شيبارا.. ملاذك الخاص بين السماء والبحر

مع بداية الموسم الشتوي، تتحول جزيرة شيبارا على البحر الأحمر إلى وجهة مثالية لمن يبحث عن ملاذ خاص تتقاطع فيه دقة التصميم مع سكون المحيط. في هذا المنتجع الذي حاز أخيرًا مفتاحين من ميشلان، تتناثر الفلل على شكل قباب مصقولة تعكس تدرجات السماء والبحر، وتضم مسابح خاصة وإطلالات بلا عوائق على الأفق. تمتزج في هذه الوحدات عناصر التصميم المعاصر مع البساطة الطبيعية في تناغم مدروس يمنح الضيوف مساحة راقية للهدوء والتواصل والاسترخاء.

تبدأ مغامرة البحر من قلب الأعماق، إذ يتولّى مركز الغوص والرياضات المائية غالاكسيا Galaxea تنظيم تجارب متخصصة لاستكشاف الشعاب المرجانية الملوّنة والحياة البحرية النابضة بالحياة. تتنوع التجارب بين جولات الغوص الحر، والغوص الليلي وسط وهج الكائنات الحيوية، وصولاً إلى الدورات المعتمدة من جمعية مدربي الغوص المحترفين. وفوق سطح الماء، يُتيح مركز واما WAMA جانبًا آخر من التجربة مع الجدف وركوب قوارب الكاياك والإبحار عبر البحيرات الفيروزية التي تحيط بالجزيرة. ومع حلول الليل، تمنح جلسات مراقبة السماء الصافية تجربة مختلفة، إذ تُعيد خرائط النجوم رسم المسارات التي اعتمد عليها الملاحون العرب في رحلاتهم عبر البحار.

ولتكملة التجربة، يُتيح النادي الصحي مجموعة علاجات باستخدام اللؤلؤ الأسود والكافيار الأخضر والمستخلصات الغنية بالمعادن. وتشمل الجلسات خيارات داخلية وخارجية، إلى جانب مسابح حيوية وغرفة بخار وحوض حاكوزي لمنح الضيوف رحلة استشفاء متكاملة.

يحتضن المنتجع أيضًا خمسة مطاعم مميزة: يمنح مطبخ Iki.roe مزيجًا متقنًا من مذاقات المطبخ الياباني وأسلوب النيكّاي، ليمنح الضيوف تجربة آسيوية عصرية، فيما مطعم أنيماري Animari يأخذ الزوار في رحلة إلى نكهات البحر المتوسط، وسط أجواء أنيقة ومريحة. وعلى الشاطئ مباشرة، يتيح مطعم لونارا Lunara تجربة مستوحاة من مأكولات بلاد الشام. ولمن يفضل أجواء الشواء، يمنح مطعم ساريا Saria Pool Bar & Grill قائمة مأكولات متنوعة بجوار المسبح، في أجواء تنبض بالرفاهية.

ذا تشيدي.. إرث التاريخ وترف الإقامة

في قلب موقع الحِجر، أول موقع سعودي مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يُتيح فندق ذا تشيدي الحِجر تجربة إقامة تستلهم روح المكان قبل أي شيء آخر. فبين المدافن النبطية الشاهدة على أكثر من ألفي عام من التاريخ وتشكيلات الحجر الرملي المتعرجة، جرى ترميم مباني السكة الحديدية القديمة بعناية لتتحول إلى غرف هادئة وساحات داخلية وصالات استراحة تعكس طابعًا دافئًا وحميمًا. هذا المزج بين إرث الحِجر العريق وبصمة الأناقة الهادئة لعلامة ذا تشيدي يخلق ملاذًا صحراويًا يفيض بسكينة واضحة وعمق ثقافي حاضر في كل زاوية.

رحلة الاستكشاف تبدأ خارج جدران الفندق، إذ تقود جولات متخصصة مع خبراء في الآثار والعمارة النبطية إلى كنوز الحِجر المخبأة في تضاريس الموقع، مرورًا بمسارات مشي سردية ورحلات تستعرض حكايات التاريخ المتعاقبة على هذا الوادي الصحراوي. ومع حلول المساء، تتحول السماء إلى صفحة مفتوحة لعلم الفلك، إذ يتيح التأمل في القبة السماوية الصافية استعادة تلك العلاقة القديمة بين النجوم والقوافل التي اعتمدت عليها في عبور دروب التجارة.

بعد هذه الرحلة المفتوحة على تاريخ الحِجر وسمائه، تعود التجربة إلى داخل الفندق إذ تُروى فصول أخرى من الحكاية عبر تجارب المائدة والعافية. تتعامل تجارب الطعام مع المطبخ المحلي بوصفه مادة غنية بالقصص؛ إذ تُبنى القوائم على مكونات إقليمية ومسارات تاريخية مثل دروب البخور، وتُقدَّم الأطباق في مساحات تحتفي بالهوية المعمارية للموقع وتبرز تفاصيله الأصيلة. أما برامج العافية، فترتكز إلى فلسفة أكثر هدوءًا، تستلهم عناصرها من نباتات الصحراء وأساليب الشفاء التقليدية، وتتكامل مع جلسات التمدد والتأمل وأنشطة بطيئة الإيقاع، لتمنح الضيوف فرصة تحقيق التوازن الجسدي والذهني في حضرة المشهد المهيب للحِجر.

ديزرت روك.. رحلة في قلب الجبال والصحراء

تجربة ديزرت روك الشتوية تُتيح مقاربة مختلفة تمامًا لفكرة الانعتاق إلى الطبيعة. فالهندسة المعمارية هنا لا تكتفي بمجاورة التضاريس، بل تتداخل معها حتى يصبح المنتجع جزءًا من جبال الحجاز نفسها. تتوزّع الفلل الخاصة بين كهوف منحوتة في الجروف وتكوينات متدلّية على نتوءات صخرية طبيعية، مع مسابح خاصة وإطلالات تمتد من وهج الصحراء الذهبي نهارًا إلى القبة السماوية التي تتلألأ بالنجوم ليلاً، ما يجعلها خيارًا مفضّلاً للأزواج والعائلات الساعين إلى مساحات من السكون الحقيقي بعيدًا عن صخب المدن.

في ديزرت روك، تقود علامة أكون Akun للتجارب البرية والجوية تفاصيل اليوم بإيقاع مدروس، فهي تنسّق البرامج بوصفها مسارًا متكاملاً من الاستكشاف والحركة. يمكن للضيوف الانخراط في المشي التأملي وسط الطبيعة، وتسلق الجبال، والانزلاق بالحبال بين التكوينات الصخرية، والتجارب الثقافية التي تعرّف بالهوية المحلية، إلى جانب جلسات مراقبة النجوم تحت سماء شديدة النقاء. أما الضيوف الصغار، فتنتظرهم برامج تعليمية مرحة مستوحاة من الطبيعة، تهدف إلى تعزيز فضولهم وترسيخ علاقة واعية مع المحيط الطبيعي.

مشهد الطهي في ديزرت روك يُبنى حول خمسة مطاعم تشمل مطعم باسالت Basalt الذي يقدم وجبة إفطار تعتمد على مكوّنات مغذية قبل أن يتحوّل في ساعات لاحقة إلى مطعم هندي بنَفَس معاصر. وفيما يستعرض نيرا Nyra، بقيادة الطاهي عثمان سيزينر، تجربة الشواء على الحطب عند الغروب، يقدم مطعم وادي Wadi بجوار المسبح أطباقًا مستوحاة من المطبخ البيروفي بأسلوب يناسب الأجواء المفتوحة.

خلال النهار، توفّر المكتبة مساحة هادئة للقراءة والاسترخاء قبل أن يُعاد تشكيلها مساءً لتكون ردهة ذات طابع حميم، فيما تتوج الأمسيات في ذا أوبسيرفاتوري The Observatory، الوجهة المرتفعة المطلة على امتداد الكتلة الجبلية، والتي يصل إليها الضيوف عبر جسر معلّق بطول 120 مترًا.