يخت إكسيان.. أناقة كلاسيكية تواكب الحاضر

يمثّل يخت إكسيان ذروة مسيرة أبرودوني الإبداعية، إذ يتجاوز في حجمه وفخامته مختلف تصاميمه السابقة مثل يخت داي وان Day One الذي يمتد بطول 239 قدمًا، ويخت داست Dust البالغ طوله 272 قدمًا، إلى جانب بوستيريتي Posterity بطول 236 قدمًا، وأخيرًا بريلود Prelude بطول 262 قدمًا. 

ومع هذا المشروع، لا يكتفي المصمم الإسباني بتوسيع نطاق خبرته، بل يرفع معايير الفخامة البحرية إلى مستوى جديد يوازن بين جمالية التصميم والجرأة في الابتكار في عالم اليخوت.

يكشف اليخت الفاخر عن حضور آسر يبدأ من الخارج؛ إذ ينساب هيكله بخطوط أفقية طويلة ومنحنيات ناعمة تستحضر جمال سفن المحيطات الكلاسيكية، فيما تُضفي الدوائر المتكررة في منتصفه لمسة بصرية معاصرة. تمهّد هذه العناصر لانسيابية مماثلة في المساحات الداخلية، ويتجلّى ذلك في جناح المالك الفريد ذي الجدران الدائرية والواجهات الزجاجية التي تنفتح على المشهد البحري.

ترف داخلي وخيارات دفع مرنة

في الداخل، يستمر الإيقاع نفسه بروح أكثر هدوءًا. فالتصميم الداخلي يتبنى فلسفة الفخامة الدافئة، إذ تتناغم درجات البني والبيج مع المفروشات البسيطة والخطوط النقية، والجدران الخشبية المزخرفة، والأرضيات الحجرية، والأقمشة الملساء لتخلق معًا أجواء حميمة تُضفي على المساحات الرحبة طابعًا معيشيًا، فيما وجود عشر مقصورات فقط للضيوف يعكس توجهًا واضحًا نحو تخصيص المساحات للترف والتجربة الاستثنائية بدلاً من زيادة معدل الاستيعاب.

يتواصل هذا التوازن عبر توزيع المساحات. فالدرج المركزي يربط الأسطح المختلفة بانسيابية، فيما يحتل الصالون الرئيس مكانه المحوري في السطح العلوي، في حين يتألق النادي الشاطئي في السطح السفلي بتصميم مغلق وجدران زجاجية بعرض الهيكل، ما يسمح باستخدامه طيلة العام. وتتكامل التجربة مع مساحات الجلوس الرحبة والشرفات الخارجية، إلى جانب مهبط الطائرات العمودية الذي يتحول إلى ركن للاسترخاء في حالة عدم الاستخدام.

وبقدر ما يولي أبرودوني اهتمامًا بالتفاصيل الجمالية، فإنه يترك أيضًا مساحة للخيارات التقنية التي تمنح المالكين حرية أكبر. فعلى صعيد الدفع البحري، لم يُحدد المصمم بعد النظام المعتمد ليخت إكسيان، ما يتيح أمام الملاك المحتملين الاختيار بين الديزل أو النظام الهجين أو الكهربائي. 

ومع ذلك، أوضح أبرودوني أن النظام الهجين ديزل–كهربائي يُعد الخيار المرجّح، نظرًا لشعبيته المتزايدة، ليس لأسباب بيئية فحسب، بل أيضًا لانخفاض الاهتزازات وارتفاع الكفاءة.