منذ أن أبحر يخت ماجيلانو Magellano 74 لأول مرة عام 2009، نجحت هذه السلسلة في إعادة تعريف معايير التصميم من خلال الجمع المتناغم بين الطابع العملي وأناقة التفاصيل. وبمرور الوقت، تطورت سلسلة ماجيلانو بوتيرة متصاعدة، لتبلغ ذروتها مع إطلاق يخت Magellano 30M، الذي وضع بصمته في فئة اليخوت الفاخرة الكبيرة، رافعًا مستوى التميز إلى آفاق جديدة.
واليوم، تعود أزيموت Azimut لتكتب فصلاً جديدًا في هذه الرحلة الاستثنائية، مع الكشف عن Magellano 27M، يخت يبلغ طوله 26.21 متر، ويعيد تقديم فلسفة السلسلة بأسلوب أكثر صفاءً ونقاءً في التصميم، من دون أن يتخلى عن الروح الفاخرة التي لطالما ميزتها.
ورغم أن الكشف عن اليخت جاء قبل أيام من معرض كان لليخوت، إذ تحضر أزيموت وشقيقتها بينتي Benetti بقوة، إلا أن عشاق سلسلة ماجيلانو سيضطرون إلى الانتظار حتى العام المقبل لرؤية يخت Magellano 27M متاحًا. ومع ذلك، فإن هذا النموذج الجديد يؤكد أن الجيل المقبل من يخوت الاستكشاف الفاخر قد بدأ حقًا.
هيكل مزدوج ومساحات رحبة
بفضل هيكله المزدوج، يجمع Magellano 27M بين تصميم شبه انزلاقي ومقدمة رأسية تمنحه مزيجًا من الكفاءة والاستقرار في مختلف الظروف البحرية. ففي السرعات المنخفضة يوفّر ثباتًا لافتًا واستهلاكًا اقتصاديًا للوقود، بينما يقلّل عند السرعات العالية من مقاومة الماء بفاعلية.
ووفقًا لرئيس قسم التصميم في أزيموت، فيديريكو لانثيرو، يُتوقّع أن يحقق اليخت انخفاضًا يصل إلى 30% في استهلاك الوقود مع بدء الاختبارات البحرية في العام المقبل.
تتوزع المساحات الداخلية على خمس مقصورات نوم فارهة، يتصدّرها جناح رئيس واسع يحتل عرض اليخت ليجسّد مفهوم الرفاهية الهادئة. وتكمل الألوان الأحادية المتدرجة بعناية المشهد، مضيفة على الأجواء شعورًا بالانسجام والانفتاح الرحب.
وقد اختيرت المواد بعناية لتعكس روحًا ثقافية عالمية، من زجاج مورانو الإيطالي، إلى دفء الخيزران الإندونيسي، ورقة أقمشة الكيمونو اليابانية، في تناغم يُجسّد فلسفة السفر بوصفها تجربة معيشية لا مجرد انتقال.
Azimut
تصميم فريد بلمسة فنلندية
ومن الناحية الجمالية، جاء التصميم الخارجي ليعكس هذا التوجّه نحو الكفاءة والحداثة، بحلّة أنيقة وملامح قوية. فقد حمل التصميم توقيع المصمم الفنلندي ياركو يامسين، الذي ابتكر خطًا معماريًا واحدًا يلتف حول اليخت، مُبرزًا حضوره البصري القوي.
أما الخطوط المنحنية والواضحة، فتُظهر عرض اليخت وهيكله المتين، وتمنحه طابعًا استكشافيًا يعكس روح المغامرة من دون الوقوع في فخ المبالغة أو التعقيد البصري.
أما التصميم الداخلي، فقد تولاه استوديو إيه إم دي إل سيركل AMDL CIRCLE تحت إشراف المصمم الإيطالي الشهير ميكيلي دي لوكي، وجاء مرتكزًا على رؤية تدور حول مفهوم الشرفة البحرية المغطاة.
هذا المفهوم تُرجم بذكاء من خلال النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، والتي لا تكتفي بإدخال الضوء الطبيعي، بل تبدد الحواجز بين المساحات الداخلية والمحيط الخارجي، لتمنح الركّاب إحساسًا دائمًا بالحضور في قلب البحر.
ولم تقتصر لمسات التصميم على الإطلالات، بل شملت أيضًا عناصر معمارية ناعمة تُعيد تشكيل الضوء وتوجيهه، لتُضفي على المساحة طابعًا فنيًا هادئًا ومُتزنًا. النتيجة هي بيئة تدعو للتأمل والسكينة، مُبتعدة عن مظاهر الترف التقليدية، ومُتجهة نحو فلسفة راقية تُركّز على الإحساس وليس الاستعراض.