كان خبرًا مؤسفًا، ذلك الذي تناقلته وسائل الإعلام حول العالم عن غرق يخت الأثرياء التاريخي فوسيا Phocea في ماليزيا، والذي توارث ملكيته عدد من أثرياء العالم. بعد أن ظهر اليخت بالغ الفخامة للنور لأول مرة في عام 1976، جاب العالم دون أن يتوقع أحدهم مصيره الصادم.

بدأت القصة المؤسفة قبل أيام من غرق اليخت، حين اندلع حريق على متنه تسبب بأضرار في هيكله. وبالرغم من السيطرة على الحريق وإنقاذ أفراد الطاقم، إلا أن اليخت غرق في شهر فبراير شباط الفائت تاركا وراءه إرثا من الفخامة والملكيات التاريخية.

لطالما كان اليخت، الذي شُيد في 1976 لحساب الملاح ألان كولاس في تولون الفرنسية، من علامات الفخامة في البحر. تملكه أثرياء مثل برنارد تابي أحد أشهر الأثرياء الفرنسيين الذي شغل مناصب وزارية عدة، ورائدة الأعمال اللبنانية منى أيوب التي ابتاعته في عام 1997 وأوكلت مهمة إعادة تأهيله إلى شركة لارسن لليخوت.

بات اسم اليخت الأصلي من التاريخ أيضًا. لم يكن "فوسيا" اسمه في البداية، ولا اسمه الثاني أو الثالث. لقد سمي في البداية "كلوب ميديتيرنين" ثم "لافي كلاير" ثم "إنيغما" قبل أن يحمل اسم "فوسيا" الذي غرق به في المياه الماليزية.

لم يمرّ خبر غرق فوسيا مرور الكرام لما اشتهر به هذا اليخت من مزايا الفخامة، لا سيما وأنه كان واحدًا من أضخم اليخوت الشراعية في العالم.

كان اليخت، الذي بُني سنة 1976، يمتد أيضًا بطول 76 مترًا. وقياسًا إلى يخوت عصره، كان أداؤه مبهرًا، إذ يستطيع الإبحار بسرعة 12 عقدة بحرية وتحقيق سرعة قصوى تساوي 14 عقدة ومدى سفر يساوي 2500 ميل بحري، وذلك من خلال طاقة محركه طراز MTU الذي يعمل بوقود الديزل والطاقة الكهربائية.

حملت الهندسة البحرية لليخت توقيع شركة بوتش دالريمبل سميث Butch Darlymple Smith وميتشيل بيغوين الذي اضطلع بمهمة ابتكار التصميم الخارجي بالشراكة مع تيم هيوود.

أما ابتكار التصميم الداخلي لليخت ذي الهيكل الفولاذي، والذي تألق ببنية فوقية من الألمنيوم وأرضيات من خشب الساج للأسطح، فحمل بصمة شركة بايدربيك ديزاينز Beiderbeck Designs. وقد كانت مساحات اليخت تتسع لاثني عشر ضيفًا يتوزعون على ست مقصورات فاخرة، ويتولى شؤونه طاقم من 23 فردًا.