تستقطب المجموعات التي تُعرض في المزادات العالمية اهتمام نخبة الموسرين لأسباب عدة تشمل الندرة، والفخامة الباذخة، والتاريخ، وسياق صنع القطع وملابسات اقتنائها، أو ارتباطها بأسماء شهيرة. لكن ماذا لو اجتمعت هذه العوامل كلها في عملية بيع واحدة؟!

من المرتقب أن تبيع دار كريستيز العريقة زوج أساور مرصعًا بما مجموعه 112 حجر ألماس خلال مزاد للجواهر البراقة سيُنظم في 9 نوفمبر المقبل بجنيف في سويسرا. فقد أعلنت دار المزادات البريطانية أن زوج الأساور الذي يعود للملكة الفرنسية ماري أنطوانيت سيشكل المجموعة الأولى ضمن المزاد.

بريق فخامة أساور ماري أنطوانيت

تتيح كريستيز استكشاف هذه الكنوز عن كثب في صالتها بنيويورك من 27 إلى 29 سبتمبر، ثم في هونغ كونغ من 7 إلى 10 أكتوبر، ثم في شنغهاي وبكين في النصف الثاني من أكتوبر، قبل أن تحط الجواهر رحالها في جنيف حيث تُعرض من 4 إلى 8 نوفمبر. أما المزاد الرسمي، فيستضيفه فندق فورسيزونز دي بيرغ في جُنيف.

يتوهج السواران بضياء 112 حجرًا من الألماس البراق، ويتكوّن كل منهما من ثلاثة صفوف من الأحجار النفيسة التي تنتهي إلى مشبك مرصّع بخمس ألماسات والتي رُصفت بحرفية إلى البناء المعدني للسوار. لكن تفرد هذين السوارين لا يقتصر على التصميم الباذخ والصياغة الحرفية، بل يُعزى أيضًا إلى قيمتهما التاريخية.

تاريخ ملكي

حصلت ماري أنطوانيت على السوارين من الصائغ الشهير شارل أوغوست بومير في عام 1776، وهي الأميرة التي عرفت بولعها بالجواهر الفاخرة وبالتحديد الألماس. وقد ابتاعتهما آنذاك بقيمة 250 ألف ليرة دفعتها جزئيا مقايضة بأحجار كريمة من مجموعتها الخاصة، مضافًا إليها بعض الأموال التي حصلت عليها من الملك لويس السادس، على ما يؤكد مؤرخ الجواهر فنسنت ميلان الذي قال إن الدفعة الأولى التي سددتها ماري أنطوانيت كانت 29 ألف ليرة.

في خضم الثورة الفرنسية وبالتحديد في عام 1791، هرّبت أنطوانيت السوارين في صندوق خشبي، جرى تخزينه بعد قطع رأسها في 1793. وفي العام التالي، أمر ابن أخيها فرانسيس الثاني بفتح الصندوق لإجراء جرد لكل الأغراض التي وجدت لدى العائلة الحاكمة آنذاك، ليجد السوارين اللذين انتهى بهما المطاف إلى مقتنيات ماري تيريز، ابنة ماري أنطوانيت الوحيدة التي ظلت باقية على قيد الحياة.

وفي عام 1816، ظهرت السواران مجددا في لوحة خلدها الرسام الفرنسي أنطوان جان غرو لماري تيريز وهي تتزين بزوج من الأساور المرصعة بالألماس يتطابق تماما مع المواصفات التي عُرفت عن سواري ماري أنطوانيت.

وفي عام 1851، وحينما كانت حياة ماري تيريز على المحك، طلبت في وصيتها تقسيم مجموعة جواهرها بالكامل بين بنات أختها الثلاثة وأبناء إخوتها.

وفقًا لدار كريستيز، فإن السوارين يمثلان الجواهر الألماسية الوحيدة المتوارثة في عائلة ماري أنطوانيت. وبالرغم من أنه يرجح حدوث عمليات إعادة تجميع للسوارين، إلا أن تكوينهما وعدد الحجارة الألماسية التي تزينهما ما زالا مطابقين لما كان موصوفًا عن جواهر ماري أنطوانيت ومن بعدها ماري تيريز.

ربما يكون الاختلاف الوحيد هو فقدان الألماس الموجود على المشبك والذي استُبدلت به حجارة مطابقة لتلك الموجودة في التصميم الأصلي.

من المرجح أن يحقق السواران مبلغا يراوح بين مليوني دولار إلى 4 ملايين دولار، ولكن مبلغ البيع النهائي قد يتجاوز هذه التوقعات، لأن الحديث هنا عن جواهر تجتمع فيها كل عناصر الجذب.