إذا كنت من أولئك الذين ينشدون نسائم البحر وأشعة الشمس حتى في موسم البرد، فاعلم أن فصل الربيع قد بدأ في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث درجات الحرارة قلما تنخفض دون 26 درجة مئوية، وحيث شمس الصيف تدفئ المياه في محيط الجزر ما إن يحل شهر ديسمبر.  

تقول بيتسي كوكس، الرئيس التنفيذي لشركة Blackbook Concierge التي تحقق أمنيات الزبائن الأكثر تطلبًا، إنه لا غرابة في توق الأفراد اليوم إلى الجانب الصيفي من الكرة الأرضية، مضيفة: "إنهم ينشدون وجهات حصرية تنأى بهم عن الحشود".

وبعد أن فرضت السلطات في بلدان أوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا، على مرّ السنتين الأخيرتين، إجراءات الحظر الأشد صرامة بسبب جائحة كورونا، تثبت اليوم المنتجعات وشركات التطوير العقاري أنها لم تبدد الوقت في الانتظار، كاشفةً عن مجموعة من المنتجعات بالغة الفخامة التي تتيح مزايا لا يمكن حتى لجزر الكاريبي أن تضاهيها.

منتجع ليزارد آيلاند Lizard Island

تفقدوا بداية منتجع ليزارد آيلاند الحصري، الذي يحتضن 40 حجرة ومجموعة من الفيلات تحيط بها المياه الفيروزية للحيد المرجاني العظيم.

والجدير بالذكر أن هذه البقعة الواقعة قبالة الشاطئ في أستراليا شكلت لسنوات عدة وجهة للمشاهير الذين ينشدون الخصوصية أمثال كايت هادسون، وتايغر وودز، وتشارليز ثيرون، وراسل كرو.

ويبدو أنهم يطالبون اليوم بتشديد الإجراءات الأمنية في فيلا ذا هاوس The House الجديدة على أرض الجزيرة. افتُتح هذا الملاذ في شهر يوليو الفائت بعد أن ظل مغلقاً لنحو 30 عامًا، ليتجلى مسكنًا رحبًا بأربع حجرات للنوم يجثم فوق شبه جزيرة صغيرة بين الشواطئ البكر.

أطلق رجل الأعمال الأسترالي ستيف ويلسون مشروع بناء فيلا ذا هاوس (التي يبدأ سعر الإقامة فيها نحو 11 ألف دولار لليلة الواحدة، ولمدة ثلاث ليالٍ على الأقل) على أرض منتجع الجزيرة الذي أنشأه والده الراحل في سبعينيات القرن الفائت.

ويصف ويلسون الابن الفيلا بأنها "تعكس استجابة خاصة" في أرض مترامية الأطراف بالغة التميز. وفي هذا يقول: "إن ملاذنا يمثل الجزيرة المأهولة الوحيدة التي تنمو فيها الشعاب المرجانية من قاع المحيط، كما أننا نقع على مسافة قريبة جدًا من الجرف القاري، حيث تمتد الشعاب المرجانية حتى عمق 1000 قدم. ينبغي أن ترى هذا المشهد بأم العين لتصدقه".

وعلى ما يليق بهذه الأعجوبة الطبيعية، ابتكر المعماري الأسترالي جيمس دايفدسون تصميمًا مفتوحًا يميزه الاستخدام الوفير للمواد العضوية مثل الحجارة والأخشاب. فضلاً عن ذلك، توفّر الفيلا طاقم خدمة متكاملاً وأسطولاً من المركبات المائية، ومن ذلك يخت من علامة ريفييرا بطول 56 قدمًا.

منتجع جزر فاتوفارا الخاصة Vatuvara Private Islands

أما في فيجي، فبات اليوم منتجع جزر فاتوفارا الخاصة، الذي استضاف في عام 2018، بعيدًا عن الأضواء، الأمير هاري وميغان ماركل، بات يتباهى بميزة طبيعية عصية على النسيان، مسرحها هذه المرة الأعماق.

فالمنتجع المكوّن من ثلاث فيلات (بسعر يبدأ من 4,300 دولار لليلة الواحدة، يشمل كلفة الانتقال من الجزيرة وإليها على متن طائرة خاصة)، والذي أقفل أبوابه لسنتين، استعاد نشاطه في شهر يناير المنصرم متيحًا مجموعة من المرافق المجددة، ومتباهيًا بالتركيز على مفهوم الرفاهية المسؤولة، والطعام العضوي الذي تُستنبت مكوناته على أرض الجزيرة بما يجعل مشكلات سلسلة التوريد الغذائي أمرًا من الماضي.

بل إن المنتجع بات يحتضن حديقة بحرية يمكن السباحة فيها مع محارات عملاقة بطول قدمين، لولاها لجاز القول إن المحار انقرض كليًا من فيجي.

المشهد الأخاذ للمياه الفيروزية في محيط منتجع Lizard Island قبالة الحيد المرجاني العظيم في أستراليا.

Lizard Island
المشهد الأخاذ للمياه الفيروزية في محيط منتجع Lizard Island قبالة الحيد المرجاني العظيم في أستراليا.

جزيرة رانغ نوي Rang Noi

توجّه كوكس اليوم أيضًا النخبة من زبائنها إلى جزيرة رانغ نوي الخاصة والحصرية جدًا قبالة ساحل فوكيت في تايلند، مشيرة إلى أن هذه الجزيرة "تبقى من الوجهات النادرة التي لا يمكن أن تعلم بها إلا من خلال من سبقوك إليها".

ينبسط المنتجع على ملكية لا تزيد مساحتها على عشرة فدادين، وتحتضن ثلاث فيلات بطاقم خدمات متكامل، تضم من أربع إلى ثماني حجرات للنوم وتبدأ أسعار الإقامة فيها من خمسة آلاف دولار لليلة الواحدة.

أما للمجموعات الكبيرة، أو لتجربة إقامة مصممة حسب الطلب، فبالإمكان الاستحواذ على كامل الجزيرة الفاخرة بسعر يبدأ من نحو 50 ألف دولار، مع توافر خيار إضافي للاستفادة من مجموعة من اليخوت (بحسب احتياجات المجموعة)، فضلاً عن ثلاثة قوارب رياضية صغيرة، ومعدات لركوب الأمواج، وأسطول من 15 زلاجة مائية.

وبعد قضاء يوم كامل في البحر، يمكن للمجموعة الاسترخاء في القاعة السينمائية التي تضم 43 مقعدًا.

يقول جون ساذرلاند، الذي يدير المنتجع، أنه بدأ أخيرًا يستكشف إمكانية تبادل المواقع مع "مالكة قلعته المفضلة في اسكتلندة" بحيث تؤدي هذه المالكة وطاقمها دور المضيف لزوّار الجزيرة فيما يسافر هو مع طاقمه لأداء مهمة الضيافة في اسكتلندة. وفي هذا يقول: "لا شك في أن الجزيرة آسرة. لكن التجربة تتعلق أيضًا بجودة الخدمات التي تتوافر لك. فطاقم العمل هو الذي يصنع الفارق كله".