توثيق البرية بعدسة الهاتف

سبيركا، الذي عمل في مناطق غنية بالحياة البرية مثل كوستاريكا وناميبيا ومتنزه يلوستون الوطني، نُشرت صوره في مجلات متخصصة وكتب ومطبوعات لحدائق الحيوان، واليوم يجمع في جميرا ثاندا سفاري بين خبرته التقنية ومعرفته الميدانية لمساعدة الزوار على توثيق جمال الطبيعة الإفريقية.

استجابةً لهذا التوجه، طوّر سبيركا جلسات تدريبية خاصة تمتد لنحو 90 دقيقة، مصممة خصوصًا لمستخدمي الهواتف الذكية. لا تقتصر هذه الجلسات على الشرح النظري، بل تتعمق في تقنيات دقيقة مثل تأطير الحيوانات سريعة الحركة، وضبط الإعدادات المتقدمة، إلى جانب خطوات تحرير الصور عبر التطبيقات الاحترافية.

ولأن التقاط صورة مميزة لا يعتمد على التقنية فحسب، يشدد سبيركا على أهمية اختيار المحميات الخاصة بدلاً من الحدائق الوطنية. فهذه المحميات تتيح اقترابًا آمنًا ومدروسًا من الحيوانات، ما يمنح المصورين فرصًا نادرة لالتقاط تفاصيل لا تُرى من بعيد.
غير أن التصوير بعدسة الهاتف لا يقتصر على مشاهد الأسود والفيلة والحيوانات الضخمة. ففي نصائحه، يوجّه سبيركا الأنظار إلى جمال التفاصيل الدقيقة، من ألوان الطيور الزاهية إلى الحشرات والنباتات النادرة، التي تتحول بفضل التقنيات المتقدمة في الهواتف الذكية إلى لقطات آسرة تكشف روعة الطبيعة من منظور مختلف.

أما عند تصوير المناظر الطبيعية، فينصح سبيركا بتجنّب التكبير الرقمي الذي يفقد الصورة جودتها، والاكتفاء بالتقاط مشاهد واسعة يمكن قصّها لاحقًا من دون خسارة تُذكر. ويؤكد أن الهواتف قادرة على التعامل بذكاء مع التكوينات الضوئية المعقدة، مثل الشروق والغروب أو الغيوم الكثيفة، خصوصًا عند الاستعانة بتطبيقات تحرير متقدمة.

ولأولئك الذين يفضلون الاستمتاع بالرحلة من دون الانشغال بالتقاط الصور، يوفّر سبيركا خدمة تصوير متكاملة، توثّق اللحظات العفوية والمشاهد البرية بكل احترافية، لتتحوّل الرحلة إلى ألبوم ذكريات لا يُنسى.

مركبة سفاري مصممة للتصوير

ولمساعدة الزوار على تطبيق هذه المهارات داخل المحميات، أنشأ سبيركا مركبة غرين مامبا 1 الاستثنائية، والتي تجمع بين الراحة والتقنية، وتمنح الزوار البيئة المثالية لالتقاط صورهم.

من الخارج، قد تبدو المركبة مثل أي مركبة سفاري تقليدية، لكن نظرة لها فاحصة تكشف عن تفاصيل مدروسة بعناية. ففي المقدمة، وُضعت مقاعد مخصصة لاثنين من الزوار مع مساحة إضافية للأرجل، ما يتيح حرية الحركة وتغيير الزوايا في أثناء التصوير. أما الأرضية، فاستُبدل بها سجادة قماشية تتيح الجلوس أو الركوع لالتقاط صور من مستوى نظر الحيوانات، ما يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة اللقطة.

في الجزء الخلفي من المركبة، وُزّعت أذرع دعم متينة تعمل بوصفها حوامل مدمجة لتثبيت الكاميرات أو أكياس التوازن، إلى جانب مساحات تخزين إضافية للمعدات، ما يُجنّب الزوار عناء حملها في أثناء التنقل ويُبقي التركيز بالكامل على المشهد أمام العدسة.

على أن سبيركا لم يكتفِ بالجوانب التقنية. فقد حرص على إضافة لمسات راقية تجعل من تجربة السفاري لحظة استثنائية في حد ذاتها، إذ تضم المركبة آلة  لتحضير القهوة خلال الجولات الصباحية، إلى جانب نظام صوتي بحري يُستخدم لتشغيل أصوات الطيور بهدف تحديد مواقعها بدقة.

كما جُهّزت المركبة بجهاز آيباد برو iPad Pro بحجم 12.9 بوصة محمّل بتطبيقات متخصصة في الحياة البرية، مثل دليل روبيرتس لطيور جنوب إفريقيا Roberts Birds of Southern Africa، إلى جانب ثلاث نقاط إضاءة موزعة بعناية على المقدمة والوسط والمؤخرة، ما يتيح ضبط الإضاءة حسب الحاجة والمشهد. والنتيجة: مركبة سفاري فاخرة صُمّمت لتواكب تطلعات الجيل الجديد من عشّاق التصوير.