لا شك في أن السيارة الخارقة المقبلة التي سيطرحها مصنع آيرس، احتفاءً بالمركبة الأصلية، ستكون مثار جدل في عالم هواة جمع السيارات. فنزولاً عند طلب أحد الزبائن، أعدَّ المصنع رسومات مفصَّلة لمركبة تشكّل ترجمة محدثة لواحدة من السيارات التي تُحظى بأكبر قدر من الاستحسان في العالم، وتحديدًا سيارة 250 GTO من فيراري.


تكمن جاذبية أي مركبة أصلية من طراز GTO في جمعها بين جماليات المظهر المبهر، والقدرة على تحقيق سرعات قياسية في السباقات، فضلاً عن ندرة توافرها وواقع أنه يمكن للمرء قيادتها على الطرقات العادية مصطحبًا معه راكبًا آخر، وذاك خلافًا لما هو عليه الحال في سيارات السباق المجهَّزة بمقعد فردي واحد. أضف إلى ذلك أن شراء سيارة من طراز 250 GTO يضمن لك منفذًا إلى أندية السيارات الأكثر حصريًا في العالم لتشمل قائمة زملائك من الأعضاء رالف لورين، وروب والتون وريث شركة وولمارت.

 

Ferrari 250 GTO


في وقت سابق من هذا العام، شاع أن ديفيد ماكنيل، الرئيس التنفيذي لشركة ويذر تك، دفع مبلغًا قدره 70 مليون دولار ثمنًا لواحدة من مركبات GTO الأصلية الست والثلاثين التي أنتجت بين عام 1962 وعام 1964. وقد تحوَّلت مركبته، إذ ذاك، إلى السيارة الأغلى ثمنًا في التاريخ. نجحت مؤخرًا سيارة أخرى من طراز 250 GTO في تحطيم الرقم القياسي لأغلى سيارة تُباع في مزاد، إذ حققت في مزاد آر أم سوذبيز للسيارات الكلاسيكية في مونتيري رقم مبيع يعادل 48 مليون دولار، لتتجاوز الرقم القياسي لعام 2014 والذي كانت تحمله سيارة من طراز GTO بيعت، آنذاك، بمبلغ 38.1 دولار.

 

إن المكانة الرفيعة التي تحتلها المركبة الأصلية، والمخطط الذي وضعته شركة

فيراري نفسها لبناء نسخة احتفالية من هذا الطراز، يجعلان من السيارة الاختبارية 250

GTO التي ينوي مصنع آريس طرحها ابتكارًا مثيرًا للجدل إلى حد بالغ 


لكن المكانة الرفيعة التي تحتلها المركبة الأصلية، والمخطط الذي وضعته شركة فيراري نفسها لبناء نسخة احتفالية من هذا الطراز، يجعلان من السيارة الاختبارية 250 GTO التي ينوي مصنع آريس طرحها ابتكارًا مثيرًا للجدل إلى حد بالغ. لم يسبق لفيراري أن أعادت طرح أي من السيارات التي أنتجتها في الماضي، خلافًا لما هو عليه الحال عند جاغوار وأستون مارتن. لكن سيرجيو ماركيونه، الرئيس التنفيذي السابق لفيراري، كان قد ألمح بقوة، في سياق تصريح أدلى به قبل وفاته بمدة وجيزة، إلى أن مصنع مارانيللو يخطط جديًا لطرح مركبة بتصميم عتيق الطراز احتفاءً بسيارة 250 GTO.

 

سيرتكز مفهوم السيارة الأحدث من آريس إلى الهيكل الداخلي لمركبة من طراز Ferrari F12، ومن المتوقع أن تكون السيارة الاختبارية جاهزة للانطلاق على الطرقات في أقل من عام.

سيرتكز مفهوم السيارة الأحدث من آريس إلى الهيكل الداخلي لمركبة من طراز Ferrari F12،
ومن المتوقع أن تكون السيارة الاختبارية جاهزة للانطلاق على الطرقات في أقل من عام.


تتيح الرسومات التي نعرضها حصريًا في هذه الصفحات الاطلاع على مفهوم السيارة الذي يعمل عليه فريق مصنع آريس فيما هو لا يزال قيد الإنجاز ولم يحظَ بعد بموافقة الزبون النهائية. يمكن اختزال الإرشادات التي قدمها الزبون إلى فريق المصممين برغبته في سيارة لا تشكّل نسخة من مركبات الطراز 250 GTO، وإنما تجسّد ترجمة حديثة له. سترتكز المركبة موضوع المشروع إلى الهيكل الداخلي لسيارة Ferrari F12 التي تُعد خلفًا مباشرًا لسيارات الطراز GTO بمحركها V-12 المكون من 12 أسطوانة والمثبّت في الجزء الأمامي من المركبة. على الرغم من أن الخطوط والأبعاد في مفهوم سيارة آريس تستلهم بوضوح تصميم المركبة الأصلية، إلا أن سعة محرك سيارة F12 وقوته تعادلان ضعف ما هما عليه في محرك V12 المثبّت إلى سيارة الطراز 250 GTO، ما يعني ضرورة أن يضمن الهيكل الخارجي توفير قدر أكبر من معدل تبريد الهواء ومن القوة السفلية عند السرعات العالية.


على الرغم من أن ما من تغيير سيطرأ على خطوط التصميم الأساسية والأبعاد، إلا أن فريق آريس سيحتاج إلى إجراء بعض التعديلات على عناصر الهيكل الخارجي مثل فتحات التهوية. تفيد مصادر آريس بأن الزبون سيوافق حتمًا على التصميم، وأن عددًا ضئيلاً من نماذج هذه المركبة سيُطرح بسعر لا يتجاوز تقريبًا 1.2 مليون دولار لكل نموذج، على أن يشمل هذا الثمن تكلفة مركبة فيراري الأصلية التي ستُستخدم في كل مشروع.

 

 Ferrari 250 GTO


يقول داني بهار، الرئيس التنفيذي لمصنع آريس: «نريد إنتاج هذه المركبات في إصدار تسلسلي محدود. يمكننا أن نجعل النموذج الأول جاهزًا للانطلاق على الطرقات في أقل من 12 شهرًا. لكننا نحتاج قبل اتخاذ القرار إلى استطلاع رأي زبائننا، وأصحاب المركبات الأصلية من طراز GTO، وهواة سيارات فيراري أمثال قراء مجلة Robb Report. برأيي أن سيارة 250 GTO هي المركبة الأعلى تميزًا التي جرى تصنيعها يومًا، بل هي المرجع في عالم السيارات. قد يرى بعض الناس أن ثمة سيارات لا تستلزم إخضاعها لمشروع إعادة ابتكار. ونحن سنصغي إلى ما يُقال».