لا يُشكِّل البحث عن مصدر الإلهام في ابتكارات الماضي ظاهرة جديدة. لكن دار كورنيلياني تفوّقت هذا الخريف على نحو مبهر في استرجاع ملامح أناقة من أرشيف زمن مضى، متجاوزة في ذلك عن حدود المتوقع والمألوف (الذي تعكسه عمومًا طيّات الصدر العريضة إلى حد بالغ، والسراويل الفضفاضة حد الإسراف) لصالح معالم أناقة بعيدة كل البعد عن التكلف. نفضت الدار الغبار عن تلك الكنوز المخبوءة في كتب نماذج الأقمشة القديمة، لتُعيد طرح الخامات عتيقة الطراز، المشغولة من صوف شيفيوت الخشن، ومن نسيج ترتان الصوفي المخطط، والأقمشة المزدانة بالنقوش المربعة بنمط أمير ويلز، التي حاكت منها مجموعة تصاميم تحتفي بالأسلوب الجمالي الذي تتبناه الدار بما يعكس مظهرًا أنيقًا حد الكمال إنما بعيد عن المبالغة في التأنق.