مدير التصاميم في ماكلارين أوتوموتيف يستعرض الفلسفة التصميمية التي ألهمت طراز ماكلارين جي تي، ويستشرف التوجهات المستقبلية في عالم السيارات.

 

 

يُشرف روب ميلفيل، الذي عُين في منصب مدير التصاميم في ماكلارين أوتوموتيف سنة 2017، على تطوير استراتيجية الشركة وفلسفتها ومبادئها التصميمية، ويوازن في تحقيق مهامه بين حس ابتكار تقدمي، وخبرة مديدة في هذا العالم صقلها منذ انضمامه إلى فريق الصانع البريطاني في عام 2009. وقد أثمرت جهود ميلفيل وفريقه مؤخرًا عن ابتكارات كرّست تفوق العلامة في الإتيان بتصاميم بديعة تخدم أغراضها الوظيفية في الوقت نفسه، على ما يشهد طراز 720S، الأول ضمن الجيل الثاني من فئة Super Series، والطرازين المبتكرين McLaren Senna وMcLaren Speedtail. لكن التحدي الأبرز الذي تفوق مدير التصاميم في التصدي له خلال الآونة الأخيرة تمثل بابتكار الخطوط التصميمية المتميزة لسيارة تصلح للتسابق على  الحلبات ولكنها مخصصة للرحلات الطويلة على الطرقات العادية.     

 

ما الذي حدد مسار تصميم طراز ماكلارين جي تي؟

اقتضت مهمتنا تصميم سيارة من ماكلارين تصلح للاستخدام اليومي وتتيح للركاب رحلة فاخرة وسريعة جدًا عبر المسافات الطويلة، بموازاة إثرائها بمساحة كافية للمتاع. يلبي طراز ماكلارين جي تي هذه المتطلبات، ويشتمل على صندوق للأمتعة فسيح بما يكفي لترتيب مجموعة كاملة من مضارب الغولف. كما أنه يجسد سيارة متعددة الاستعمالات تجمع بين تجربة القيادة التفاعلية، والمواد عالية الجودة، ومزايا الراحة التي تتطلبها الرحلات اليومية.  

 

ما هي أبرز التحديات التي انطوى عليها تصميم سيارة تجوال فاخرة لا تتنكر لمبادئ ماكلارين التصميمية؟

إن معظم مركبات التجوال الفاخر الحديثة كبيرة الحجم وثقيلة الوزن نوعًا ما، الأمر الذي يجعلها تفتقر إلى الرشاقة والأداء العملي. لذا سعينا إلى استحضار الخارطة الجينية المميزة لماكلارين إلى هذه الفئة من السيارات. أثمرت مساعينا عن مركبة خفيفة الوزن وبالغة الرشاقة، لكنها عملية ومريحة في الوقت نفسه. تستلهم عناصر ماكلارين جي تي سيارة رياضية أصيلة من فئة Grand Tourer، ويمكن الاستمتاع بقيادتها في رحلات طويلة على الطرقات العادية، أو في جولات عرضية على حلبات السباق. أما التحدي الأبرز على مستوى التصميم، فتمثل بتوفير مساحة عملية حقيقية في طراز يحتل المحرك فيه مركزًا وسطيًا. أشعر بالفخر لأن فريقنا تفوّق في تحقيق الغاية المرجوة.   

 

ترون في تصميم السيارات فضاء يتلاقى فيه الفن والعلم. كيف تتجسد هذه الفلسفة في العناصر التصميمية لطراز ماكلارين جي تي؟

في عالم الفنون، لا حدود للابتكار. أما العلم، فسمته الموضوعية. أعتقد أن التصميم يتيح الجمع بين هذين المجالين. يسعى المصمم إلى ابتكار منتج بديع تشي عناصره البصرية بحقيقة وظيفته، لكنه مقيّد أيضًا بعناصر المساحة المتاحة، ومزايا الراحة والأداء الوظيفي، وكثير من المقتضيات القانونية. يتميز تصميم طراز ماكلارين جي تي مثلاً بامتداده الأفقي وخطوطه الأقل شراسة مقارنة بسيارات ماكلارين الخارقة الأخرى. فهذا الطراز يتفرد بطابعه الأقل حدة والذي يوحي بالثقة في آن. كما أنه يتمايز بمقصورة داخلية فسيحة وغير مكتظة فيما مقصورات طرز جي تي الأخرى المتوافرة في السوق تبدو في غالب الأحيان معتمة وضيقة.    

 

هل تستشرفون انتشار توجهات تصميمية محددة في العقد المقبل؟

أعتقد أننا سنشهد تحولاً على مستوى الخيارات المفضلة للزبائن في ما يتعلق بالطرز التي يقتنونها. لكن العمل سيتواصل على تجهيز السيارات بالتقنيات المتطورة الأحدث التي تجعلها أخف وزنًا وأكثر كفاءة. كما أن الجهود التقنية ستركز على تقليص أحجام المكونات ودمجها، فيما سيتعزز حضور العناصر البصرية التي تخدم مزايا الديناميكية الهوائية في تصميم الخطوط الخارجية للمركبات، لأن المصممين سيسعون دومًا إلى إبراز أوجه الكفاءة المميزة لها.    

 

أشرفتم على تصميم طرز متميزة من ماكلارين، مثل McLaren Senna وMcLaren Speedtail. كيف تقيمون تجربة العمل مع علامة رائدة تستمر في تجاوز حدود الممكن؟

لطالما كان "التحلي دومًا بالشجاعة" واحدًا من الركائز التصميمية الخمس التي تحدد حقيقةً هوية ماكلارين. إن الجرأة عنصر أساسي في عملنا، ولا بد لنا من الدفع بحدود الممكن والابتكار. تتمثل غايتنا في تحديد المشاكل، ومقاربتها من منظور جديد، ثم الرجوع إلى السوق بحلول مناسبة ثورية ومبتكرة.