تكشف مازيراتي عن أول سيارة متفوقة الأداء تطورها خلال جيل كامل مخترقة دائرة كانت حكرًا على المركبات الإيطالية المنافسة.

 

تأسست شركة مازيراتي بعد بضعة أشهر فقط من اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914. وبالرغم من أنها اختبرت على مدى عقود عدة سوء الإدارة والعسر المالي، إلا أنها ظلت تتصدى ببسالة للخصمين الوافدين في مرحلة متأخرة عنها نسبيًا، فيراري (سنة 1947) ولامبورغيني (سنة 1963)، في سياق المنافسة على موقع الصدارة في فئة السيارات الإيطالية الرياضية الفاخرة. ولا تنفك العلامة التي تتخذ من بولونيا مقرًا لها مصممة على الصمود في المواجهة. يشهد على ذلك إطلاقها سيارة MC20 القادرة على إنتاج قوة تساوي 630 حصانًا، والتي تمثل أول مركبة خارقة تصنّعها الشركة منذ عقدين تقريبًا. جاء هذا الطرح فيما كانت جائحة كورونا في أوجها. لكن هذه الظروف القاهرة أتاحت للمولعين بعالم الآلات فرصة أكبر للتركيز على مكامن شغفهم.

 

الرمح الكاسر

Ben Sager
 

 


يحل طراز MC20 الذي يميزه محرك يحتل مركزًا وسطيًا في المركبة، محل MC12، أحد الطرز الأكثر طلبًا من مازيراتي في العصر الحديث، والذي أعاد العلامة سنة 2004 إلى عالم السباقات. يرمز الحرفان MC إلى وحدة مازيراتي للسباقات Maserati Corse. أما الهيكل الداخلي الأحادي المصنوع من ألياف الكربون في طراز MC20، فبُني بالتعاون مع شركة دالارا Dallara المتخصصة في صنع سيارات السباق. إذ يتفرد هذا الطراز بعناصر جمالية توحي بالرشاقة أثمرت عنها اختبارات في أنفاق الرياح لأكثر من ألفي ساعة، وما يزيد على ألف عملية محاكاة لتدفق السوائل، تذكّر بنيته الخارجية بمظهر صخرة نحتها تدفق العناصر. يتجلى الأسلوب التصميمي غير المتكلف أيضًا في فتحات التهوية التي تتخلل الغطاء والجانبين وتكاد تحتجب عن الرؤية بحسب مرمى نظرك.

تتجلى الخطوط الجمالية الانسيابية المميزة لطراز MC20 في مقصورة القيادة أيضًا حيث يمكن التحكم بالإعدادات الرئيسة من خلال عجلة القيادة.

Ben Sager
تتجلى الخطوط الجمالية الانسيابية المميزة لطراز MC20 في مقصورة القيادة أيضا حيث يمكن التحكم بالإعدادات الرئيسة من خلال عجلة القيادة.


يقول كلاوس بوس، رئيس وحدة التصاميم إن فريقه كان يسعى إلى "الإتيان بشكل تصميمي نقي بدلاً من ابتكار سيارات يتركز تصميمها حول المنافذ الهوائية." يعكس التصميم الداخلي أسلوبًا نقيًا مشابهًا، على ما تشهد المقصورة الداخلية انسيابية الخطوط والتي يميّزها مقود ضُمّن معظم وظائف القيادة. بل إن وحدة التحكم المركزية لا تشتمل سوى على عدد ضئيل من إعدادات التحكم، بما في ذلك مفتاح اختيار أوضاع القيادة التي تتفاوت بين القيادة في المطر، والتجوال الفاخر، والقيادة الرياضية، والقيادة على الحلبة، فضلاً عن نظام المعلومات والترفيه الذي يُعرض عبر شاشة مزدوجة بحجم عشر بوصات تعمل باللمس.

 

"يحل طراز MC20 محل MC12، أحد الطرز الأكثر طلبا من مازيراتي في العصر الحديث."


أما الوجه الأكثر جرأة في مركبة الكوبيه، فينعكس على طول الجزء السفلي من البنية الخارجية، حيث الزوايا الحادة وعناصر الديناميكية الهوائية مثل الناشر المزوّد بقناة لتوجيه الهواء بما يضمن تعزيز القوة السفلية، والبابين اللذين يمتدان كالفراشة. لكن العنصر الأكثر تميزًا يبقى المحرك الجديد V-6 من طراز نيتونو (Nettuno)، المكون من ست أسطوانات بسعة ثلاثة لترات والمعزز بشاحن توربيني مزدوج، ما يتيح له إنتاج قوة عزم تساوي 729.43 نيوتن متر. جُهز هذا المحرك بنظام حرق الوقود غير المباشر المزوّد بقابس شرارة مزدوج والمستلهم من سيارات الفورمولا 1. يتيح هذا النظام حرق الوقود بوتيرة أسرع وبقدر أقل من الانبعاثات، وتزعم الشركة أنه يُستخدم للمرة الأولى في مركبة مجازة للقيادة على الطرقات. كما يتكامل أداء المحرك مع ناقل حركة بجهاز تعشيق مزدوج من ثماني سرعات.

 

Maserati MC20

Ben Sager
 

 


تتيح مجموعة القيادة قوية الأداء والمتطورة تقنيًا، إلى جانب الوزن الفارغ للسيارة ذات الدفع الخلفي، والذي يساوي نحو 1500 كيلوغرام - تتيح التسارع من صفر إلى 60 ميلاً/ساعة في غضون 2.9 ثانية، وصولاً إلى تحقيق سرعة قصوى مقدارها 202 ميل/ساعة. تضع هذه الأرقام طراز MC20 على قدم مساواة مع عدد من أحدث ابتكارات العلامتين المنافستين في مارانيللو وسانتاغاتا بولونيزي، شأنها في ذلك شأن السعر الذي يبدأ من 210 آلاف دولار.


إذا كنت تنشد واحدة من أهم السيارات في هذه الفئة، فإن هذه الأرقام المهيبة ليست رائعة فحسب، بل هي ضرورية أيضًا. يعتقد آندي لوف، مدير العلامة والمبيعات لدى مازيراتي في أمريكا الشمالية أن هذا الطراز "سيعيد ترسيخ حضور مازيراتي في فئة المركبات الرياضية الخارقة المجهزة بمحركات في الوسط." كما أنه يصف هذا الطراز "بالخطوة المهمة والضرورية على طريق ابتكار مستقبل العلامة." قد يعني ذلك الإقدام على خطوة عملاقة، لكن السيارة خفيفة الوزن بخطوطها الرشيقة المنحوتة بإتقان تبدو أكثر من جاهزة للمواجهة. فلتحذر الأحصنة الجامحة والثيران الهائجة.