في أقصى غرب إستونيا، حيث تتباطأ عقارب الوقت وتهمس الغابات بأسرارها القديمة، تستعد جزيرة هيوما Hiiumaa، إحدى الجزر الأكثر هدوءًا في أوروبا، لاحتضان تجربة استثنائية تحمل اسم إيها Eha، والتي تعني "الغسق" باللغة الإستونية. إنه منتجع صحي جديد لا يُتيح الرفاهية بمعناها التقليدي، بل يدعو زوّاره إلى الانسجام مع الإيقاع الموسمي للحياة، وسط محمية طبيعية تصنّفها اليونسكو كمحيط حيوي، وتغمرها الغابات والشواطئ البرية والليالي الصافية التي توفّر خلفية تأملية لا مثيل لها.

ولأن المكان هو جزء أساسي من التجربة، جرى تصميم المنتجع بعناية ليكون امتدادًا للطبيعة وليس دخيلاً عليها. يتكوّن منتجع "إيها" من ثمانية أجنحة وثلاثة أكواخ خشبية موزعة وسط الغابات، جميعها من تصميم المعماري الإستوني الشهير تيت ترومال. أما التصاميم الداخلية، فتولّت تنسيقها مجموعة من الاستوديوهات بروح تجمع بين الأشكال الإستونية التقليدية ولوحة ألوان هادئة، تبرز الإطلالات على الغابة والبحر وتخلق إحساسًا بالتناغم والانتماء.

منتجع Eha في جزيرة هيوما.. تجربة عافية موسمية في قلب الطبيعة الإستونية

Eha Retreat

هذا الاتساق مع الطبيعة يمتد أيضًا إلى الفلسفة العلاجية للمنتجع التي تشرف عليها كاي لاوس. فبإيحاء من المواسم الخمسة الفريدة التي تعرفها الجزيرة: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء، وربيع النهوض، تُتيح لاوس برامج صحية تدمج بين ممارسات علمية وتقاليد محلية. وتشمل هذه البرامج طقوسًا حرارية، وتمارين تنفس، وجولات لاكتشاف النباتات، وتأملات في قلب الغابة، تهدف جميعها إلى إعادة التوازن بين الجسد والروح.

منتجع Eha في جزيرة هيوما.. تجربة عافية موسمية في قلب الطبيعة الإستونية

Eha Retreat

ولا تكتمل تجربة العافية من دون تناول طعام ينسجم مع هذا النهج. لذلك، يقود الطاهي بيتر بيهل، الحائز نجمة ميشلان الخضراء، المطبخ الخاص بإيها، إذ تُقدَّم أطباق موسمية تعتمد على منتجات عضوية من حديقة المنتجع، إلى جانب مكونات محلية يوفرها مزارعون وصيادون يستخدمون طرقًا تقليدية، لتكون النتيجة توليفة غذائية توازن بين البساطة والتغذية العميقة، وتُكمل التجربة التأملية للمكان.

منتجع Eha في جزيرة هيوما.. تجربة عافية موسمية في قلب الطبيعة الإستونية

Eha Retreat

في جملة تلخّص جوهر المشروع كله، تقول إيفا ماران، الشريكة المؤسسة للمنتجع: "منتجع إيها يحتفي بجوهر الشخصية الإستونية التي تتمثل في احترام الطبيعة، والقوة الهادئة، وروح المجتمع المتجذّرة". وتنعكس هذه الفلسفة في تفاصيل التصميم الموسمي، ومبادئ تقليل النفايات، والنطاق المحدود للمنتجع الذي يضمن الخصوصية والهدوء.