سيحدد أصحاب اليخوت من جيل الألفية مستقبل الإبحار على متن اليخوت انطلاقًا من مزايا رئيسة تتمثل في كونهم يميلون إلى الاقتصاد ماليًا، ويظهرون وعيًا لقضايا الحفاظ على البيئة، ويتحلون بحس مغامرة عال، على ما يقول العارفون بأسرار هذه الصناعة. ويكمن التغيير الأكبر من منظور بيتر لورسن، الرئيس التنفيذي لحوض السفن الألماني Lürssen ذي الملكية العائلية، في أن هؤلاء المستهلكين الميسورين يميلون أكثر من أهاليهم إلى خفض النفقات.

 

يقول لورسن: «ترث أجيال الشباب أموال العائلة. لكن الميراث يقل على نحو ملحوظ لدى تشاركه مع الإخوة. وتظهر الإحصائيات أن الثروة التي تتشاركها الأجيال تتفوق على المال «الجديد». ومن ثم، إذ يزداد عدد مالكي الثروة، تتناقص الأموال التي يجري إنفاقها. لكن إذ يظل الشباب من جيل الألفية يتوق إلى امتلاك يخت مصمم بحسب الطلب، فإنهم يختارون في العادة يخوتًا بطول 197 قدمًا أو نحوه عوضًا عن اليخوت التي يزيد طولها عن 328 قدمًا.»

 

يُضاف إلى ذلك أن هذه الشريحة الديموغرافية باتت مدفوعة بالتجربة أكثر من ذي قبل إذ تنشد تجربة تشكل مثار نقاش واسع وليس رحلات بحرية روتينية عبر مياه البحر الأبيض المتوسط فحسب. يقول جوناثان بيكت، الرئيس التنفيذي لشركة بورجِس Burgess التي تنشط بوصفها وسيطًا في مجال بيع اليخوت الفارهة وتأجيرها: «إن الأسلوب الجديد الذي يغلب على الإبحار باليخوت يقتضي إظهار قدر أكبر من حس المغامرة في ما يتعلق بالوجهات والأنشطة على حد سواء، مثل رحلة استئجار يخت تدور حول التزلج على الماء بالمظلات، أو جولة بحرية في أعالي المحيط الهادئ.»

 

كانت الغاية لأحد الشباب من زبائن بورجِس تحقيق التوازن بين العمل والشغف بالترحال. وفي هذا يقول: «إن ما يثير استحساني حقيقة هو السيطرة على السبل المتاحة لي لقضاء الوقت. عندما أكون على متن اليخت، إما أن أكون على ارتباط تام بالعالم الخارجي إذ أتواصل مع المكتب والأصدقاء والعائلة، وإما أن أنفصل عن ذلك كله وأنغمس أشد الانغماس في الرحلة. إن ملكية اليخت توفر لي الحرية لأكون عفويًا بالقدر الذي أحتاج إليه أو أنشده، زيادة على الانتقال بالمتطلبات الآنية للحياة العصرية إلى عالم اليخوت، والإبحار في أي لحظة إلى أي وجهة أريدها.»

 

يتفق المصمم جوني هورسفيلد من استوديو التصاميم البريطاني H2 Yacht Design مع الرأي القائل إن «عقلية المستكشف» تشكل التغيير الأكبر على الإطلاق الذي يلحظه في أوساط أصحاب اليخوت الأصغر سنًا. وفي هذا يقول: «إنهم يستحسنون فكرة الانعتاق إلى وجهات غير اعتيادية قد لا يكون الوصول إليها متاحًا بسهولة.»

 

يترافق حس الاستكشاف مع رغبة في تبني سلوك واع تجاه البيئة. يقول فاروق نيفزي، مدير التسويق والعلامة لدى شركة فيدشيب Feadship في هولندا: «يستخدم أبناء جيل الألفية الطبيعة ملعبًا لهم، لكنهم يعملون في سياق ذلك على رعايتها. يستثمر أصحاب اليخوت مبالغ طائلة في المبادرات العلمية والخيرية، ويشكلون قدوة يُحتذى بها لدى بناء يخوتهم. أي أنهم يعتمدون فيها تقنيات حديثة ومزايا مبتكرة، على غرار أنظمة استعادة الطاقة الحرارية المتبددة، ومجموعات البطاريات، وقوة الدفع الهجينة. ثمة نية راسخة لدى جيل الشباب للحد من بصماتهم الكربونية في عالم اليخوت.»