1- MV Narrative

من بين هذه اليخوت السكنية، يبرز "إم في نارّيتيف" MV Narrative بوصفه المحاولة الأكثر طموحًا لجعل العافية نمط حياة دائمًا فوق سطح البحر. 

فهو لا يسعى إلى توفير إقامة مترفة فحسب، بل إلى بناء مجتمع عائم يُحاكي "المناطق الزرقاء"، إذ تستعد السفينة إم في نارّيتيف لأن تُصبح أول منطقة زرقاء عائمة في العالم، بوحي من المجتمعات التي يُعرف عنها طول العمر والرفاه الصحي.

يقف خلف هذه المبادرة فريق "ستوريلاينز" Storylines، الذي صمّم المشروع ليمنح المقيمين تجربة معيشية مستدامة، سواء من خلال الإقامة الدائمة أو الإيجار طويل الأمد الذي يصل إلى أربع وعشرين سنة، ما يتيح للضيوف اختبار الحياة البحرية بكامل امتيازاتها من دون التزام التملّك. يمتد اليخت بطول 230 مترًا، وتنتظم فيه 530 وحدة سكنية خاصة، تتنوّع في مساحاتها بين وحدات بمقصورة نوم واحدة ووحدات رحبة من أربع مقصورات.

ولأن العافية تمثّل الركيزة الأساسية لهذا المشروع، يحتضن يخت إم في نارّيتيف مركزًا صحيًا متكاملًا بمساحة تتجاوز ثلاثة آلاف متر مربع، صُمم ليكون امتدادًا يوميًا لحياة المقيمين. بين منصات اليوغا، والمسابح العلاجية، وكبسولات الاسترخاء، وغرف الساونا بالأشعة تحت الحمراء، تتنوّع الخيارات التي تستهدف تحقيق التوازن الجسدي والذهني، بإشراف خبراء يضعون البرامج الشخصية بناءً على تقييم شامل للحالة الصحية.

أما العناية الطبية، فلا تأتي في مرتبة لاحقة، بل تتجذّر في صميم المشروع؛ إذ يتضمّن اليخت مركزًا طبيًا يضم فريقًا من الأطباء والمعالجين، إلى جانب وحدة طوارئ مجهّزة ومهبط لطائرة عمودية، لضمان الاستجابة في أي وقت. وتُجرى الفحوص الوقائية الأساسية، من صحة الأسنان إلى قياسات السمع والبصر والوظائف الحيوية، بشكل دوري ضمن رؤية وقائية متكاملة.

وعلى المائدة، يصبح الغذاء امتدادًا للعلاج، إذ تُعتمد ثلاثة أنظمة غذائية مصممة بعناية ومستوحاة من فلسفة "المناطق الزرقاء"، والنظام المتوسطي الشهير، ونظام بريتيكين Pritikin المعروف بدعمه لصحة القلب، وجميعها تُقدّم في تناغم مع برامج شخصية مصممة حسب الحالة الصحية لكل فرد. 

ويتكامل هذا النهج الغذائي مع تقنيات قابلة للارتداء تراقب مؤشرات الجسم الحيوية لحظة بلحظة، من ضغط الدم ونسبة الأكسجين، إلى جودة النوم ومستوى التغذية، لتتحوّل كل وجبة وكل نشاط إلى خطوة مدروسة نحو عمر أطول وحياة أكثر توازنًا.

من المرتقب أن يبحر اليخت رسميًا في عام 2027، بعد تأجيل انطلاقه الأول الذي كان مقررًا في عام 2023 ليظهر المشروع في حلّته الأكثر نضجًا واكتمالًا.

2- Seven Seas Navigator

فيما تتجه الأنظار نحو عرض البحر، تستعد سفينة "سفن سيز نافيغاتور" Seven Seas Navigator لافتتاح فصل جديد من رحلتها، فصل يحمل طابعًا مختلفًا بكل المقاييس. فبعد أن شكّلت لأكثر من خمسة وعشرين عامًا جوهرة أسطول "ريجنت سيفن سيز كروزس" Regent Seven Seas Cruises، تعود نافيغاتور إلى الواجهة، لكن هذه المرة ليس بوصفها سفينة سياحية، بل عنوانًا جديدًا لمفهوم الإقامة الراقية على متن اليخوت السكنية: سكن فاخر يطفو على سطح البحر. 

ابتداءً من نهاية عام 2026، وفي أعقاب مشروع تجديد بكلفة 50 مليون دولار، تنطلق السفينة في هويتها الجديدة ضمن مشروع كريسينت سيز Crescent Seas، إذ تتحوّل إلى مجتمع سكني عائم يضم 210 وحدات فاخرة تراوح مساحاتها بين 33 و185 مترًا مربعًا، صُمّمت لتلبّي أعلى معايير الراحة والخصوصية.

من اللحظة التي تعبر فيها إلى داخل اليخت، تنكشف أمامك عوالم مصمّمة بعناية، وحيث مساحات العمل المشتركة تمنح النزلاء توازنًا مثاليًا بين الاسترخاء والإنتاج. بل سيُخصّص استوديو احترافي لتسجيل البودكاست لأولئك الذين يصطحبون شغفهم الإبداعي إلى كل وجهة يقصدونها. أما الطهو، فيأخذ مكانته بوصفه طقسًا يوميًا لاختبار الرفاهية من خلال سبعة مطاعم متخصصة، صُمّم كل منها لتقديم تجربة مختلفة وسط أجواء تُراعي الخصوصية والتنوّع.

وفي قلب هذه البيئة الأنيقة، تظهر لمسة من الطبيعة المدروسة بعناية، مع صالة داخلية تنبض بالحياة بفضل حديقة نباتية تعتمد على الزراعة المائية، ما يضفي حضورًا عضويًا هادئًا يعكس فلسفة الاستدامة والتجدد. وقد أولت كريسينت سيز مهمة صياغة هذه التجربة البصرية لمكاتب تصميم عالمية مثل ليسوني آند بارتنرز Lissoni & Partners، وإم إيه دبليو دي MAWD، وجورني Journey، فجاءت النتيجة توليفة تصميمية تحاكي روح البحر بلغة معاصرة، وتعيد تعريف مفهوم الأناقة العائمة.

ستراوح أسعار المساكن على متن هذه السفينة بين 750 ألف و8 ملايين دولار أمريكي، وستكون الوحدات كلها، المكوّنة من غرفة نوم واحدة إلى ثلاث حجرات، مجهزة بأحدث المعدات ووسائل الراحة الفاخرة، بما في ذلك خدمة ستارلينك للاتصال بالانترنت، فضلاً عن خادم شخصي يلبي مختلف احتياجات السكان.  

3- Dark Island

وُلد مشروع دارك آيلاند من رؤية تحتفي بالإقامة المستدامة والهدوء البحري العميق، تحت إشراف شركة كلايدبيلت Clydebuilt التي استلهمت من تاريخ السفن الكلاسيكية روح هذا اليخت الاستثنائي.

في طوله البالغ 228 مترًا، ينسج المشروع تجربة سكنية تأخذ شكلها وسط المساحات الرحبة التي تحمل توقيع المصمم البريطاني الشهير إيفان ك. مارشال، محتضنة 236 وحدة فاخرة، جميعها مزوّدة بشرفات خاصة تفتح على البحر بلا حواجز.

وتراوح المساحات الداخلية لهذه الأجنحة بين 39 مترًا مربعًا و250 مترًا مربعًا، ما يمنح كل مقيم إحساسًا بالرحابة والتفرد.
يتسع اليخت لما مجموعه 724 مقيمًا، يُرافقهم طاقم مكوّن من 540 فردًا يحرصون على تكامل التجربة الموعودة في البحر.

وحتى أولئك الذين لا يسعون إلى التملّك الدائم، يجدون مكانهم ضمن هذا المجتمع البحري، إذ يُتيح المشروع إمكانية الإيجار لفترات طويلة تبدأ من ستة أشهر، في توازن مثالي بين مرونة الإقامة وثراء التجربة.

لكن الفخامة لا تقف عند حدود الإقامة، بل تمتد إلى تفاصيل أسلوب الحياة المترفة الذي تتيحه مرافق السفينة، من ردهة عامة تعلو لعشرة أسطح، إلى ثلاثة مطاعم فاخرة تلبي مختلف الأذواق، مرورًا بمنتجع صحي يدعو للاسترخاء، ومكتبة تنضح بالسكينة، ومسرح يُعيد تعريف الترفيه على متن البحر. 

ولمن اعتادوا ألا يكتفوا بما هو فوق السطح، ثمة عالم آخر في الأسفل: مركبات للغوص، ورحلات بحرية تُخرِج المغامرة من إطارها التقليدي، وتجعل من كل خطوة بداية لحكاية جديدة. 

الرحلة الافتتاحية المقررة لعام 2028، ليست مجرّد تنقّل بين مرافئ اعتيادية، بل تجربة ممتدة تستغرق ثلاث سنوات متواصلة، تُبحر خلالها السفينة عبر القارات وتصل إلى وجهات بعيدة عن المسارات السياحية المألوفة. وتستلهم هذه الرحلة مسارها من خطى كبار المستكشفين، أمثال كريستوفر كولومبوس، وفرديناند ماجلان، وجيمس كوك، في مسار يُعاد رسمه بلغة معاصرة توازن بين المغامرة والتأمل.

4- Ulyssia

تشبه سفينة يوليسيا مدينة بحرية متنقّلة. إنها مشروع لا يعِد بإقامة راقية فحسب، بل بأسلوب حياة متكامل يتخطى فكرة التملّك، ليمنح المقيمين عالمًا يتحرّك معهم، ويحملهم نحو أقاصي الأرض.

يقف خلف هذا المشروع الفريد نخبة من العقول اللامعة التي قدّمت سابقًا ذا وورلد The World، أول يخت سكني خاص من نوعه في العالم، وفيه تتّحد رؤية المصمم النرويجي الشهير إسبن أوينو مع خبرات حوض بناء السفن الألماني العريق ماير ويرفت Meyer Werft، ولمسات استوديو التصميم الداخلي الإيطالي إف إم أركيتتورا FM Architettura، لتشكّل معًا مفهومًا جديدًا للسفر الفاخر: يخت سكني بطول 1,063 قدمًا، يمنح مالكيه مجتمعًا متنقلًا على سطح البحر.

في قلب يوليسيا، يتجلّى الترف في عمق الخصوصية، وانسجام المساحات، ودقة التفاصيل، إذ يضم هذا اليخت السكني العائم 132 وحدة خاصة، موزعة بعناية على امتداد الأسطح، بمساحات تبدأ من نحو 113 مترًا مربعًا وتصل إلى أكثر من 930 مترًا مربعًا، لتوفّر لكل مقيم شعورًا استثنائيًا بالرحابة والانتماء في آنٍ معًا.

لا تقتصر التجربة على التملّك فحسب، بل تتيح يوليسيا أيضًا خيارات مرنة للإيجار عبر 22 جناحًا للضيافة مصممًا للإقامات المؤقتة، ما يمنح الضيوف فرصة حقيقية لاستكشاف نمط الحياة البحرية الراقية. 

على متن اليخت الذي يعد من أفخم اليخوت السكنية تنتشر الصالات المفتوحة وأحواض السباحة المتعددة، ويعلو المشهد مهبط للطائرات العمودية مزوّد بطائرتين خاصتين، جاهزتين لنقل المقيمين إلى أي مقصد. 

ويُضاف إلى هذه الباقة نادٍ بحري أنيق، ومركز للغوص، وملاعب لرياضتي البادل والبيكلبول، فضلًا عن أسطول من القوارب الكهربائية السريعة التي تنتظر إشارتك لتأخذك في مغامرة بحرية فورية.

أما عشّاق المطبخ، فلهم في يوليسيا نصيب وافر من المتعة الحسية، إذ تحتضن المساحات الداخلية مجموعة منتقاة من المطاعم التي يتناوب على إدارتها كبار الطهاة العالميين وضيوف من الجيل الصاعد في عالم فنون الطهو. 

وتكتمل تجربة الذوّاقة بسوق راقٍ يُعنى بتقديم منتجات موسمية طازجة، تُجلب بعناية من المحطات التي يمر بها اليخت، لتمنح الزبائن إحساسًا حيًّا بتنوّع الثقافات والمذاقات. 

سيُجهّز يخت يوليسيا بأنظمة دفع هجينة تعتمد على الميثانول والوقود الحيوي، إلى جانب البطاريات والطاقة الشمسية، ما يعكس التزام المشروع بالاستدامة. 

وسيُبحر اليخت إلى مرافئ أنيقة ومدن أيقونية ومناطق نائية، بالتعاون مع شركة إيوس إكسبيديشنز EYOS Expeditions، الرائدة عالميًا في تنظيم الرحلات الاستكشافية الفاخرة في أقصى بقاع الأرض، بما في ذلك القطبان والمناطق غير المأهولة. 

وستعمل الشركة على تصميم مغامرات استثنائية تُفصَّل حسب رغبات المقيمين، لتمتزج الرفاهية بالمغامرة في تجربة لا تتكرّر.