بعدما أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن إطلاق أكبر وأقوى صاروخ جرى صنعه، لتحقيق رحلة طال انتظارها إلى القمر، عادت لتعلن عبر بثها المباشر بالفيديو إلغاء الإطلاق.

كانت هذه الرحلة بمثابة عودة مهام ناسا المأهولة إلى القمر بعد توقف دام ما يقرب من 50 عامًا منذ إطلاق بعثة Apollo 17، آخر مهمة مأهولة إلى القمر.

وقالت الوكالة إنه بسبب مشكلة فنية في أحد محركات الصاروخ، أُرجئ لبضعة أيام على الأقل بدء هذه المهمة التي كانت من المقرر أن تنطلق يوم الاثنين الموافق 29 أغسطس عند الساعة 8:33 صباحا بالتوقيت الشرقي في الولايات المتحدة من مركز كينيدي للفضاء على ساحل ولاية فلوريدا، من المنصة نفسها 39B التي استخدمتها آخر مهمة مشابهة منذ 5 عقود.

من المحتمل أن يكون تاريخ الإطلاق المقبل يوم الجمعة الواقع فيه 2 سبتمبر، لكن يتعين في بادئ الأمر تقويم المشكلة من جانب فرق ناسا قبل تحديد الموعد الجديد.

تعد الرحلة الاختبار الأولي لبرنامج أرتميس Artemis، الذي يمثّل محاولة من ناسا لإعادة البشر إلى القمر، والسفر إلى المريخ.

وتعليقًا على الحدث، قال بيل نيلسون رئيس "ناسا": "سنطلق المركبة الفضائية الوحيدة في العالم المصممة لنقل البشر إلى الفضاء السحيق فوق أقوى صاروخ".

يرافق صاروخ نظام الإطلاق الفضائي SLS - أقوى صاروخ على الإطلاق تابع لوكالة ناسا - كبسولة أوريون غير المأهولة في رحلة تستغرق 42 يومًا وتحقق 238000 ميل حول القمر.

ووفقًا لما ورد في صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن تكلفة الصاروخ المستخدم في الإطلاق بلغت 20 مليار دولار، ولا يمكن استخدامه إلا لمرة واحدة، بينما تبلغ تكلفة الإطلاق 4 مليارات دولار.

داخل الكبسولة، تحل تماثيل عرض تُسمى "مونيكين" Moonikin محل رواد الفضاء الحقيقيين لجمع البيانات للتحضير للمهمة المأهولة الأولى المقرر إجراؤها في عام 2024. سيرتدي القائد "مونيكين كامبوس" واحدة من بدلات الطيران التي سيرتديها رواد الفضاء في المهام المستقبلية، ويرافقه في المهمة  التمثالان النصفيان عديما الأطراف "هيلغا" و"زوهار" اللذان سيحملان أجهزة لمعرفة مقدار الإشعاع الذي قد يتعرض له رواد الفضاء في أثناء رحلة إلى القمر.

"ناسا" تؤجل إطلاق صاروخ أرتميس إلى القمر بسبب مشكلة فنية.

NASA

يبلغ ارتفاع صاروخ SLS Space Launch System أكثر من 98 مترًا ويملك قوة دفع أكبر بنسبة 15% مقارنةً بـصاروخ Saturn V الذي استُخدم لإطلاق أبولو.

فصاروخ SLS، الذي يعمل بالوقود بالكامل، ويزن 5.7 مليون رطل أو 2850 طنًا، ينتج ما يصل إلى 8.8 مليون رطل من الدفع.

كما أنه يستخدم أربع محركات RS-25 تعمل بالوقود السائل، بالإضافة إلى زوج من معززات الصواريخ الصلبة. وستعادل سرعته في الفضاء 32 ضعف سرعة الصوت.

تتكوّن المركبة الفضائية من ثلاثة أجزاء: قسم الطاقم الذي يمكن أن يستوعب أربعة رواد فضاء لمدة تصل إلى 21 يومًا دون الالتحام، ووحدة الخدمة التي صنعتها وكالة الفضاء الأوروبية، وتحتوي على ألواح شمسية ووحدات للطاقة، بالإضافة إلى مختلف أنظمة دعم الحياة في الكبسولة، ونظام أمان الإطلاق وهو نظام أمان للطاقم متصل بكبسولة فضائية يمكن استخدامها لفصل الكبسولة بسرعة عن مركبة الإطلاق في حالة الطوارئ.

وفي حال سارت الأمور على ما يرام، فإن المهمة الثانية لمشروع آرتيميس ستتضمن أربعة رواد فضاء وستنطلق في عام 2024، على أن تكون الرحلة الثالثة في عام 2025، وتشمل هبوط رواد فضاء أمريكيين على سطح القمر.