تحمل تجربة زيارة إندونيسيا معاني أعمق من تناول الأطعمة، والتأمل، والعشق. على مسافة ثلاث مئة ميل شرق جزيرة بالي النابضة بالحياة، وفوق جزيرة رينكا غير المأهولة، توجد تنانين، إنها تنانين كومودو. هناك، لا يواجه هذه السحالي الضخمة اللاحمة، التي تتشمس على الشواطئ الحصوية وتسبح مثل التنانين الصغيرة في بحر فلوريس، باهتمام (وربما بخوف) سوى السائح الذي يندر وجوده.

 

هناك أيضًا يشمخ يخت برانا المتوافر للإيجار، الذي يبلغ طوله 180 قدمًا، ويُعد أكثر السبل رفاهية لاستكشاف متنزه كومودو الوطني الأسطوري. يبدو هذا اليخت ذو الشراعين، الذي بُني يدويًا من الخشب الصلد المحلي وخشب الساج، أنه من بقايا الماضي، كما توحي أشرعته الضخمة وهيكله العتيق الذي يجعله أقرب إلى سفينة قراصنة منه إلى يخت خارق أنيق. يعود ذلك إلى استخدام الوسائل التقليدية في بناء اليخت عوضًا عن الآلات الحديثة، لكن المشهد من على متن اليخت يبدو في أوج روعته، إذ يتميز بأجنحة إقامة فسيحة، وطاقم من ثمانية عشر شخصًا، من بينهم مدربو غوص ومشرف على خدمات الرفاه الصحي. لطالما شكلت القوارب الشراعية الوسيلة الأساسية للاستكشاف في إندونيسيا على مدى ثلاثة قرون. على الرغم من أن التجربة نفسها تحسنت مع يخت برانا، إلا أن الأساس المنطقي من وراء ذلك يبقى كما هو: من يستطيع تحمل البقاء ليلاً في هذا المكان الذي تقطنه سحالي ووحوش أخرى متعطشة للدماء؟

 

يقول فيكتور غواش مالك يخت برانا باخسًا المكان حقّه: «إنه جزء مثير للاهتمام في العالم.» على الرغم من أن الرئيس التنفيذي لسلسلة فنادق أتزارو هوتيل غروب في إيبيزا إسباني الأصل، إلا أن له تاريخًا طويلاً في المنطقة، إذ عاش في الفلبين أيام عمله مبعوثًا لبلاده. اليوم، ينظر غواش إلى جزر كومودو بوصفها فرصة. يقول: «تزهو إندونيسيا ببعض الوجهات الرائعة، لكنها كانت تفتقد إلى سفينة فاخرة. اليوم، يستطيع يخت برانا أن يرتحل بك إلى أماكن قصية جدًا حيث لا يوجد فيها مكان للإقامة.»

 

لا شك في أنه من الأفضل أن يبقى هذا العالم الآخر البدائي غير مأهول. لذلك يحسن كثيرًا أن تبحر إلى هذه الجزر التي هي أشبه بفيلم جوراسيك بارك، ثم العودة إلى وسائل الراحة العائمة التي يجسدها طهاة خاصون، وشرفات للتشميس في أثناء نهار اليوم، وجلسات لليوغا. فهذه جزيرة بادار، إنها امتداد ساحر من شواطئ تزدان برمال باللونين الوردي والأسود في أثناء النهار، بينما تتحول إلى مستعمرة للخنازير العدوانية آكلة الجيف في أثناء الليل. أما جزيرة بولاو كوابا، فهي مأوى للثعلب الطائر سوندا، إنه خفاش كبير متوطن يمكنه أن يحول الفردوس إلى فوضى عارمة عندما يطير بالآلاف في السماء وقت الغروب. ثم هناك جزيرة رينكا، إنها جزيرة خلابة تقطنها حيوانات ضخمة مفترسة. قد يجعلك هذا المزيج من الشعور بالبهجة والخطر تقول: «أريد أن أموت هنا، إنه مكان آسر جميل.» لكن فيما يمخر يخت برانا عباب هذه البحار، يغدو إمكان حدوث ذلك في الواقع أمرًا بعيد المنال.

 


www.pranabyatzaro.com