تعد وجهات شهر العسل في تركيا الخيار الأول للعروسين، إذ يمزج هذا البلد بين سحر الشرق وحداثة الغرب على نحو لا يُضاهى بفضل موقعه الاستراتيجي الذي يجمع بين قارتي آسيا وأوروبا.

ما يميز رحلة شهر العسل في تركيا هو تنوع الأنشطة والمعالم السياحية التي يمكن للعروسين الاستمتاع بها. فهناك تنتظرهما المياه الفيروزية الرائعة، والمواقع التاريخية المثيرة، والأسواق المفعمة بالحيوية، والينابيع الحارة الممتعة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تأسر القلوب.

في هذا التقرير، سنأخذكم في جولة مشوقة إلى أفضل وجهات شهر العسل في تركيا، حيث يمكن استهلال الحياة الزوجية بأوقات رومانسية لا تُنسى.

أفضل وجهات شهر العسل في تركيا

إسطنبول متحف مفتوح

عندما تتجول في إسطنبول لا تستغرب إذا خالجك شعور بأنك تسير في متحفٍ مفتوحٍ. فهذه البقعة الفريدة من العالم عرفت حضارات متعددة صقلت جوهرها وتركت بصماتها في كل ناحية منها، ما يجعلها من أفضل وجهات شهر العسل في تركيا.

في قلب إسطنبول، تبرز منطقة السلطان أحمد بوصفها إحدى أهم مناطق المدينة التاريخية. تضمّ المنطقة مجموعة من المباني الأثرية، وفي طليعتها مسجد السلطان أحمد، المعروف أيضًا بالمسجد الأزرق، الذي شيّده السلطان أحمد عام 1617.

بالقرب منه يتربع مسجد آيا صوفيا، الذي بُنى في الأساس كنيسة عام 537، ويجمع بين العمارتين البيزنطية والعثمانية.

مسجد السلطان أحمد

من المعالم الجديرة بالزيارة في المنطقة، كذلك، المسلة الفرعونية، وعمود الأفاعي، والعمود المشبّك، والقصر المغمور الذي بناه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، الذي حكم بين عامي 527 و565.

أيضًا، هناك مجموعة من المتاحف المدهشة، مثل متحف الآثار الإسلامية، ومجمع متاحف إسطنبول الذي يضم ما يقرب من 1.5 مليون قطعة أثرية، ومتحف قصر طوب قابي، الذي كان مقرا لإقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون. كما يمكن زيارة حديقة غولهانة الملحقة بهذا القصر.

بالقرب من منطقة السلطان أحمد، تنتشر أسواق قديمة يفوح من كل ركن فيها عبق التاريخ وحكاياته، ومن أبرزها "السوق المسقوف" القابع في منطقة بايزيد.

في منطقة الفاتح، يحلو التجول في حي "بلاط"، الذي يتميز بألوانه البهية، إضافةً إلى المباني التاريخية المبهرة مثل كنيسة "الأم مريم" للروم الأورثوذكس، التي يعود بناؤها إلى الحقبة البيزنطية.

ولا يمكن أن تزور إسطنبول من دون أن تمر على منطقة تقسيم السياحية، وشارع الاستقلال الشهير، إذ تزخر المنطقة بعدد كبير من الفنادق والمزارات التاريخية، فضلًا عن المقاهي والمطاعم.

وفي منطقة القرن الذهبي، يتألق مسجد السلطان أيوب، الذي سُمّي تيمّنًا بالصحابي الجليل أيوب الأنصاري. في محيط المسجد، يمكن التجول في أحياء تاريخية عتيقة.

عندما تعبر خليج القرن الذهبي، وتصل إلى الضفة الأخرى، ستجد منطقة بي أوغلو التي تحتفظ بعبقها وتاريخها ومواقعها المهمة، حيث الأزقة والحارات التي ما زالت تحافظ على مساحتها الضيقة ورونقها العتيق.

هناك أيضا برج غالاطة التاريخي في منطقة شيشانِه، الذي بُنى عام 507 ميلادي، ويبلغ ارتفاعه 66.90 متر، بما يتيح لزائريه الاستمتاع برؤية بانورامية للمدينة يُنصح بعدم تفويتها.
أما على ضفاف منطقة بيشكتاش، فيستقبلك قصر دولما بهتشِه، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الأتراك كونه القصر الذي توفي فيه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

على مقربةٍ منه، يختال مسجد أورطه كوي، الذي يشكل مقصدًا لكل زائر بفضل مظهره الجميل وموقعه المميز قبالة جسر البوسفور.

وفي منطقة إمينونو الساحلية، يمكن التجوّل في السوق المصري التاريخي، إلى جانب التمتع بنزهة ساحلية قد لا تخلو من وجبة سمك طازج بأحد المطاعم المتخصصة على طول الشاطئ.

مسجد السلطان أيوب

أما ساحل منطقة بيبيك فيعد مكانا مثاليًا لتجمع العشاق بفضل العديد من المقاهي والمطاعم المميزة الموجودة هناك، والإطلالة الخلابة على مضيق البوسفور. أيضًا، تحتضن المنطقة رصيفًا خاصًا لليخوت، فيما تزينها قلعة روملي حصار، التي تعد إحدى أعرق القلاع وأكثرها هيبة في تركيا.

الآن، تخيّل أن رؤية هذه المشاهد كلها معاً ممكنة إلى حدٍّ ما. كيف ذلك؟

ببساطة من خلال ركوب إحدى العبارات التي تربط شقّي المدينة الأوروبي والآسيوي عبر مضيق البوسفور. هناك مثلاً جولات البوسفور التي تمتد لأكثر من ساعتين، وتتيح للزائرين الاطلاع على عوالم المدينة المتنوعة، والتمتع بمشاهدة البحر، وإطعام طيور النورس التي ترافق السفن جيئة وذهابًا.

كما يمكن القيام بجولة بحرية إلى جزر الأميرات، التي تقع في بحر مرمرة، حيث تستغرق رحلة الوصول إليها من مضيق البوسفور قرابة 40 دقيقة. تتميز هذه الجزر بشواطئ وغابات كثيفة وأماكن مخصصة للمشي وركوب الدراجات.

في الجزء الآسيوي من إسطنبول، يمكن زيارة برج تشاملجا بمنطقة إسكودار. يبلغ طول البرج 369 مترا بارتفاع 587 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويُقدم إطلالة بانورامية على أبرز معالم إسطنبول.

هناك أيضا برج الفتاة الذي يقع على بعد نحو 200 متر من ساحل إسكودار، ومتحف الحضارات الإسلامية، الذي يضم أكثر من 800 قطعة أثرية إسلامية. ولمحبي الطبيعة الساحرة، يمكن التنزه في غابات إسطنبول العديدة، ومن أبرزها: بلغراد، وعلم داغ، وآيدوس، وآيهان شاهنك سيفغي، وإسطنبول كنت أورماني، وشاملار، وتشاطالجا.

بالنسبة لخيارات الإقامة، يتوفر في إسطنبول عدد من الفنادق الفاخرة، من أبرزها فورسيزونز في البوسفور، وماندارين أورينتال البوسفور، وذي بينينسولا إسطنبول، فضلاً عن فندق فورسيزونز إسطنبول في منطقة السلطان أحمد.

برج تشاملجا بمنطقة إسكودار

طرابزون عاصمة السياحة الطبيعية

فضلاً عن غناها الثقافي والتاريخي، تبرز طرابزون ضمن أفضل وجهات شهر العسل، للعروسين الذين يفضلون السياحة الطبيعة. فطرابزون، التي تُلقب بلؤلؤة البحر الأسود، تتميز بطبيعتها الخلابة، وغاباتها الجميلة، وهضابها الساحرة.

من بين أجمل هضاب طرابزون، تأتي هضبة بوكوت، التي يزيد ارتفاعها على ألفي متر. بالقرب من هذه الهضبة، تتوفر منازل ريفية خشبية للإيجار. كما تُبهر هضبة "سيس داغي" زوارها بمناظرها الطبيعية الخلابة. يبلغ ارتفاع الهضبة 2,180 مترًا عن مستوى سطح البحر، وتُعد قبلة لعشاق الطبيعة والتصوير.

لهواة التخييم والشواء، يمكن زيارة هضبة السلطان مراد، التي تتمتع بجمال ساحر فوق السحاب والضباب. تُعد هضبة حيدر نبي، أيضًا، من أروع الوجهات السياحية في طرابزون، حيث يصل ارتفاعها إلى 1600 متر. يتوفر في أعالي الهضبة مجموعة من المقاهي والمطاعم التي تطل على مشاهد للسحب وهي تلامس قمم الجبال. ولا يمكن عند هذه الهضبة تفويت فرصة زيارة بحيرة الأسماك.

وفيما تجذب قمة شاهين قايا الجبلية هواة تسلق الصخور، يمكن للزوار الذين يرتادون القمة الإقامة في منازل جبلية وركوب الخيل. كما يمكن زيارة مغارة تشال التي تُعد ثاني أطول مغارة في العالم، وتضم جدولاً مائيًا وشلالات وبحيرات. إلى جانب الجمال الطبيعي الذي تزخر به المغارة، تساهم القلعة التاريخية المشيدة فوقها في جذب كثير من السياح، وهي تضم مقهى ومطعمًا يُقدم لزواره أشهى المأكولات التقليدية المشهورة بمنطقة البحر الأسود.

هضبة بوكوت

لا تنتهي المقاصد السياحية في طرابزون عند هذا الحد. فهناك بحيرة أوزونغول، التي تشتهر بكثافة غاباتها، وفي محيطها يستمتع الزوار بالأنشطة السياحية المختلفة، مثل ركوب الدراجات المائية، والقفز المظلي من المرتفعات، والسير بين أحضان الطبيعة. كما تضمّ أوزنغول أكواخًا خشبية يمكن استئجارها وقضاء عطلات مميزة فيها.

يمكن التوجه أيضًا إلى غابات طاشلي ياتاك، التي تقع على ارتفاع 1450 مترًا عن سطح البحر. تغطي هذه الوجهة أشجار الصنوبر، وتتخللها الأنهار والشلالات، فتشهد إقبالاً كبيرًا من هواة التصوير ومحبي رياضة المشي في أحضان الطبيعة.

يُنصح، كذلك، بزيارة متنزه وادي ألتين دره الوطني، الذي يُعد من عجائب الطبيعة في طرابزون. ويضم المنتزه دير سوميلا المنحوت في صخور سفح جبل قاراداغ على ارتفاع 300 متر.

وفي حديقة المغامرات بمنطقة ماتشكا، يمكن خوض تجارب رياضية حماسية بين أحضان الطبيعة، حيث مسارات الانزلاق، والأرجوحة العملاقة، والتسلق بوساطة الأحبال المعدنية، والانزلاق السريع عبر الحبال. ولمحبي الأحياء المائية، يوفر أكواريوم طرابزون، فرصة مشاهدة أكثر من 5 آلاف كائن بحري.

عند البحث عن خيارات الإقامة، يمكن تجربة خيارات غير تقليدية عبر الإقامة في منازل جبلية عند قمة شاهين قايا، أو الإقامة في كوخ خشبي حول بحيرة أوزنغول. كما يمكن الإقامة في فنادق فاخرة مثل فندق Panagia Premier Trabzon.

بحيرة أوزونغول

موغلا قبلة اليخوت الفاخرة

تُعد ولاية موغلا من أفضل وجهات شهر العسل في تركيا بالنسبة للعروسين، الذين يفضلون بدء حياتهم الزوجية على متن يخت فاخر. فقد باتت هذه الولاية قبلة عالمية لليخوت الفاخرة والسياحة البحرية، بفضل امتلاكها أطول شريط ساحلي في تركيا بألف و484 كيلومترًا.

كما أنها ثاني أكبر ولاية بعد أنطاليا من حيث عدد الشواطئ الحاصلة على "العلم الأزرق"، إذ تضم 110 منها، خاصة في أقضيتها "بودروم" و"مرمريس" و"فتحية" و"داتشا" و"ميلاس" و"أورتاجا" و"أولو".

و"الراية الزرقاء" علامة بيئية تمنحها مؤسسة التعليم البيئي العالمية غير الحكومية (FEE)  للشواطئ والموانئ التي تستوفي معايير معينة مثل جودة الماء ونقائه، والإدارة والسلامة البيئية.

أيضًا، تحفل سواحل موغلا المطلة على بحر إيجة بالخلجان الجامعة بين زرقة البحر والطبيعة الخضراء، وهي مجهزة بموانئ لرسو اليخوت الفارهة. في منطقة أق قايا بقضاء أُلا، مثلاً، توفر السفن السياحية فرصة مشاهدة الطبيعة الساحرة الفريدة لخلجان كانديلي ولاجيورت وغوك أوفا، وشاطئ إنجة كوم، وجزيرة سدير، وكهوف غاليبولي تحت الماء، والسباحة في الخلجان ذات اللون الفيروزي.

في قضاء مرمريس، تتوفر رحلات بحرية للتمتع بالطبيعة الساحرة في خليج حصار أونو، وجزيرة جنات، ومناطق قزيل كوم، وتورونجو، وقوملوبوك، وأموس ويشيل دنيز، وكادرقا، وجيفتليك، وبوزوك قلعة وغيرها.

كما تستقطب خلجان غوجك عشاق ممارسة الغوص الحر واستكشاف قاع البحر، إذ يُفضل كثيرون خلجان غوجك نظرًا لاعتدال درجة حرارة مياه البحر، ووضوح الرؤية تحت الماء. يتمتع هؤلاء بمرافقة الأسماك والسلاحف تحت الماء، فضلاً عن مشاهدة الصخور والجمال الطبيعي لقاع البحر.

هناك أيضًا يمكن ممارسة رياضة القفز المظلي من أعلى جبل "باباداغ"، الذي يبلغ ارتفاعه 1965 مترًا. ويمكن لزوار المنطقة الوصول إلى مركز القفز المظلي على هذا الجبل عبر طريق بري أو عبر خط "التلفريك".

​عشاق التاريخ سيجدون متعتهم في موغلا أيضًا. فهناك مدينة كاونوس الأثرية بمنطقة داليان، ومدينة ثيرا التاريخية بقضاء "أولا"، و"قلعة بودروم" التاريخية التي تستخدم متحفًا للآثار المغمورة تحت الماء، ومدينة "ستراتونيكيا" الأثرية التي تحتوي على آثار يعود تاريخها إلى الفترة البيزنطية، و"دير أفكوله" في قضاء فتحية الذي يُعتقد أنه شُيد خلال القرن الخامس أو السادس الميلادي، ومتحف موغلا الذي يحتوي على أحفورات يبلغ عمرها ملايين السنين.

مدينة كاونوس الأثرية بمنطقة داليان

البحيرات والمسطحات المالية العديدة في موغلا تقدم لزوارها فرصًا وفيرة للمتعة. فهناك مسطح توزلا المائي في قضاء ميلاس الذي يعد محطة لكثير من الطيور المهاجرة مثل الفلامينغو والبط البري والبلشون، لذلك يقصده هواة التصوير الذين يحرصون على رصد مشاهد تلك الطيور بعدساتهم.

على النحو نفسه، تحتضن بحيرة بافا أصنافًا كثيرة من الطيور، بينها أنواع مهددة بالانقراض، وهو ما منحها لقب "جنة الطيور". كما تشهد المنطقة إقبالاً على صيد السمك، وتنظيم رحلات ومعسكرات وأنشطة خاصة بمراقبة الطيور.

أما بحيرة كويجيز، فتُعد وجهة فريدة لعشاق رياضة الجدف بالزوارق، فيما يستقطب نهر "دالمان" عشاق ممارسة الجدف المائي أو ما يسمى "الرافتينغ"، إذ يضم مجرى لممارسة هذه الرياضة يبلغ طوله 13 كيلومترًا.

ولإضفاء المزيد من الإثارة على شهر العسل، يمكن الإقامة في أكواخ خشبية قرب بحيرة بافا، أو التخييم حول بحيرة "كويجيز" أو على ضفاف بحر إيجه في بلدة آق ياقا. يمكن، أيضًا، تجربة فنادق فخمة في قضاء بودروم مثل منتجع Mandarin Oriental, Bodrum من مجموعة ماندارين أورينتال، أو فندق The Bodrum Edition، ومنتجع Amanyura من علامة أمان. 

منتجع Mandarin Oriental, Bodrum

Mandarin Oriental

يالوفا جنة الينابيع الحارة

تقع ولاية يالوفا على بحر مرمرة، وتشتهر بالينابيع الحارة والشلالات الساحرة والغابات الشاسعة، ما يضعها على قائمة أفضل وجهات شهر العسل في تركيا.

تتنوع في الولاية النشاطات السياحية، وأهمها الاستشفاء بمياه الينابيع الحارة، التي تكونت جراء زلزال كبير ضربها قبل 4 آلاف عام. وتُعد منطقة ترمال (Termal) من أبرز مراكز الينابيع الحارة في تلك الولاية، إذ تراوح حرارة مياهها بين 55 و65 درجة مئوية.

إضافة إلى ذلك، يقصد محبو الطبيعة الخضراء يالوفا، لأن 60% من أراضيها مزارع وغابات. كما تحظى الولاية بالعديد من الشلالات الساحرة، من أبرزها شلالات صودوشان، التي تحيط بها الأشجار والوديان والمياه من كل جانب.

شلالات صودوشان

يمكن أيضًا زيارة بحيرة ديبسيز، التي تعد من أروع البحيرات الطبيعية، وتنتشر على أطرافها المساحات الخضراء من الأشجار والنباتات والأزهار، فيما تسبح في مياهها أجناس عدة من الطيور والكائنات البحرية.

كما تستقطب بحيرة هرسك أنواعًا كثيرة من الطيور المهاجرة، أهمها طيور النحام الوردي، ما يجعلها مقصدًا مميزًا لهواة التصوير. وتوجد في المنطقة حدائق متخصصة ومسارات احترافية لممارسة رياضات متنوعة منها: القفز المظلي، والتسلق بالحبال، وعبور التحديات والأفخاخ.

هناك، كذلك، هضبة اريكلي التي ترتفع 600 متر عن سطح البحر، وتوفر أنشطة ممتعة كالتخييم والمشي. توجد في وسطها بحيرة طبيعية ينتشر على جنباتها أشجار الصنوبر.

أيضًا، يمكن زيارة منتجع تشينارجيك الذي يُعد من أهم المقاصد السياحية بفضل طبيعته الساحرة وغاباته الكثيفة وصفاء هوائه واحتوائه على العديد من الأماكن التاريخية التي تعود للعهد البيزنطي.

محبو الاستجمام على شواطئ البحر سيجدون متعتهم في يالوفا أيضًا، إذ تقع هذه الولاية على بحر مرمرة، وتمتد سواحلها على طول 123 كيلومترًا. ويبرز من بين شواطئها شاطئ مافيش، وهو مصنف ضمن الشواطئ الزرقاء.

ولا يمكن تفويت زيارة "تشويقية" حيث يمكن تجربة رياضة الانزلاق على الحبل فوق جدول مائها المتلألئ، واستكشاف منطقة الغابات فيها، والتمتع بتناول المشروبات الساخنة والباردة على الطاولات الخشبية المثبتة على جدول مائي بينما تغوص الأقدام في مياهه. بل إن منطقة تشويقية تُعد كذلك المكان المفضل للتخييم.

للمبيت في يالوفا، تتوفر خيارات من البيوت، ولكننا ننصح لتجربة أعلى فخامة بالتوجه إلى إسطنبول عبر رحلة بحرية مدتها نحو نصف ساعة والإقامة في أحد الفنادق الفاخرة المطلة على مضيق البوسفور.

هضبة اريكلي

كابادوكيا قبلة المغامرات

تعد مدينة كبادوكيا أو قبادق في ولاية نوشهر من أهم وجهات شهر العسل في تركيا، وبصفة خاصة لمحبي المغامرات، إذ إنها تضم تشكيلات صخرية مثيرة للدهشة تكونت نتيجة حمم بركانية وعوامل النحت والتعرية الطبيعية، فيما أضاف عليها الإنسان بصمته ليصنع تحفًا معمارية.

من أبرز تلك التشكيلات الصخرية "مداخن الجن" أو "موائد الشيطان"، وهي أحجار على شكل أعمدة تعلوها صخور أشبه بعش الغراب. تقع "مداخن الجن" في وادي "دَفرنت"، ونُسجت حولها الأساطير، التي تزعم أن الجن كانوا يعيشون في كهوف هذه المنطقة وصخورها المخروطية المعروفة بالمداخن.

مدينة درين كويو

هناك أيضًا العديد من المدن الأثرية تحت الأرض، التي تتسع لنحو 30 ألف شخص، ومنها درين كويو، وقايمقلي، وطاطلارين، ومازه، وأوزكزناق. نحت البشر هذه المدن كملاجئ يأوون إليها في الغزوات والحروب التي كانوا يتعرضون لها، وهي تتكون في بعض الأحيان من ثمانية طوابق، وتحوي دهاليز عميقة وطويلة، ومستودعات للطعام، وحظائر للحيوانات.

إلى جانب المدن الأرضية ومداخن الجنيات، تشتهر كبادوكيا، أيضًا، بمعالم سياحية تاريخية، منها كنائس وأديرة منحوتة في الصخر تجذب سنويًا مئات آلاف الزوار.

إضافة إلى الأماكن التاريخية، يستمتع السياح برؤية المناظر الخلابة من السماء، عبر رحلات المناطيد التي تنتشر في كابادوكيا. بل إن كابادوكيا  تُعدد عاصمة المناطيد في العالم من حيث عدد الركاب الذين يتم نقلهم بالمناطيد التي تحلق يوميًا في سماء المنطقة.

إضافةً إلى ذلك، يقضي السياح الذين يشاركون في جولات على متن الخيول والجمال والدراجات النارية ومركبات الطرق الوعرة، وقتًا ممتعًا في كبادوكيا بين أحضان الجمال التاريخي والثقافي والطبيعي.

كذلك يمكن زيارة حديقة غوريمي الوطنية. تضم الحديقة الشهيرة آثار تجمعات سكنية قديمة ترجع لعصور تراوح بين 3 آلاف و5 آلاف عام، فضلاً عن منازل محفورة وسط الصخور تعود للقرن الثالث الميلادي.

أيضا، يجذب وادي قزل جقور عشاق مشاهدة غروب الشمس ومحبي التقاط الصور.

وهناك وادي إهلارا المعروف باسم "لؤلؤة كبادوكيا " وهو من أطول الأخاديد في العالم، كما يعد متحفًا مفتوحًا لما يتميز به من طبيعة خلابة وآثار تاريخية عريقة. ويمكن لزوار المنطقة النزول إلى بطن الوادي حيث يقع نهر "ملنديز" والاستمتاع بالمشي وسط الطبيعة على ضفة النهر في ثلاثة مسارات مختلفة.

وحول أماكن الإقامة، تتوفر خيارات رائعة في فنادق فاخرة في طليعتها فندق Museum Hotel من علامة Relais & Châteaux، وفندق Ariana Sustainable Luxury hotel.

فندق Museum Hotel من علامة Relais & Châteaux

Museum Hotel

أنطاليا المكان الأمثل لسياحة الشواطئ

تُعد أنطاليا من أهم وجهات شهر العسل في تركيا، وتُعد المكان الأمثل لعشاق سياحة الشواطئ، إذ تحافظ هذه الولاية، التي توصف بعاصمة السياحة في تركيا، على الصدارة العالمية من حيث عدد شواطئ "الراية الزرقاء". فهي تمتلك 231 منها، وفق آخر إحصاء للهيئة الدولية لشواطئ الراية الزرقاء عن عام 2023. من بين هذه الشواطئ تبرز تلك المنتشرة على سواحل قونيا ألطي ولارا وصاريصو.

شلال كورشونلو في قضاء آقصو

كما تعد أنطاليا قبلة لرياضة الغوص، خصوصًا في قضاء قاش، وذلك لصفاء مياه البحر واحتوائه على العديد من حطام السفن، التي يرغب عشاق وهواة الغوص باستكشافها. أيضًا، تشتهر أنطاليا برياضة الغولف، إذ تضم 16 ملعبًا بمواصفات عالمية لممارسة تلك الرياضة التي تجذب أعدادًا كبيرة من السياح أصحاب الثروات.

يتيح مركز "عالم الثلج" الترفيهي في قضاء قونيالتي، لزائريه الاستمتاع باللعب والتزلج على الثلج، ليس في فصل الشتاء فحسب، بل في حر الصيف كذلك.

إضافة لذلك، تعد الطبيعة الساحرة في أنطاليا قبلة لعشاق التصوير. فهي تضم العديد من الشلالات الرائعة، مثل شلالات أوجارصو في قضاء قاش، وشلال كورشونلو في قضاء آقصو.
كما يستقطب نهر ديم في قضاء ألانيا عشاق الطبيعة الراغبين بالترويح عن أنفسهم، والتنزه في المساحات الخضراء المحيطة به.

فندق Villa Mahal

Villa Mahal

أما جزيرة صولو آدا، فتُعرف باسم "مالديف تركيا"، إذ تجمع بين زرقة البحر المتوسط وخضرة اليابسة، ويتوافد إليها الزوار عبر القوارب. تتميز الجزيرة أيضًا بالكهوف تحت الماء، بجانب كونها موطنًا لفقمات الراهب والهامور المتوسطية المهددة بالانقراض.

أيضًا، تشكل المواقع الأثرية إضافة مهمة لأنطاليا. بل يمكن وصف هذه الولاية بكونها متحفًا في الهواء الطلق، إذ إنها تحتضن نحو 100 مدينة قديمة استضافت حضارات مختلفة عبر التاريخ، أبرزها بيركه، وأسبندوس، وباتارا، وزانثوس فاسيليس، وميرا، وليمرا، وتيرميسوس، وسيلكه، وأوليمبوس.

كما تضم الولاية العديد من المتاحف من أبرزها: متحف أنطاليا وبيت أتاتورك ومتحف مولوي خانة. كذلك، تتصدر أنطاليا الولايات التركية الثرية بالمغارات، إذ تضم قرابة 800 مغارة، أبرزها مغارة داملاطاش، ومغارة كارائين، ومغارة زيتين طاشي، ومغارة ألطين بيشيك، ومغارة ديم.

تتوفر في أنطاليا، أيضًا، خيارات إقامة فاخرة، بما في ذلك فندق Villa Mahal، ومنتجع Titanic Mardan Palace.