في عام 2013، استحوذ الممول البلجيكي بيار لاغرانج على دار هانتسمان الشهيرة في شارع سافيل رو. يتميز لاغرانج بحس أناقة رفيع ومصقول تمامًا كما هو متوقع من مالك هذه العلامة المرموقة في عالم الأزياء. لكنه يتحلى بموازاة ذلك بروح المغامرة التي دفعته على مدى السنين باتجاه مغامرات ووجهات غير متوقعة، بدءًا من سباق على الطرقات لدراجات هارلي ديفيدسون يُقام في البرتغال، وصولاً إلى مهرجان بورنينغ مان للتعبير الفني عن الذات والذي تُعقد نشاطاته سنويًا في صحراء بلاك روك في نيفادا. وأينما ارتحل هذا الرجل البالغ من العمر 56 عامًا، تراه يمضي في أثر المتاجر المحلية والتجار المحليين بحثًا عن قطع فنية وتحف ومقتنيات أخرى يضيفها إلى مجموعاته المتنامية. وسواء كان الأمر يرتبط باستكشاف فنان صاعد أو تعقّب سيارة من طراز مفضل، يقارب لاغرانج مهمته البحثية بحماس طفولي. يكشف لاغرانج فيما يأتي عن سر نهمه المستدام إلى اكتشافات جديدة.

 

محارب على الطريق

أنضم مرة كل عامين إلى مئات الدراجين في جولة على متن دراجات هارلي ديفيدسون النارية. صحيح أن جولات كهذه لا تعكس نمط حياتي، لكني أميل إلى البقاء على تماس مع هذه التجربة بدافع من حبي لكل ما يتعلق بالدراجات النارية، من مظهرها الخارجي إلى هديرها الصاخب ومحركاتها الضخمة إلى حد المبالغة. خلال سباق أقيم العام الفائت عبر طرقات البرتغال، ابتعت تحفة من ابتكارات دار ماين الخزفية الشهيرة. ترجع التحفة ضخمة الحجم وذات الطراز الباروكي إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتجسّد ثلاثة محاربين من العبيد. أعتقد أنها قطعة متميزة. تبهرني مقدرة الأشخاص على ابتكار غرائب من هذا النوع. باختصار، إني أجد الجمال أينما يممت وجهي.

 

إبداعات بتوقيع إيفان هولواي في صالة زافييه هافكينز الفنية.

 

سرعة فائقة

كنت في صغري أنظر بعين الإعجاب والاستحسان إلى السيارات التي أشاهدها في الأفلام السينمائية، على غرار تلك المركبة التي رأيت طوني كورتيس يقودها في أحد أعماله. بل إني أبتاع في الغالب مركبات من الطرز التي كانت تُصور في تلك الأفلام. أمتلك على سبيل المثال سيارة بنتلي 52، وسيارة فيراري دينو، ومركبة مرسيدس باغودا، فضلاً عن نسخة من سيارة فورد جي تي التي حققت الفوز في سباق لومان. غالبًا ما يبتاع الناس مقتنيات تتيح لهم إعادة إحياء طفولتهم أو استرجاع ذكرياتهم الجميلة.

 

صالة دانسك موبيلكانست في كوبنهاغن.

 

حوارات فنية

يمكن للأعمال الفنية أن تكون مثيرة وجميلة. لكن على المرء أن يسأل: هل يتسم العمل الذي ينوي اقتناءه بطابع الاستدامة؟ وهل سيظل يستمتع به بعد انقضاء سنوات؟ لذا أنصح بأن نستمتع بالإبداعات الفنية التي نمتلكها ونحسن استخدامها. ربما يجدر بنا أن نبتاع عددًا أقل من مثل هذه الأعمال كي لا نضطر إلى تخزينها. أرى أن القطع الفنية تتحادث وإني أحب تغيير مواقعها في كل مرة بما يتيح تحفيز حوار ماتع بينها.

 

«يمكن للأعمال الفنية أن تكون مثيرة وجميلة. لكن على المرء أن يسأل:
هل يتسم العمل الذي ينوي اقتناءه بطابع الاستدامة؟ وهل سيظل يستمتع به بعد انقضاء سنوات؟»

 

 

هذا الشبل من ذاك الأسد

عندما تملّكت شقة في نيويورك لتشاركها مع ولدي (وكان آنذاك لا يزال طالبًا)، أوكلت إليه مهمة انتقاء مجموعة من الأعمال الفنية لنزيّن بها المنزل الجديد. لكني فرضت عليه بعض الشروط. كان عليه أن يختار قطعًا ذات دلالة، وبأسعار معقولة، وأن يقدّم الحجة التي تبين أن إبداع الفنان مبتكر العمل سيظل ملائمًا لأوانه بعد عشر سنوات. رفضت آنذاك كثيرًا من المقترحات، بما في ذلك أعمال أدريان جيني الذي تُباع ابتكاراته اليوم بمبالغ طائلة. أما أبرز الاكتشافات التي وقع عليها ابني، فتمثّل بفن كادي نولاند. ابتعنا آنذاك منحوتة جسّدت فيها الفنانة أحد حواجز الشرطة. تزيّن المنحوتة اليوم منزلي في لندن، وما زلت مفتونًا بها حتى بعد مرور خمس سنوات على تاريخ اقتنائنا إياها.

 

تمازج متقن

أحب الجمع بين القديم والجديد. أمتلك لوحة صغيرة باللونين الأبيض والأسود من أعمال روثكو تتميز بنقائها الخالص. كان روثكو قد أبدعها عربون شكر للرجل الذي علّمه فن الرسم باستخدام تقنية tempera (أي الرسم بمزيج من الأصباغ والمحاليل القابلة للذوبان في الماء) في روما. ابتعت مع ابني لوحة للفنانة آفيري سينغر. على الرغم من أني لا أفهم كيف تستخدم في رسوماتها برنامجًا تطبيقيًا للتشكيل ثلاثي الأبعاد، إلا أني أرى النتيجة مذهلة. فأعمالها تزاوج في الوقت نفسه بين بعد رياضي وطابع انسيابي عذب.

 

سيارة مرسيدس باغودا.

 

فضاءات الاستكشاف

أواظب على الاطلاع على شبكة الإنترنت، وأجد كثيرًا من الفرائد عبر موقع 1stdibs. بموازاة ذلك، تعرّفت مثلًا إلى صالة دانسك موبيلكانست الفنية في كوبنهاغن في سياق أحد معارض الفنون، واكتشفت لديها أفضل مجموعة من قطع الأثاث الدانماركية. في ماكسفيلد في لوس أنجلوس، أستكشف أغراضًا للزينة مثل الكؤوس عتيقة الطراز المصممة في هيئة قرون الحيوانات والتي تليق بمنزلي الريفي. أما في لندن، فيشكّل متجر بينتليز وجهة جيدة لشراء المحفظات الجلدية العتيقة، فيما محل غوينيفير مثالي لابتياع القطع الأثرية، والمشغولات الفضية، وإطارات اللوحات.

 

امتيازات وطنية

بوصفي بلجيكي الأصل، أعرف كثيرًا من التجار في وطني الأم. لطالما شكّلت بلجيكا فضاء للفنون والتجارب، وهي تحتضن اليوم ثلاثة تجار متميزين هم: زافييه هافكينز، وصديق طفولتي رودولف جانسن، وباتريك ديبروك. وهؤلاء يوفرون الدعم لفنانين ناشئين من مختلف أنحاء العالم.

 

خطط مستقبلية

يكثر الحديث اليوم عن فرائد تستحق الجمع في العالم الافتراضي. لكني لما أبلغ هذه المرحلة بعد.