صن فالي لودج.. إعادة ابتكار فندق كلاسيكي

بعد المسيرة الحافلة للفندق، كان لا بدّ من تطوير يواكب العصر من دون المساس بروح المكان؛ لذلك، خضع صن فالي لودج لعملية تجديد جذرية أعادت رسم ملامحه الداخلية، مع الحفاظ على دفء طابعه الريفي الأنيق الذي لطالما ميّزه. 

تضاعفت مساحات الغرف مقارنة بالتصميم الأصلي، ليضم الفندق اليوم 108 غرف وأجنحة جرى توزيعها بعناية تضمن أقصى درجات الخصوصية والسكينة. تزهو الوحدات كلها بلمسات معمارية تقليدية تنسجم مع البيئة المحيطة، تتقدّمها الخزائن الخشبية المصمّمة خصوصًا، والأسطح الغرانيتية المشغولة يدويًا، والحمّامات الواسعة ذات التفاصيل الحجرية الدقيقة.

وفي قلب هذه التجربة المترفة، تُعدّ المدافئ الكلاسيكية عنصرًا أساسيًا في تصميم 65 غرفة، إذ تضفي أجواء دافئة مثالية لأمسيات التزلج الطويلة، فيما تشكّل الأجنحة الشهيرة تحية لأيقونات مرّت على تاريخ المنتجع، ومنها جناحا مارلين مونرو وكلينت إيستوود، المصمّمان بأسلوب يُحاكي شخصيتي الضيفين الأسطوريين.

استراحة بلمسة جبلية

يوفّر منتجع صن فالي لودج تجربة رفاهية متكاملة عبر مركز عافية يُعدّ من الأكبر في المنطقة، إذ يمتد على مساحة 20 ألف قدم مربّعة، ويضم غرفًا للعلاج الجسدي، وغرفة ساونا، إلى جانب مسبح داخلي-خارجي محاط بواجهات زجاجية تطل على الفناء الجبلي المفتوح.

ولا تقتصر تجربة صن فالي على الفندق ومركز العافية فحسب، بل تمتد إلى المناطق المجاورة مثل كيتشوم Ketchum وستانلي Stanley، حيث تتوزع نُزل جبلية ومواقع تخييم طبيعية في قلب منطقة سوتوث الوطنية. 

كما توفّر الوجهة مجموعة فاخرة من المساكن الخاصة والشقق المفروشة المخصصة للإيجار قصير الأمد، تزدان بتجهيزات راقية تشمل أحواض استحمام ساخنة، ومسابح خاصة، وملاعب تنس، ما يفتح الباب أمام إقامة تجمع بين الراحة المنزلية ورفاهية المنتجعات.

مَعقل للمؤتمرات الخاصة.. ومخيّم صيفي للمليارديرات

وما يزيد هذا العنوان خصوصية هو أنه يحتضن خلف واجهته الريفية الهادئة أحد أكثر الاجتماعات تأثيرًا في المشهد الاقتصادي العالمي: مؤتمر آلن آند كومباني صن فالي Allen & Company Sun Valley Conference، الذي اشتهر إعلاميًا بلقب "المخيّم الصيفي للمليارديرات". 

يُقام هذا الحدث الحصري سنويًا في يوليو، ويجمع تحت سقفه أبرز صُنّاع القرار في قطاعات المال، والتقنية، والإعلام، من أمثال رؤساء شركات كبرى مثل أمازون وميتا وديزني، إلى جانب مستثمرين كبار، وصنّاع محتوى عالميين، وقادة سياسيين مؤثرين.

ما يُميّز هذا المؤتمر عن سواه هو طابعه غير الرسمي، إذ يُقام بعيدًا عن ضوضاء الإعلام في أجواء تُشبه العطلة الخاصة، إذ تُحظر فيه التغطيات الصحفية وتُغلق المداخل أمام الكاميرات. 

في المقابل، تتزاحم الطائرات الخاصة على مدرج صن فالي الصغير، فيما تنطلق لقاءات النقاش وجلسات الحوار وسط جولات تنس، ونزهات جبلية، ووجبات غداء في الهواء الطلق، ما يمنح هذه النخبة العالمية فرصة لبناء علاقات وشراكات بعيدًا عن طاولات الاجتماعات التقليدية.

وفيما لا تُنشر تفاصيل ما يُناقش داخل أروقة المؤتمر، تبقى أصداؤه حاضرة بقوة في قرارات واستراتيجيات تُرسم لاحقًا داخل أكبر شركات العالم، ما يجعل من صن فالي لودج أكثر من منتجع فاخر: منصة صامتة لرسم ملامح المستقبل الاقتصادي والتكنولوجي.