بنتلي تطرح في الذكرى المئوية لتأسيسها مفهوما ثوريا لسيارة

تجوال كهربائية فارهة ترقى بتجربة القيادة الذكية في عام 2035. 

 

عندما أسس المهندس الإنكليزي والتر أوين بنتلي في يوليو تموز من عام 1919 العلامة التي تحمل اسمه اليوم، كانت تدفعه الرغبة في «بناء مركبة سريعة، حسنة الأداء، والأفضل ضمن فئتها» على ما قال آنذاك. وعلى مدى قرن كامل، انطلقت شركة بنتلي موتورز بغير هوادة على درب تحقيق هذه الرغبة مرارًا وتكرارًا، ونجحت في ترسيخ حضورها على خارطة صنّاع قلائل يسجل لهم التاريخ دورًا رياديًا في تغيير وجه عالم السيارات. وما بدأه المؤسس الأول في لندن في هيئة نموذج اختباري لسيارة  EXP 1 المجهزة بمحرك سعة ثلاثة لترات تحوَّل إلى أسطول من مركبات تجمع إلى قوة أدائها ملامح فخامة غير منقوصة. ففي مصنع العلامة، في بلدة كرو بمقاطعة شيشاير، تتوالى اليوم إبداعات الدار ضمن خطوط إنتاجها الأربع: مولسان، وبنتايغا، وكونتيننتال، وفلاينغ سبور، لتجسد ما بين المهارات الحرفية المتقنة، والخبرات الهندسية المتفوقة، والمزايا التقنية بالغة التطور، من تلاحم متقن كرسته بنتلي في خارطتها الجينية وفي مساعيها الإبداعية التي لا تنفك تستحضر في الأذهان اجتهاد والتر أوين في بناء طراز «يلقى استحسان الهواة التائقين إلى مركبة تشكل عمليًا سيارة سباق مجهزة بكماليات سيارات التجوال»، على ما نقلت في مطلع القرن الفائت مجلة Autocar. 

 

لكن بنتلي، إذ تحتفي بالذكرى المئوية الأولى لتلك البدايات التي ألهمت مسيرتها، لا تنقِّب في صفحات الماضي لتعيد بعث مركبة من زمن غابر، بل تتطلع إلى مستقبل آت تعبر إلى شوارعه على متن سيارة تجوال كهربائية ثورية كفيلة بأن تعيد تحديد مفهوم الرحلات الأشد تميزًا على الطرقات. فمفهوم سيارة EXP 100 GT، الذي كشف عنه الصانع البريطاني مطلع شهر يوليو تموز الفائت، يجسد رؤيته لما ستكون عليه تجربة القيادة في عام 2035 من خلال سيارة تجوال بالغة الفخامة تستلهم أعلى معاني الترف في السفر.  

 

 Bentley EXP 100 GT

 

مأثرة بصرية 

يسهل أن يستشرف المرء حضورًا طاغيًا للتقنيات المبتكرة في سيارة كهربائية ذاتية القيادة لعام 2035. لكن هذا التوجه لم يحاصر التزام بنتلي الحفاظ على هويتها المتفردة، فنجحت في أن تصوغ لمركبتها الاختبارية الجديدة لغة تصميم زاوجت بين المزايا التقنية ومعالم الفخامة المميزة لهوية الشركة، ما أضفى على سيارة المستقبل مظهرًا عصريًا آسرًا. صيغت بنية السيارة من الألمنيوم الخفيف وألياف الكربون بطول تسع عشرة قدمًا وعرض 7.8 قدم، فاستحضرت بخطوطها الانسيابية الرشيقة طرز الماضي الشهيرة. فيما تميز الهيكل بخط سقف منحدر، مستلهم في جزء منه من سيارة كونتيننتال R-Type، ويمتد بغير تكلف وصولاً إلى حافة إطار النافذة الخلفية، أبقت بنتلي في المركبة البالغ وزنها 4٫188 رطلاً على الشكل نفسه الذي تزهو به المقدمة في سياراتها التقليدية، على ما تشهد مثلاً الشبكة الأمامية مصفوفة الشكل التي تحمل شعار العلامة المجنح، وإن كان الصانع قد دمج فيها هذه المرة إضاءة رقمية تسلسلية. يكفي أن يدنو السائق من السيارة لتدب الحياة في الشعار المجنح إذ تخترقه أشعة ضوئية تومض عبر الشبكة وعلى امتداد الجزء المركزي من غطاء المحرك، وحتى في رحاب المقصورة الداخلية.

 

يتكامل هذا العرض الضوئي في المقدمة مع مصباحي الإنارة الدائريين اللذين باتا غائرين أكثر من ذي قبل، واللذين يذكِّران بمركبة Bentley Blower الشهيرة، وفي الجزء الخلفي من السيارة بتصميم في هيئة حدوة حصان دُمجت فيه شاشة ثلاثية الأبعاد تعمل بتقنية الصمامات العضوية الثنائية الباعثة للضوء، وتتمازج عبرها التأثيرات الضوئية مع أنوار المصباحين الخلفيين. أما ما يعزز هذا البعد الدرامي لمظهر السيارة، فيعكسه البابان الأماميان المصممان بعرض مترين واللذان ينفتحان على نحو مهيب إلى الأعلى، فضلاً عن التفاصيل الزخرفية المشغولة من النحاس والألمنيوم بما يرجع صدى ذاك الخليط المعدني الذي استخدمه والتر أوين في تصميم مكبس صمامات محرك BR1 Aero. يُضاف إلى هذين العنصرين لون الطلاء الخارجي Compass المصنّع باستخدام رماد قشور الأرز لاستحضار طيف ألوان الخريف. 

 

Bentley EXP 100 GT

 

 حرفية متقنة 

لكن الطلاء المبتكر للبنية الخارجية لا يحتكر براعة بنتلي في استكشاف آفاق جديدة للتفوق الحرفي في استخدام المواد المستدامة. فالمقصورة الداخلية، التي تعكس حرص الصانع على ابتكار مساحات تحول كل رحلة إلى تجربة مترفة، تترجم ترسيم معايير جديدة للفخامة من خلال مواد طبيعية تتناغم في سياق بيئي كفيل بأن يعزز رفاه الركاب الجسدي والنفسي. فعبر كامل أسطح المقصورة الداخلية، تتدرج عناصر التصميم المشغولة يدويًا من مواد تقليدية، وتتناسق على اختلاف أشكالها وألوانها كأنما تعيد بعث رابط مفقود بين الركاب والعالم الطبيعي المحيط بهم. يشهد على ذلك تحديدًا استخدام قشرة خشبية مصدرها أشجار سنديان ظلت محفوظة في المستنقع العميق لحوض إيست أنغليان فينلاند مدة طويلة.

 

طُعمت القشرة بالنحاس على نحو أبرز شقوقها الطبيعية ولمساتها الجمالية المستوحاة من فن الكينتسوغي الياباني، وتناسقت على نحو بديع مع عناصر مثل المواد الجلدية التي ابتكرتها لبنتلي شركة Bridge of Weir Leather الاسكتلندية، والسجاد المنسوج من الصوف البريطاني، والزخارف المزدانة بتطريز قطني نفذته أنامل الحرفيين في لندن لدى شركة هاند آند لوك التي تمرست على فن التطريز التراثي منذ عام 1767. أما ذروة الإتقان الحرفي، فانعكست في منصة التحكم المركزي ذات الشكل البيضاوي التي حملت توقيع كامبريا كريستال، آخر ما تبقى من الشركات البريطانية التي تصنع يدويًا أواني كريستالية فاخرة باستخدام تقاليد حرفية لم تتغير منذ عصر الرومان. 

 

Bentley EXP 100 GT

 

 ذروة الرفاه 

إذا كان الاحتفاء بالصناعات الحرفية الأصيلة لا يُعد ظاهرة مستجدة في سجل بنتلي الإبداعي، فإن ما يجعل هذا التقليد الراسخ أكثر تفردا هذه المرة هو التفوق في المزج بينه وبين أحدث ما تحقق من إنجازات تقنية في العصر الحديث. لا تقتصر تجليات هذا التمايز على المقاعد الذكية التي يمكن ضبطها في ثلاثة أوضاع مختلفة إذا ما كان المالك يقود السيارة بنفسه أو يستخدم نظام القيادة الذاتية الاختياري الذي جرى تعزيزه بخاصية التدليك، وبأنظمة قياس حيوية لتتبع حركة العين والرأس، وحتى ضغط الدم، بموازاة رصد الحرارة والظروف البيئة المحيطة. فنظام المساعد الشخصي Bentley Personal Assistant من بنتلي - الذي ينشط من خلال منصة كامبريا الكريستالية التي تستجيب لإيماءات السائق -  يلبي احتياجات الركاب على نحو استباقي، فيتيح تعديل الإضاءة المحيطة بما يتناسب مع حالتهم المزاجية، ويوفر تجربة قيادة مصممة بحسب الطلب من خلال خمسة أوضاع بخصائص فردية مثل Enhance لاستحضار عناصر البيئة الخارجية، بما في ذلك الضوء والصوت والرائحة، على نحو يحاكي تجربة قيادة سيارة مكشوفة، أو Cocoon الذي يحول المقصورة الداخلية، التي تعبق برائحة عطور صيغت نفحاتها من خشب الصندل والطحالب البحرية، إلى ملاذ للعزلة تميزه خاصية التعتيم التلقائي للزجاج ونظام مبتكر في صندوق السيارة الخلفي يعمل على تنقية الهواء الخارجي قبل تدفقه إلى داخل المقصورة. أما الوضع Capture فيسجل التجارب في الحالتين ويوثقها في السجل التاريخي للسيارة الذكية.  

 

" تزاوج سيارة المستقبل EXP 100 GT من بنتلي بين التقنيات الذكية بالغة التطور،مثل القيادة الذاتية الاختيارية والوسائط التفاعلية،

وتجربة التجوال الفاخر التي تنعكس في لغة تصميم صيغت مفرداتها باستخدام مواد طبيعية فائقة الجودة وتقاليد حرفية أصيلة. "

 

 Bentley EXP 100 GT

 

 تجارب تفاعلية 

لعام 2035، طورت بنتلي تجربة تجوال فاخر تليق بالعالم الرقمي، فأثرت سيارة المستقبل بكماليات ووسائط تفاعلية مبتكرة. بالإضافة إلى شاشة الترفيه الأمامية المخصصة لعرض الأفلام وغيرها من الوسائط الترفيهية في وضعية القيادة الذاتية، تتيح تقنية الواقع المعزز مثلاً التفاعل مع المناظر الطبيعية التي تمر بها المركبة في سياق رحلتها، فتعرض الواجهة الرقمية المدمجة في مقصورة السيارة محتوى تعليميًا شاملاً عن البيئة المحيطة. يكفي أن يلمح طفلك سحابة عبر زجاج النافذة ليستلبه نظام الذكاء الاصطناعي إلى درس ترفيهي عن ظاهرة تكوّن الغيم. ويكفي أن تطلب مشورة مساعدك الشخصي من بنتلي لتتعرف، في سياق الرحلة، أنشطة الترفيه القريبة وتحظى بتوصيات موثوقة عن أفخم الفنادق والمطاعم المحلية، ومتاجر الدور الفاخرة وغيرها من خلال نظام الخدمات رفيعة المستوى World Class Services. 

 

"لعام 2035، طورت بنتلي تجربة تجوال فاخر تليق بالعالم الرقمي،

فأثرت سيارة المستقبل بكماليات ووسائط تفاعلية مبتكرة تشمل تقنية الواقع المعزز،

والمحتوى الترفيهي التعليمي، ونظام الخدمات رفيعة المستوى لأفخم الفنادق والمطاعم وأماكن التسوق.  "

 

 Bentley EXP 100 GT

 

 أداء غير منقوص 

بموازاة الإتيان بعناصر تصميم وتقنيات ذكية تؤسس لتجربة مترفة تحاكي السفر على متن طائرة خاصة، أفلحت بنتلي في أن تضمن لسيارة المستقبل أداء يليق بمفهوم الرفاهية الذي تجسده. فقد أسكنت الشركة مركبتها مجموعة كهربائية لنقل الحركة قوامها أربعة محركات قادرة على أن تدفع بها من صفر إلى ستين ميلاً/الساعة في غضون 2.5 ثانية، وأن تضمن لها تحقيق سرعة تساوي 186 ميلا/الساعة. وإذ اعتمدت بنتلي نظام الجر المبتكر Next Generation Traction، ضمنت للسائق أكبر قدر ممكن من التحكم بالثبات من خلال توجيه قوة العزم إلى العجلات الأربع. أما بطارية الشحن، فجرى اختيارها من طراز Solid State Battery بما يتيح للسائق أن يقطع في كل مرة مسافة تصل إلى 700 كيلومتر، وبما يجعل عملية الشحن حتى نسبة %80 لا تستغرق أكثر من خمس عشرة دقيقة. 

 

ربما لن تدخل سيارة بنتلي الاختبارية حيز الإنتاج، لكن أحدًا لا يستطيع أن يُنكر على بنتلي في مئويتها أحقيتها بحلم يكسر حدود المتوقع ويتجاوز تخوم المألوف إلى مستقبل يليق بالرواد أمثالها. وما تجيء به بنتلي اليوم يمثل حلمًا يستلهم طموحات والتر أوين ويسابق زمنًا آتيًا، ورؤية واعدة يختصرها ستيفان سيلاف، مدير وحدة التصاميم لدى بنتلي بقوله: « إن سيارة Bentley EXP 100 GT تجسد ذاك الطراز من المركبات الذي ننوي تصنيعه في المستقبل. وعلى ما كان عليه حال مركبات بنتلي في الماضي، تخاطب هذه السيارة وجدان ركابها وتتيح لهم تكوين ذكريات شخصية تعلق في الذاكرة عن رحلات يندر مثيلها.» 

 


www.bentleymotors.com