خطوات سريعة بعض الشيء يمكنك أن تراها للروبوت كاسي. بل الأدق أن نقول إنها ركضة عملاقة، ليكون المعنى أكثر دلالة. فهذا الإنجاز يعكس قفزة عملاقة في عالم الروبوتات، ويؤكد على المضي قدمًا نحو مستقبل يُتوقع أن يكون للكائن الآلي فيه حضور جلي. بل إن بعض الناس يتوقعون بلوغ مرحلة تصبح فيه الروبوتات هي التي تتحكم حقًا بزمام الأمور.

نجح الروبوت كاسي الذي يسير على قدمين في الجري لمسافة 5 كيلومترات أي حوالي 3 أميال في 53 دقيقة، وهذا ما قد يكون مساوياً لسرعة الإنسان العادي، إذ يملك البشر القدرة على قطع تلك المسافة ركضاً في حدود 30-40 دقيقة.

أكمل الروبوت الذي أنتجته شركة أجيليتي روبوتيكس مساره دون قيود على الإطلاق وبشحنة واحدة للبطارية. وقد تحقق ذلك كله من خلال تطويرات الروبوت نفسه لتجارب التعلم الآلي وخوارزميات المحاكاة العميقة ليصبح أول كائن آلي ذي قدمين يستخدم التعلم الآلي في التحكم بآلية الركض على تضاريس خارجية، وهو ما جعل الكل يشيد بمدى المحاكاة التي يقدمها هذا النموذج لخصائص الجنس البشري.

طُور الروبوت كاسي تحت إشراف جوناثان هيرست، أستاذ الروبوتات في جامعة ولاية أوهايو والمؤسس المشارك لشركة أجيليتي، بمنحة قدرها مليون دولار لمدة 16 شهراً من وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.

قُدم كاسي لأول مرة في عام 2017، ومنذ ذلك الحين جرى العمل على تحسين قدراته في المختبر أكثر من مرة، حتى وصل إلى تلك الصيغة الحالية القادرة على محاكاة الجنس البشري في خاصية قطع المسافات وتقنيات الركض.

يبدو أن الخوارزميات التي تعلمها الروبوت كاسي قد أتاحت له أن يحاكي آلية الركض عبر إحناء ركبتيه كالنعامة، وتحديد وضعيات الانتصاب والميل، مع تطوير زوايا الركض لتلائم المسافة المطلوب قطعها. وقد زاد حماس هيرست بعد التجربة الأخيرة، فقال إن هذا النوع من النهج الشامل الذي تكتسبه الروبوتات سيمكّنها في المستقبل القريب من مستويات أداء تشبه أداء الحيوانات.

يؤكد هيرست في تصريحاته أنه في المستقبل غير البعيد، سيتفاعل الكل مع الروبوتات في العديد من مجالات الحياة اليومية وأن الروبوتات ستعمل جنباً إلى جنب معنا وتحسّن نوعية حياتنا على حد تعبيره.

كما تتوقع أجيليتي روبوتيكس من جهتها أن تنخرط الروبوتات ذات القدمين مستقبلاً في المجتمع العادي وتستكشف الطرق بشتى أنواعها.

وبين توقعات أجيليتي روبوتيكس وجوناثان هيرست المتفائلة، نتساءل عما إذا كنا سنبلغ المرحلة المعروفة بالتفرّد والتي تتجاوز فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري. بل علينا أن نحدد موقفنا نحن البشر من مستقبل قد نصبح فيه عرضة للاستبدال!.