل مقاعدها المخملية، ونباتاتها الوارفة، وستائرها الوردية المخططة. وتكمّل الأعمال الفنية لعدد من المبدعين، من بينهم الزيمبابوي تفادزوا تيغا والجنوب إفريقية كيت غوتغنز، المشهد العام لتتحول المساحات المشتركة إلى لوحات حية تُثري الإحساس بالمكان وتدعو إلى التأمل.
The Royal Portfolio
ويمتد الإبداع نفسه إلى تجربة المذاق، إذ تنسجم مكونات المطبخ مع روح التصميم في أناقتها وتجددها وابتعادها عن النمط التقليدي لمطابخ مخيمات السفاري. فالإفطار يقدم اختيارات غنية بطابع محلي مثل البيض المسلوق في تشاكالاكا، وهو طبق جنوب إفريقي من الخضار والبقول، إلى جانب الوافل المالح مع سمك السلمون المدخن وصلصة الهولنديز بالبابريكا، لتبدأ التجربة الصباحية بنكهات مفعمة بالطاقة والتنوع.
وفي أوقات الغداء، تتخذ الأجواء طابعًا أكثر استرخاءً حول المسبح الرئيس، إذ تُقدم أطباق خفيفة للمشاركة مثل الكالاماري المقرمش بصلصة آيولي المانجو وسلطة الخضار المشوي مع جبنة البوكونشيني والبيستو، فيما يضفي حضور قرود الفرفيت، لمسة فكاهية تعزز تمايز التجربة. أما مع غروب الشمس، فيتجلى العشاء بوصفه تجربة راقية وغير متكلّفة تضم قائمة من ثلاثة أطباق. كما يوفّر المخيم أجواء أكثر دفئًا في الهواء الطلق مع فرن بيتزا ومنطقة للشواء تحت النجوم، ليستكمل الزائر يومه بلحظة تجمع بين المتعة الحسية وسحر البراري الهادئ.
The Royal Portfolio
تصميم جريء يحتفي بالألوان
وبين خيام وردية تنبض بالحياة وسط الطبيعة الإفريقية، يأتي مخيم ماسيا ليُتيح تجربة سفاري تعكس أسلوبًا تصميميًا مختلفًا عن الأنماط المألوفة. ستة أجنحة فسيحة تمتد تحت سقف من القماش الفاخر، تجمع بين الحرفية الدقيقة والخيال الفني في تصميمٍ يبتعد عن الأساليب الكلاسيكية المعهودة، ويتبنّى رؤية جريئة تحتفي بقوة اللون والملمس وتستبدل بحياد البيج والكاكي تدرجات لونية حيوية وثرية تعكس روح المكان.
هذه الرؤية المفعمة بالحياة ليست وليدة المصادفة، بل تقف خلفها شخصية تمتلك حسًا فنيًا متفردًا. فالمخيم يحمل توقيع بايدن، الشريكة المؤسسة لمجموعة ذا رويال بورتفوليو، التي تنظر إلى الألوان بوصفها لغة للحياة وليس مجرد جزء من التصميم. تقول بايدن: "معظم الناس يحبون الأسلوب البسيط، لكنني أعشق الألوان كثيرًا. الأدغال مليئة بالألوان. يكفي النظر إلى الطيور والمناظر الطبيعية على مدار السنة. لا أستطيع تصميم غرفة باللون الأبيض أو البيج فحسب. إذا كان بالإمكان أن نعيش وسط الألوان، فلماذا نعيش في البيج؟ فالألوان تبعث على الحيوية والبهجة، وتخلق بيئة مريحة وهادئة".
The Royal Portfolio
ورغم أن بايدن لم تدرس التصميم أكاديميًا، إلا أن سنوات السفر إلى وجهات تزخر بالفنون والحرف اليدوية مثل الهند ومراكش وتنزانيا، شكّلت لديها ذائقة بصرية ناضجة وقدرة فطرية على اختيار القطع النادرة التي تمنح أعمالها طابعًا يجمع بين الأصالة والإنسانية، وبين التميّز الجمالي والوظيفة العملية.
The Royal Portfolio
في أجنحة مخيم ماسيا، تتجسّد هذه الفلسفة في أدق تفاصيل التصميم. فعلى مساحة تقارب 2500 قدم مربعة لكل جناح، تتناغم التفاصيل لتخلق هوية بصرية متكاملة لا تفصل بين الوظيفة والجمال. تتدرج الألوان من الأزرق العميق إلى البنفسجي والمرجاني والأحمر، فيما تنتشر الأرائك المصنوعة على نحو خاص والمكسوة بأقمشة إيكات حريرية تشي بالفخامة الهادئة. وتتكامل عناصر الفخامة مع رؤوس الأسرّة المزخرفة بنقوش زهرية وسجاد فارسي فاخر، وأبواب هندية وشرق إفريقية منحوتة يدويًا، لتتلاقى الثقافات في نسيج جمالي واحد. وتكتمل الصورة بستائر مخططة وثريات كهرمانية ومراوح استوائية تمنح الأجواء لمسة من التناسق الدافئ بين الأصالة والطبيعة.
The Royal Portfolio
مغامرة شخصية مع الطبيعة
ما إن تكتمل تجربة الإقامة بكل هذا الغنى البصري والراحة الراقية، حتى تبدأ المغامرة الحقيقية خارج الخيام، حيث تنتظر الطبيعة البرية الزائر لتأخذ التجربة إلى بُعد آخر من الجمال. يحمل مخيم ماسيا اسمه من شخصية حقيقية تركت أثرًا عميقًا في عالم السفاري، هو ويلسون ماسيا، أحد أساطير التتبع في جنوب إفريقيا. إنه الرجل الذي اكتشف شغفه بالعالم البري وطوّر قدرات استثنائية في قراءة الأرض والإشارات الخفية التي تتركها الحيوانات، حتى نال لاحقًا لقب الخبير الأعلى في التتبّع Master Tracker ضمن قلةٍ نادرة وصلت إلى هذه المرتبة.
واليوم، وبعد رحيله في عام 2015، تظلّ روح ويلسون حاضرة في تفاصيل المخيم وتجارب ضيوفه، إذ تتجسّد فلسفة الشغف والانتماء للطبيعة في كل لحظة من تجربة السفاري. ففي منطقة غريتر كروغر Greater Kruger الممتدة على أكثر من 19.9 كيلومتر مربع، تنكشف إحدى النظم البيئية الأشد خصوبة في القارة الإفريقية وأكثرها تنوعًا. هناك يعيش أكثر من 145 فصيلة من الثدييات، من الأسود والفهود والفيلة إلى جواميس الكيب ووحيد القرن الأسود، إلى جانب أكثر من 500 جنس من الطيور التي تلوّن السماء بحركتها وانعكاس أجنحتها. وبفضل الطابع الخاص للمحمية، يحظى الزائر بفرصة نادرة للاستمتاع بساعات طويلة من الاستكشاف في عزلة شاعرية بعيدًا عن أي مركبات أخرى، وكأنه يخوض مغامرته الخاصة في قلب البرية الخالصة.
The Royal Portfolio
ويواصل فريق التتبع والإرشاد في المخيم هذا الإرث العريق بروح شغوفة بالمغامرة وفهم عميق للطبيعة، وخبرة جماعية تتجاوز 350 عامًا. يتكوّن هذا الفريق المرموق من اثنين من الخبراء الأعلى في التتبّع، اللقب الذي لا يحمله سوى نحو خمسة عشر شخصًا في جنوب إفريقيا، وهما خوان بينتو ولوكاس ماتونسي، وهما الوحيدان الحاصلان على هذه الرتبة في منطقة غريتر كروغر. تحت قيادتهما، تتحول كل رحلة في البرية إلى درسٍ في الصبر والانتباه والتفاعل العميق مع الطبيعة، إذ تُرى التفاصيل الصغيرة بعين الخبير وتُروى القصص بصوتٍ يفيض بالشغف والمعرفة.






