تقدم فيينا، عاصمة النمسا والمدينة التاريخية ذائعة الصيت، والتي لطالما كانت وجهة مفضلة للأوربيين وبعض سائحي دول مجلس التعاون الخليجي، مزيجًا فريدًا من سحر العالم القديم وانفتاحات التطور الحديث. 

ليس هذا فحسب، وإنما هناك كثرة من العروض الثقافية والترفيهية التي تسهر المدينة على تقديمها؛ ما يجعلها وجهة مثالية للأزواج والعائلات وكذلك للمسافرين المنفردين الذين يبحثون عن استراحة من كد الحياة وعنائها.

تقع العاصمة النمساوية في قلب أوروبا، على بعد رحلة مدتها خمس ساعات ونصف من دبي، وتشتهر ك بهندستها المعمارية المذهلة وأهميتها الثقافية ومشهدها الفني النابض بالحياة، إذ إنها تحتضن أكثر من 100 متحف ومعرض.

بل إن فيينا صُنّفت على أنها المدينة التي تتمتع بأعلى مستويات جودة الحياة للعام العاشر على التوالي من خلال دراسة أجرتها ميرسر؛ والسبب في ذلك لا يُعزى إلى ما تتيحه المدينة من تأمين عالٍ،  ووسائل نقل عامة سلسة فحسب، ولكن أيضًا إلى احتضانها مجموعة واسعة من المؤسسات الثقافية والفنية، مع كون 53% من المدينة مساحات خضراء عامة.

متاحف وفنون 

يمكن للمسافرين الانغماس في التراث الثقافي الغني للمدينة في متاحف كوارتييه بالقرب من القصر الإمبراطوري؛ حيث تشمل المعالم البارزة هناك متحف Zoom للأطفال للمستكشفين الصغار، ومتحف Kunsthistorisches القريب، الذي يعد موطنًا لواحدة من أكبر وأهم المجموعات الفنية في أوروبا . 

تفتخر فيينا أيضًا بمشهد فني معاصر مزدهر مع العديد من صالات العرض والمعارض التي تتميز بأحدث الفنون والمصممين الصاعدين.

ويمكن لعشاق الموسيقى أن يسيروا على خطى موتسارت وبيتهوفن وفيفالدي وشوبرت وغيرهم من الشخصيات الكلاسيكية البارزة التي سكنت هذه المدينة ذات يوم. ففيينا، التي يطلق عليها اسم مدينة الموسيقى، تستضيف عددًا كبيرًا من العروض الكلاسيكية والمعاصرة على مدار العام، من الأوبرا إلى المهرجانات التي تقام في الهواء الطلق.

متحف Kunsthistorisches في مدينة فيينا

WienTourismus

فيينا مدينة في أوج ازدهارها

مع درجات حرارة نهارية تراوح ما بين 25-27 درجة مئوية من يونيو إلى أغسطس، تعد فيينا ملاذًا مثاليًا للزوار من دول مجلس التعاون الخليجي خلال فصل الصيف.

إنها حقًا مدينة تنبض بالحياة مع طاقة ديناميكية، لا سيما في ظل استمرار مهرجان فيينا حتى 21 يونيو 2023، وهو أكبر مهرجان دولي للفنون في المدينة يقدم مجموعة متنوعة من العروض المسرحية الجديدة والأوبرا والحفلات الموسيقية وعروض الرقص ومنشآت الوسائط المتعددة.

وستلحظ عند التجوال في الشوارع اصطفاف الأشجار على جانبيها، ولن يفوتك بالطبع الاستمتاع بمشاهدة العمارة الباروكية والقصور الرائعة والمباني الحكومية الفخمة التي ظلت قائمة منذ قرون. 

بالإمكان أيضًا الدوران على عجلة فيريس العملاقة لإلقاء نظرة بانورامية على المدينة من علٍ، أو الانغماس في فتنة الحدائق المحيطة بقصر شونبرون أو التنزه على طول Ringstrasse، أحد أجمل الشوارع في العالم.

عبق الماضي وسحر العوالم المعاصرة

WienTourismus

إقامة فاخرة

تزخر فيينا بعدد من الفنادق التي تمنح ضيوفها وزوارها الفرصة لاختبار معنى جديدًا في الضيافة. ونستعرض في ما يأتي ثلاثًا من أفضل الملكيات الفندقية في المدينة. 

Rosewood Vienna

نُحت فندق روزوود فيينا في المبنى التاريخي الذي استوطنه الملحن الأسطوري موتسارت ذات يوم. يقع المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر في حي البلدة القديمة بالمدينة، على مرمى حجر من كل من المواقع التاريخية ومركز التسوق الفاخر. 

يوفر الفندق الجديد 71 غرفة و28 جناحًا، بما في ذلك جناحًا رئاسيًا مهيبًا يمتد على مساحة 1800 قدم مربعة تضم غرفة معيشة منفصلة ومطبخًا ومنطقة للترفيه، بالإضافة إلى غرفة طعام فخمة تتسع لثمانية أشخاص.

تتميز الغرف كلها في الفندق بلوحة ألوان محايدة مع مؤثرات تصميمية تستحضر السحر القديم لتاريخ فيينا.

فندق روزوود فيينا

Rosewood Vienna

 Hotel Sacher

يقع فندق صخر، المملوك عائليًا والمكون من 113 غرفة، على نهر سالزاك، وهو مزدان بمجموعة رائعة من اللوحات الزيتية والتحف النمساوية العظيمة. وفيما يحافظ تصميم الفندق على السمات التاريخية للمكان، تميّزه شرفة مشمسة جميلة في الطابق العلوي تطل على المدينة، وخدمة ضيافة لا تشوبها شائبة، وغرف خاصة أنيقة لتناول الطعام.

 Hotel Sacher

Hotel Sacher Vienna

The Ritz-Carlton Vienna

تعد واجهة فندق الريتز - كارلتون واحدة من أكثر واجهات فيينا أناقة؛ إذ كانت عبارة عن أربعة قصور متصلة بنيت بين عامي 1865 و1871. 

ويقع الفندق في شارع Schubertring ذائع الصيت، وفيما يحتضن الفندق 201 غرفة وجناحًا يغلب عليها تصميم فاخر لا تعوزه فخامة، يتمايز بناديه الصحي ومركز للياقة البدنية ومسبح. 

The Ritz-Carlton Vienna فندق الريتز - كارلتون فيينا

The Ritz-Carlton

مذاقات متفردة

إن فيينا ليست غنية بمشهدها الفني والثقافي فحسب، ولكن ثقافة الطهو وتناول الطعام فيها على قدر كبير من التطور؛ فثقافة المقاهي في فيينا ضاربة بجذورها في التاريخ، ما هيأها لتضاف إلى قائمة اليونسكو للأصول الثقافية غير المادية.

يمكنك هنا أيضًا تناول حلوى صخر Sacher-Torte الشهيرة، وهي كعكة بالشوكولاته مع طبقات من مربى المشمش. وعلى الرغم من أن هذا الطبق التقليدي يوفر اتصالًا لذيذًا بالماضي، إلا أن مشهد المطاعم الفاخرة في فيينا آخذ في الازدهار، على ما تشهد وجهات مثل مطعم Amador الحائز ثلاث نجوم ميشلان والذي يغلب عليه أسلوب بسيط ويميزه مطبخ مفتوح تحت إدارة الطاهي خوان أمادور، ومطعم Restaurant Steirereck الذي يحمل نجمتي ميشلان ويقدم أطباقًا كلاسيكية من فيينا وأطايب نمساوية وعالمية معاصرة.

لا تفوتوا أيضًا فرصة زيارة مطعم Silvio Nickol في قصر كوبورغ. يتباهى عذا المطعم بنجمتي ميشلان ويُعد واحدًا من أفضل وجهات الطعام في المدينة بسبب أطباقه التي تعكس عبقرية الطاهي سيلفيو نيكول.