خلال معرض موناكو لليخوت، واحتفالاً بالذكرى الخامسة بعد السبعين لتأسيس فيدشيب Feadship، كشف حوض بناء السفن الهولندي مزيدًا من التفاصيل حول مفهومه الجديد Concept C ليخت استوحى استوديو دي فوت Studio De Voogt تصميمه من أحجار الألماس وقدرة أسطحها على عكس الضوء وتعظيمه في عمق جزئها الداخلي.
يخت Concept C من فيدشيب
يشير اختيار الاسم C إلى رمز الكربون الذي يُعد أساس الألماس. وقد أوضح قائد فريق التصميم، رود باكر أن إعجابه بخصائص الألماس تولّد إثر زيارة إلى ورشة قطع الألماس التابعة لشركة غسان Gassan Diamonds في أمستردام. فقد انبهر آنذاك بقدرة أسطح الألماس على جذب الضوء وعكسه وتعظيمه داخل الحجر.
يستحسن باكر أيضًا التصاميم المتطورة لليخوت ذات الواجهات غير المحدودة التي تطمس الخط الفاصل بين الداخل والخارج، وتهدف إلى رفع مستوى تواصل الضيوف مع البيئة المحيطة، وهي علاقة أصبحت نادرة في التصميمات الحديثة وتكاد تنعدم مع زيادة أحجام اليخوت على ما يقول.
على أن باكر لم يكتفِ بتبديد الحواجز بين المساحات الداخلية والفسحات الخارجية على متن يخت Concept C الذي يمتد بطول 75 مترًا، بل سعى أيضًا إلى طمس الفواصل بين أسطح اليخت نفسه.
ويتجلى هذا التوجه خصوصًا في استحداث مقصورات النوم على بعد نصف مستوى فقط من المساحات الاجتماعية، ومن ثم لا وجود لممرات طويلة وضيقة، والأقسام الأمامية والخلفية لكل سطح تلتقي في مركز اليخت الذي يتخذ شكل فناء داخلي استُحدثت فيه سلالم طافية ومصعد بجدران شفافة.
بلمسة زر واحدة، سيتحرك المصعد ذو الشكل السداسي بتؤدة لإنزال ضيوفه بسلاسة إلى المستوى المطلوب من دون انقطاع في المحادثة. ويمكن لآلية الرفع أيضًا الدوران 180 درجة لاستيعاب الأسطح ذات المستويين ووضع الركاب بالقرب من وجهتهم. كما يمكن للضيوف الصعود إلى أعلى مستوى حيث ينفتح سقف المركز كاشفًا عن إطلالة غير متناهية على المحيط.
Feadship
تشمل الأفكار التصميمية المبتكرة ناديًا شاطئيًا تكمله منطقة لتناول الطعام مغلقة جزئيًا.
ويستمر التركيز على الاتصال بين المساحات في الجناح الرئيس الذي ينبسط عبر سطحين مع درج مفتوح يربط بين حجرات النوم في السطح العلوي ومكتب خاص وغرفة جلوس في السطح الرئيس أدناه.
ويتكامل الجناح الرئيس بالطبع مع سطح خارجي خاص وحوض سباحة. ورغم أن الضوء الطبيعي يغمر كامل أرجاء اليخت تقريبًا، إلا أن الشركة الهولندية وعدت بألا تتأثر درجة الحرارة الداخلية كثيرًا بأشعة الشمس، نظرًا للتصميم المائل للواجهات واستخدام زجاج أكثر كفاءة على مستوى عكس الضوء وعزل الحرارة.
تشمل الأفكار التصميمية المبتكرة أيضًا المجلس البحري ومنطقة تناول الطعام المغلقة جزئيًا والمواجهة للبحر في السطح السفلي، إذ يمكن زيادة هذه المساحة عند تثبيت الشرفات الجانبية، وتحويلها إلى منطقة لتجمع عشاق الرياضات المائية.
وعلى مستوى المجلس البحري، استُحدثت صالة ألعاب رياضية بشرفات خاصة ومنتجع صحي منفصل. أما في المستوى الأعلى، فيقع السطح الرئيس الذي يمكن الوصول إليه عبر ثلاثة سلالم مختلفة، والذي يحتضن حوض سباحة زجاجيًا بتصميم سداسي تكمله منطقة للتشميس.
بالنظر إلى تصميم البدن المرتفع للحد من الاهتزازات في البحر ونظام الدفع الكهربائي بالكامل الذي تدعمه مروحة مزدوجة متضادة الدوران، فإن اليخت يعكس مسارًا متطورًا لمفاهيم أخرى من فيدشيب، مثل يخت Breathe الذي أُعلن عنه أول مرة في معرض موناكو لليخوت لعام 2010، والذي تضمن ابتكارات لخفض استهلاك الوقود بنسبة 40%، واليخت Savannah البالغ طوله 83.5 متر والذي كُشف عنه في عام 2015، وكان أول يخت ضخم مجهّز بنظام دفع صديق للبيئة مكوّن من محرك ديزل واحد وثلاثة مولدات ومنظومة بطاريات، وقد أثبت كفاءته بعد قطع آلاف الأميال في المحيط المفتوح.
Feadship
يحتضن السطح الرئيس حوض سباحة زجاجيًا بتصميم سداسي تكمله منطقة للتشميس.
توقعت فيدشيب أن يكون مفهومها الحديث أكثر كفاءة بنسبة 30% من اليخوت التقليدية الممتدة بطول 75 مترًا، نظرًا لأنه سيتزوّد بكامل حاجته من الطاقة من خلايا وقود الميثانول المُباشر، المنتج من مصادر متجددة، وبطاريات الليثيوم المعدنية.
وترى الشركة أن الميثانول الأخضر هو الخيار الأفضل على المدى القريب لتوليد الطاقة على متن اليخوت نظرًا لكثافته العالية نسبيًا وسهولة استخدامه. كما أنه يمثّل خطوة كبيرة في إزالة الكربون من صناعة اليخوت، ولا ينتج أي انبعاثات ضارة.
سرعة الإبحار
ستبلغ سرعة إبحار يخت Concept C بالاعتماد على خلايا الوقود 14 عقدة بحرية، ويمكن لليخت تحقيق سرعة قصوى تبلغ 17 عقدة بإضافة طاقة البطارية.
كما سيولّد اليخت طاقة كهربائية إضافية من خلال زوج من الزعانف الخلفية التي تتحرك مع تيار المياه، وتتصل بدوّارات مغناطيسية دائمة تولّد الطاقة وتنقلها مباشرة إلى الشبكة الكهربائية على متن اليخت.
وتشير التقديرات إلى أنه في بحر يبلغ عمقه مترًا واحدًا، ستغطي الطاقة الناتجة عن الزعانف ثلث الطاقة المطلوبة على متن اليخت. بالإضافة إلى ذلك، ستقلل الزعانف من حركات الميل بنحو 20% وتخفف من مقاومة اليخت للمياه بنحو 4%.