منذ أن أطلق ديفيد غودينغ شركته قبل نحو 14 عامًا، تحوّل هذا الرجل على الرغم من مظهره الشبابي إلى الشخصية النافذة الأكبر سنًا في قطاع المزادات على السيارات التي تجتذب هواة جمع الفرائد. في كل سنة، يزيّن عدد من سيارات السباق والمركبات الرياضية والكلاسيكية والعتيقة الطراز الأعلى تميزًا في العالم منصة غودينغ إيه كومباني في وجهات مثل بيبل بيتش، وأميليا آيلاند، وسكوتسدايل. أما في الكواليس، فكان لديفيد غودينغ دور بارز في تسهيل عمليات بيع خاصة لروائع سيارات تاريخية مثل سيارة Bugatti Type 57SC Atlantic من عام 1936، والتي تقبع اليوم في متحف مولين حيث تتجلى منحوتة بديعة في هيئة سيارة بقيمة 30 مليون دولار. زرنا غودينغ في مقره القريب من الشاطئ في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، والواقع ضمن مستودع فخم بُني من الآجر وجمع بين مكاتب تتزين بأعمال فنية ممهورة بتواقيع أشهر فناني الطباعة المعاصرين، ومساحة مفتوحة يمكن استخدامها معرضًا للسيارات.

 

سوق السيارات

نشهد حاليًا اتساع الفجوة بين السيارات المتميزة وتلك المقبولة إلى حد ما. وبينما تحافظ هذه الأخيرة على قيمتها عند مستوى ثابت، لا تنفك قيمة المركبات المتفردة التي تستحق لقب أفضل الأفضل تتزايد بشكل مطرد. ما يعني أن قيمة دلتا لهذه السيارات تتنامى.

 

أسطول شخصي

نمتلك عشر سيارات تشمل مركبة Mercer من عام 1913، فيما أحدثها سيارة مكشوفة من طراز ’71 Mercedes 3.5. لم أعقد العزم مثلاً على شراء مركبة من طراز Silver Ghost من عام 1914، بل وقعت عليها مصادفة وافتُتنت على الفور بإرثها التاريخي. كان سائق السباقات ورجل الأعمال الأمريكي الشهير بريغز كانينغهام قد ابتاع هذه السيارة في أربعينيات القرن الفائت، وظل يمتلكها حتى السبعينيات. لا أخفي أن ما جعلني أغامر بشرائها هو قناعتي بأنها جديرة بالاقتناء طالما أنها كانت جيدة بما يكفي من منظور بريغز كانينغهام.

 

مركبة أصلية أم نموذج أعيد ترميمه؟

تستهويني السيارة التي يُعاد ترميمها بشكل جميل ومتقن. كما أن عددًا من أصدقائي يتفوقون في مجال ترميم المركبات. على الرغم من أني أنظر بكثير من التقدير إلى مشاريع الترميم، إلا أن السيارات الأصلية هي ما يفتنني حقًا.

 

المأثرة الأشد تميزا

عندي، التحفة الفنية حقيقة هي واحدة من سيارتي الكوبيه من طراز Mercedes 300 SLR Uhlenhaust. فالمركبتان تقاربان الكمال بما يجتمع فيهما من مزايا تاريخية وتصميمية نُحتت بإتقان وتقنية. بل إنهما تجسدان واحدة من الحقب المفضلة لدي في تاريخ صناعة السيارات. وأنوّه أيضًا بصوت محركهما. أعتقد أن الصوت الذي ينبعث من المحرك يشكّل إحدى أهم السمات المميزة لأي سيارة.

 

ذائقة فنية

أهوى أنا وزوجتي الفنون. وهي تتميز بذائقة متبصرة في هذا المجال. جمعنا عددًا من الأعمال الطباعية التي تحمل تواقيع فنانين مثل إيد روشا وإلسورث كيلي، فضلاً عن صور فوتوغرافية من إبداع إيموجن كانينغهام، وآنسل أدامز، ودوروثيا لانغيه. أحب أن أستسلم بكل جوارحي لمتعة التأمل في تفاصيل صورة فوتوغرافية ودراستها بدقة وتأن.

 

ساعة Datejust II من رولكس.

ساعة Datejust II من رولكس.

 

تجربة عشاء راقية

تحتضن مدينة زيوريخ مطعمًا رائعًا ومتميزًا يحمل اسم «كروننهال» Kronenhalle. أحب هذا المكان تحديدًا لأن ملكيته كانت تعود في السابق إلى رجل مولع بالطعام وشغوف بالقدر نفسه بجمع روائع اللوحات الفنية التي أبدعها أمثال بيكاسو وشاغال. يمكن للمرء أن يحظى بوجبة طعام رائعة في كثير من المطاعم، لكن ما يرقى بالتجربة هو الطابع العام للمطعم.

 

موسيقا لا تشيخ

أحب موسيقا الروك الكلاسيكية التي تعود إلى خمسينيات القرن الفائت وستينياته. كما أني من أشد المعجبين بفرقتي البيتلز ورولينغ ستونز. منذ وقت غير بعيد، أرادت ابنتي أن تختبر مهارتي في التعرف إلى أغنية لفرقة البيتلز في غضون ثانية واحدة أو أقل. أعتقد أني تمكنت من تخمين معظم الأغاني التي عرضتها عليَّ. بدأت أيضًا في الإصغاء مؤخرًا إلى كثير من أعمال موسيقا البلوز والجاز، لا سيما تلك التي تحمل بصمة راي تشارلز وسام كوك.

 

«بينما تحافظ السيارات المقبولة إلى حد ما على قيمتها عند مستوى ثابت، لا تنفك قيمة المركبات المتفردة

التي تستحق لقب أفضل الأفضل تتزايد بشكل مطرد».

 

أناقة متفردة

أشعر دومًا بالراحة وأنا أرتدي بذلات من دار إيترو. فقصاتها تناسبني والمواد التي تُحاك منها تعجبني. أرتدي أيضًا بذلات من متجر هنري بول في شارع سافيل رو اللندني. لم يكن قد مضى وقت طويل على ابتياعي بذلتين من ذاك المتجر حتى عدت وصادفت الحائكين في معرض للسيارات. إنهما مولعان بالسيارات. فهما إنجليزيان كما تعلم، ما يعني أنهما يبديان اهتمامًا بكل ما يشكل آلية ميكانيكية.

 

الفرقتان الموسيقيتان المفضلتان لدى غودينغ: البيتلز ورولينغ ستونز.الفرقتان الموسيقيتان المفضلتان لدى غودينغ: البيتلز ورولينغ ستونز.  

الفرقتان الموسيقيتان المفضلتان لدى غودينغ: البيتلز ورولينغ ستونز.

 

عين على السينما

أنا مولع بمشاهدة الأعمال السينمائية. يشكّل فيلم The Graduate «الخريج» واحدًا من الأفلام المفضلة لديّ لمختلف الأسباب التي تجعل المرء يثمِّن فيلمًا ما. أحب هذا الفيلم حقًا.

 

بذلات من هنري بوول.

بذلات من هنري بوول.

 

ارتحال ماتع

أسافر كثيرًا بداعي العمل، لكني أهوى أيضًا الارتحال مع أفراد عائلتي. تلفتني سويسرا الرائعة والمنظمة والجميلة. شاركنا في رالي مميز استمر 17 يومًا قطعنا خلالها 2٫100 ميل على متن سيارة Silver Ghost. انطلقنا آنذاك عبر طرقات الألب مقتفين أثر رالي الألب الشهير. سنظل مع زوجتي وابنتيَّ نتذكر تلك الرحلة ما حيينا. زرنا أيضًا اليابان مرات عدة وفتنتنا القارة الآسيوية.

 

اللوحة الطباعية OK (State II) للفنان إيد روشا من عام 1990.

اللوحة الطباعية OK (State II) للفنان إيد روشا من عام 1990.

 

نبض التميز

تجتذبني المشغولات الفضية والأغراض المعدنية المصقولة، وبالطبع الساعات بديعة التصاميم. زرنا متحف باتيك فيليب، ووجدتني على الفور مفتونًا بتلك الحرفية التي تميز ابتكارات الدار. لكن هذه الساعة من رولكس تحمل دلالة خاصة عندي. لقد حظيت بها هدية من شركة بيبل بيتش بعد أن واظبت على تنظيم المزادات في بيبل ييتش على مدى عشرة أعوام. يشكّل مزاد بيبل في كل سنة مؤشرًا لقياس حالة سوق السيارات، ما يعني أن نجاحه يُعد اختبارًا مهمًا لنا. إنه أشبه بالبطولة الوطنية للفوتبول «سوبر بول» عند الأمريكيين.