عندما كان راشد جونسون في آسبن الصيف الماضي ليستلم جائزة ArtCrush للفنون لعام 2018، اصطحبته هايدي زوكرمان، الرئيسة التنفيذية لمتحف آسبن للفنون ومديرته، في جولة استعراضية ليشاهد بعض الإطلالات المذهلة بطبيعتها للمدينة الجبلية. يقول جونسون، المولود في شيكاغو والمقيم في نيويورك، بابتسامة خافتة: «في كل مرة أحضر إلى آسبن، أرى الناس منغمسين للغاية في التنزه سيرًا على الأقدام.»

 

لكن بعد ذلك، وبينما كان جونسون يفكر فيما سيقوم به في معرضه المنفرد هناك، تذكر الجبل ورحلة أخيرة قام بها، إلى المكسيك، حيث كان هناك رجل أفريقي آخر يجلس على طاولة مجاورة في المطعم، وفجأة لاحظ جونسون أنه لم ير أي أحد يشبهه لعدة أيام. فقال: «شعرت بالحاجة إلى التواصل والحديث معه.»

أدت التجربتان إلى فيلم جديد مدته 16 دقيقة، اسمه The Hikers، قام هو بتصويره في مايو أيار المنصرم على المسار نفسه الذي تسلقه مع زوكرمان والذي سيُعرض لأول مرة في المعرض الذي افتتح في الثالث من شهر يوليو تموز. حيث يصور الفيلم رجلين أفريقيين يتقابلان، أحدهما يصعد إلى القمة بينما ينزل الثاني منها.

 

يمكن أن تُعد قصة تآلفهما الفذة المتناغمة نسخة عما سيقدمه الرجال، بالاشتراك مع شركة Martha Graham Dance Company، في هيئة عرض في المتحف، لتكون بمنزلة تعبير مجازي عن التجربة الأفريقية للعزلة في أمريكا. يقول جونسون: «يلاحظ الأشخاص من ذوي البشرة غير البيضاء وجود بعضهم بعضًا، ففي كثير من الأحيان حينما يرى الناس بعضهم في مثل هذه الظروف، يتوافر هذا النوع من الفرح، الذي يكاد أن يكون حبًا.» لكنه يضيف أن الحنين إلى التواصل يُعد أيضًا مهمًا لحالة الإنسان في مجمله.

على الرغم من أنه أبدع كثيرًا من الأفلام التي تدور حول شخصيات أفريقية ناشطة، إلا أن فيلم The Hikers كان الأكثر حبكة. يعترف جونسون بأنه قد يكون نتيجة قيامه بإخراج فيلمه الأول، Native Son، المقتبس عن رواية ريتشارد رايت، الذي بُث على شبكة HBO في الربيع.

 

سيعرض أيضًا عدد من لوحات Escape Collages الجديدة، وهي سلسلة مستمرة للوحات مصنوعة من قطع الخزف، والمرايا، والصابون الأسود، وأصابع الألوان الزيتية ومواد أخرى. يقول جونسون، الذي استلهم اللوحات من رحلات أصدقائه البعيدة في العطلات التي كانت تستهويه في طفولته، وصور والده الشاعرية المذهلة التي التقطها لفيتنام في أثناء الحرب: «إن تراكيب الصور تدور حول الانفصال عن جمال منظر طبيعي ممزوج بالغرض السام لعلاقتك بالمكان، إذ يواجه اليأس والتفاؤل كلاهما الآخر.»

إن زوكرمان، التي نظمت المعرض، تصف جونسون بأنه فنان متبصر ذاتيًا على نحو خاص. تقول زوكرمان، مع أن لوحاته الفنية بعيدة عن الرتابة: «إن لديه هذا النهج الأكاديمي والعلمي. في الفن لا يمكن القيام حقيقة بأي عمل لا يصدر عن نية سياسية، لكنه ليس مهتمًا في إخبار الناس عما يفكر فيه. إنه يتيح لهم استكشاف ذلك.»