يحتفي جيريمي هاكيت بمزايا النسيج القطني ذي النقوش المربعة الذي تبتكره علامة فوكس براذرز Fox Brothers مستخدمًا لتلك الغاية مقعدًا منجدًا بهذا النسيج نفسه. يقول مؤسس دار الأزياء الرجالية البريطانية هاكيت، ورئيس مجلس إدارتها: «لقد احتفظت هذه الأريكة بجودتها على مدى عشرين عامًا. لذا تُعد هذه المادة مثالية للسيارات». دخلت هاكيت في مشروع شراكة مع وحدة Q by Aston Martin المتخصصة في توفير خدمات التصميم الشخصي لدى أستون مارتن، ودار المشروع حول مركبة محدودة الإصدار حملت اسم Aston Martin Rapide S Hackett Edition. تميز المقصورة الداخلية لهذه المركبة كسوة من نسيج يزهو بنقوش من طراز أمير ويلز مصدره علامة فوكس براذرز المتخصصة في صناعة الأقمشة التي تتخذ من سومرست مقرًا لها. يقول جيريمي هاكيت: «فكرت بداية في استخدام نسيج مخطط، لكني ارتأيت أنه يعكس طابعًا حضريًا مفرطًا. أدركت بعد ذلك أن علامة أستون مارتن شكلت على مدى وقت طويل موردًا معتمدًا لدى أمير ويلز. لذا زرت دار فوكس براذرز التي درجت على ابتكار كسوة المقصورات الداخلية لمركبات أهم الصناع في خمسينيات القرن الفائت وستينياته». اكتمل بناء النموذج الأول من طراز Rapide S محدود الإصدار، وبالإمكان إنتاج نماذج إضافية منها تُصنع بحسب رغبات الزبائن بموجب طلب خاص وتُنجد مقصوراتها باستخدام هذا القماش.

يشكل هذا الابتكار جزءًا من التوجه الأحدث الذي يعتمده صناع السيارات الفاخرة إذ يتخلون عن الكسوة الجلدية في المركبات لصالح الصوف أو غيره من الأنسجة عالية الجودة. لطالما آثرت ملكة إنكلترا الصوف. وفي سيارة بنتلي الخاصة بها، التي ابتُكرت عام 2002 بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لاعتلائها العرش، تتزين المقاعد الخلفية بكسوة من الصوف West of England Cloth بالرغم من أن مقعد السائق والمقعد المجاور له مكسوان بالجلد. كما أن علامة فيراري تبتكر لمقصورات مركباتها كسوات مصممة بحسب الطلب من منسوجات لورو بيانا، فيما رانج روفر استعانت بشركة فادرات Kvadrat التراثية الدانماركية لتأثيث المقصورات الداخلية في سياراتها من طراز Velar، موفرة لزبائنها بديلاً فاخرًا عن الكسوة الجلدية التقليدية. تجمع كسوة المقاعد في هذه المركبات بين نسيج متين من الصوف المختلط من فادرات، ونسيج Dinamica Suedecloth الذي تصنعه علامة ميكو من مواد بلاستيكية أعيد تدويرها. يتميز هذا النسيج المختلط الغني بالألياف الصوفية بمقاومته لعوامل التآكل، كما أنه يبقى باردًا في مواجهة الحرارة ودافئًا في أوقات البرد، ويمكن تنظيفه بسهولة.

 

الأنسجة البديلة عن الجلد والمتوافرة حصريا لمركبات Velar من رانج روفر

الأنسجة البديلة عن الجلد والمتوافرة حصريا لمركبات Velar من رانج روفر .

 

تجرّب شركة بنتلي أيضًا استخدام أنسجة الصوف الفاخرة. يقول رومولوس روست، رئيس وحدة التصاميم الداخلية لدى بنتلي موتورز: «سيسعدنا أن نعزز استخدامنا للكشمير والصوف في مقصورات مركباتنا. في السنوات الغابرة، كان الحرير والكشمير يشكلان الجزء الراقي في مقصورة السيارة. أما الجلد، فكان يُستخدم لقيادة المركبات المعرضة للمطر. عرضنا هذا العام، في سياق أسبوع سباقات كأس شيلتنهام الذهبي نموذجًا من طراز Bentayga SUV تدثرت ألواح الأبواب فيه بكسوة من الكشمير. كما أننا نفكر في ابتكار كسوة للسقف الداخلي مشغولة من الكشمير».

يؤكد ماريك رايخمان، نائب رئيس شركة أستون مارتن ومديرها الإبداعي، على أن «الصوف أكثر تحملاً ومرونة من المواد الأخرى، ويمكنه الصمود في وجه كثير من عوامل التآكل والتلف. كما أن ملمسه أكثر نعومة، وأكثر قربًا من طبيعة الناس.» ولدى سؤال رايخمان عن الخطوة التالية، أجاب قائلاً: «استخدام صوف الألبكة».