في عالم تتسارع فيه خطوات الابتكار البيئي، أطل يخت "بريكثرو" Breakthrough ليشكل نقطة تحول غير مسبوقة في عالم اليخوت الفاخرة.
هذا الابتكار المذهل ليس مجرد يخت فخم يمتد طوله إلى 390 قدمًا، بل هو تجسيد حي لتكنولوجيا الهيدروجين المتقدمة. بيل غيتس، الذي يُشاع أنه المالك الأول لهذا اليخت، جعل منه أيقونة للمستقبل البحري المستدام.
محرك "بريكثرو": الثورة الهيدروجينية في عالم اليخوت الفاخرة
يمثل محرك "بريكثرو" قفزة تكنولوجية في حد ذاته. فهو يعتمد على نظام هجين مبتكر يجمع بين خلايا وقود الهيدروجين ليكون اليخت الأول من نوعه في هذا الحجم الذي يعتمد كليًا على هذه التكنولوجيا النظيفة.
وفي مارس 2025، بدأت عملية تزويد اليخت بالهيدروجين السائل في ميناء قناة بحر الشمال، أحد أبرز الموانئ متعددة الوقود في العالم. وقد شكلت هذه العملية اختبارًا حقيقيًا لنجاح استخدام الهيدروجين السائل في تطبيقات بحرية على نطاق واسع، كما أظهرت إمكانيات المستقبل في تزويد اليخوت بهذه التكنولوجيا المبتكرة.
تحت سطح البحر، ينبض محرك "بريكثرو" بتكنولوجيا متطورة، إذ يعتمد على خلايا وقود هيدروجيني تلتقط الكهرباء من تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين، ما يؤدي إلى توليد الكهرباء وإنتاج الماء بوصفه منتجًا ثانويًا، من دون أي انبعاثات ضارة أو ملوثات.
هذا الابتكار البيئي لا يُعد مجرد إضافة تكنولوجية، بل هو خطوة جادة نحو مستقبل أكثر استدامة في عالم اليخوت الفاخرة. كما أن اليخت مزود بمولدات ديزل قابلة للعمل بالوقود الحيوي المعالج (HVO)، ما يعزز التزامه بالاستدامة البيئية.
Feadship
تقنيات متقدمة لثبات واستدامة مستمرة
ولأن الابتكار لا يتوقف عند المحرك فحسب، فإن "بريكثرو" مزوّد بخزان كريوجين المتطور، الذي يعمل على تخزين الهيدروجين السائل في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 423.4 درجة فهرنهايت تحت الصفر.
يعتمد هذا الخزان على تقنية متقدمة تحافظ على الهيدروجين في حالته السائلة، ما يضمن استمرارية تشغيل اليخت بكفاءة عالية من دون الحاجة إلى الوقود التقليدي، ما يتيح الاستفادة من الهيدروجين بوصفه مصدر طاقة مستدامًا خلال الرحلات البحرية.
Youtube / Edmiston
ترف في عرض البحر
لا تقتصر فخامة اليخت على تقنيات الوقود المتقدمة فحسب، إذ إنه يقدم أيضًا تجربة حياة بحرية استثنائية. فالمقصورات الأنيقة، والصالة الرياضية، والمكتب الخاص، والمكتبة الفاخرة، بالإضافة إلى مرافق الاستجمام الرفيعة مثل حوض الجاكوزي وغرفة البخار، تجعل من "بريكثرو" أكثر من مجرد يخت؛ إنه تجربة فاخرة تجمع بين الترف والابتكار البيئي.
بإجمالي قيمة تقدر بـستمائة وستة وأربعين مليون دولار، لا يُعد "بريكثرو" مجرد تحفة بحرية فاخرة، بل هو نموذج يحتذى به في مجال الابتكار البحري المستدام. ومع تطلعات العالم نحو وسائل نقل أكثر نظافة، أصبح هذا اليخت أيقونة التقدم على المياه.
على أن الأخبار التي جرى تداولها أخيرًا تفيد بأن اليخت الذي تولى بناءه حوض السفن الهولندي فيدشيب، والذي يُقال إن بيل غيتس لم يبحر على متنه قط، قد أدرج للبيع. بل إن بعض المواقع تشير إلى أن صفقة البيع قد تمت بالفعل لصالح الملياردير الكندي باتريك دوفيجي.