إذ يكشف المهندس المعماري بيل بينسلي، الذي يتخذ من بانكوك مقرًا له، عن مشروعه الخيالي الأخير والمتمثل في منتجع روزوود لوانغ برابانغ في لاوس، يثبت مجددًا أنه لا مكان للمعتاد والمألوف في لغته التصميمية. يتميز الملاذ الحرجي الذي ابتكره بينسلي بشكل واضح عن الطابع التقليدي المميز لمجموعة روزوود الشهيرة على وجه الخصوص بمنتجعاتها الاستوائية وفنادقها الحضرية المصقولة. فالمنتجع الجديد في لاوس لا يحتضن سوى 23 فيلا تتناثر عبر سفح تل بديع الخضرة وصولاً إلى حافة شلال دافق.

لا شك في أن بينسلي كان الخيار الطبيعي الأمثل لتحقيق مثل هذا المشروع المبتكر، وقد حرص على أن تشكّل كل فسحة من أماكن الإقامة فيه، ومن بينها الخيم الست التي نُصبت عاليًا وسط أشجار البلوط، نسخة حديثة عن الطابع المعماري الاستعماري الفرنسي الذي غلب على المنطقة في مطلع القرن العشرين. تثري فسحات العيش كلها أحواض للاستحمام نُحتت من الخشب وأقيمت في الهواء الطلق، ومنسوجات محلية تقليدية، ومشغولات حرفية مثل مضارب الكروكيت عتيقة الطراز، فضلاً عن آلات التصوير القديمة من نوع كوداك. أما محيط المنتجع الذي يزهو بخصيبه الأخضر، فبقي على حاله ولم يطرأ عليه أي تغيير، إذ حرص بينسلي على صون كل شجرة من الأشجار التي ترتفع فوق أرض الملكية الممتدة على مساحة مقدارها 57 فدانًا، وضمن عدم المساس بها. لا بد من الإقرار بأن فتنة هذه الأرض البكر التي لم تعكرها أعمال البناء تشكّل تعويضًا عن مشقة صعود التل من حين إلى آخر لبلوغ مطعم Colonial Great House حيث تمتلئ الموائد بأطباق من مطبخ لاوس المحلي يُؤتى بمكوناتها مباشرة من المزرعة، أو النادي الصحي الذي أقيم في إحدى الخيم للاستزادة من منافع جلسة تدليك بالأعشاب مستلهمة من تقاليد شعب الهمونغ المحلي. فالرحلة باختصار تستحق العناء. 

 


www.rosewoodhotels.com