تعد قلعة كيلكاي عتيقة الطراز وعصرية في آن واحد، وتجمع بين الهيبة والدفء، بل إنك لن تجد عبر أرجاء هذه الملكية التي يعود بناؤها إلى 838 سنة خلت أي مؤشر إلى ما يوحي بالكآبة الموحشة.

بل على العكس، يخيم على المكان هنا إحساس راسخ بالراحة والسكينة تشعر به مثلاً فيما تجلس مسترخيًا مع فنجان من القهوة الإيرلندية في حجرة استقبال الضيوف التي تغمرها أشعة الشمس.

قلعة كيلكاي تاريخٌ أثري..

بُنيت قلعة كيلكاي سنة 1180 وشكلت في الأصل حصنًا منيعًا للوردات النورمنيين الذين غزوا إنجلترا من عائلة ريدلسفورد. وفي عام 1273، انتقلت ملكيتها إلى قبيلة فيتزجيرالد، ثم بقيت ضمن إرث نبلاء عائلة كيلدير على مر سبعة قرون.

تقع القلعة في مقاطعة كيلدير على بُعد مسيرة ساعة بالسيارة إلى جنوب غربي دبلن، وقد تحولت إلى فندق في ستينيات القرن الفائت لكنها أقفلت لاحقًا وبقيت مهجورة لسنوات إلى أن عمد عملاق مشاريع التطوير العقاري في بوسطن جاي كاشمان إلى شراء الملكية الممتدة على مساحة 180 فدانًا، في أعقاب عملية ترميم استثمر فيها كاشمان ثلاثين مليون دولار، أعاد المالك افتتاح الملكية فندقًا في عام 2018.

 قلعة كيلكاي

الإقامة في قلعة كيلكاي..

يمكن للضيوف اليوم المكوث في أي من حجرات القلعة الإحدى عشرة التي أعيد تأثيثها، والتي تختلف إطلالاتها على الخارج بحسب تبدل أحوال الطقس المتقلب في البلاد، فتشرف مرة على بساتين أشجار السنديان ورماده وحديقة ورود ساحرة، ومرات على ضباب يغلف الأفق. وقد جرى أخيرًا تحويل حظيرة مستقلة كانت تُستخدم موقفًا لعربات الخيل إلى ما مجموعه 31 حجرة يغلب عليها طابع حيوي مرح، ويتميز كثير منها بعارضات خشبية أصلية، وتفاصيل من الحديد المطرق.

يمكن للضيوف أن يشغلوا نهاراتهم في قلعة كيلكاي بجولات غولف على أرض الملعب الحديث الذي يضم 18 حفرة، أو بالتنزه في الأحراج وبين أشجار الزان، أو بالانضمام إلى دروس لتعلم فن الصيد بالصقور أو الرماية، إضافة إلى المشاركة في مباريات كرة المضرب، وركوب الخيل، والسباحة في نهر «ريفر غريز» ذي المياه الرقراقة الصافية الذي يتعرج عبر أرض الملكية.

 قلعة كيلكاي

يتاح للضيوف أيضًا خيار الخضوع لجلسات تدليك وعلاجات أخرى يوفرها نادٍ صحي يمتد على مساحة ثمانية آلاف قدم مربعة. أما إذ يحين وقت تناول العشاء، فجل ما عليك فعله هو السير مسافة قصيرة نزولاً إلى أسفل التل (مرورًا بمقبرة من القرون الوسطى) حيث أقيم نادٍ يحتضن مطعمين تمتلئ موائدهما بأطباق محلية تثريها مسحة حداثة. تشمل خيارات الطعام المتوافرة هنا مثلاً طبقًا من لحم البقر الإيرلندي المطهو لمدة 24 ساعة والمقدم مع الجزر المحمص والمنكّه بشراب القيقب، والبطاطس المتبلة، وسلة من الخبز الأسمر الطازج.

إن تتبعت بعد العشاء الممرات التي تحيط بالملكية، مستنيرًا بضوء خفيف ينبعث من النوافذ الحجرية الصغيرة، فستتجلى قلعة كيلكاي أمام ناظريك تتوهج هيبة وألقًا.