يشبه ارتقاء المركبة الرياضية متعددة الاستعمالات إلى مكانة بارزة في عالم السيارات الأمريكية تطور إحدى الشخصيات في رواية لهوراشيو ألجير: من مركبة عسكرية في ساحات المعركة إلى مركبة للمزارعين، وصولا إلى ما تمثله اليوم من سيارة جذابة متفردة في الألفية الجديدة.

وربما لا سيارة رياضية متعددة الاستعمالات تجسّد هذه الرحلة بقدر طراز جي إل إس GLS من مرسيدس – بنز، الذي يعلو بسلاسة G-Wagen الأقرب إلى الشاحنة، وبقدر النسخة الجديدة والأكثر فخامة منه: سيارة GLS 600 4Matic من مرسيدس – مايباخ.


تفتقر السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات من مرسيدس – مايباخ إلى الحضور الطاغي المميز لمركبة G-Wagen. لكنها في المقابل تزهو بطابع مهيب تكرسه بنيتها الأطول، وأداؤها القوي، ومقصورتها الداخلية الأقرب إلى ناد ريفي. تناغم مجموعة الحركة التي تعمل بنظام هجين خفيف بين محرك V-8 من ثماني أسطوانات بسعة أربعة لترات معزز بشاحن توربيني مزدوج، وبين نظام كهربائي بقدرة 48 فولتًا، ما يتيح إنتاج قوة تساوي 550 حصانًا، وقوة عزم دوران تقارب 730 نيوتن متر. ويدعم تحقيق هذه القوة نظام آلي ناقل للحركة من تسع سرعات.

 Robb Rice
Mercedes – Maybach GLS 600 4Matic


لا شك في أن السيارة التي تمتد بطول 17 قدمًا لا تستطيع اختراق الأودية الضيقة. لكنها تصلح لتمهيد طرقات جبلية أكثر وعورة بسبب نظام الدفع بالعجلات الأربع 4Matic الذي يتيح توزيع قوة العزم بحسب الطلب، ونظام التعليق الهوائي الذكي الذي يرتكز إلى جهاز استشعار يمسح الطريق أمام السيارة ويعدّل النوابض ومستوى التخميد لكل عجلة على نحو دقيق. بل إن الركاب في المقعد الخلفي لن يشعروا بأي اضطراب فيما يستمتعون بخاصية التدليك المدمجة في المقاعد.

فضلا عن ذلك، كان تتبّعنا الطريق الصحيح عبر أرجاء المدينة سهلاً للغاية في ظل توافر واحدة من أفضل شاشات العرض الرأسية التي اختبرناها في نظام المعلومات والترفيه MBUX من الجيل المقبل. أما الإضاءة المحيطة التي تشع بأربعة وستين لونًا داخل المقصورة، والأنظمة التي تحفز انبعاث الروائح العطرية عند الطلب، فتعزز الشعور بالاسترخاء.


تحتفي الشركة هذا العام بالذكرى المئة لإطلاق طراز 22/70 HP W3، أول جيل من مركبات مايباخ المخصصة للإنتاج التسلسلي. إنها لا شك قصة نجاح متفردة أن يظل اسم مايباخ يحظى بأعلى درجات التقدير بعد انقضاء قرن كامل (سعرها 160,500 دولار).