على مدى أكثر من ثلاثة عقود، صاغت أمان رؤيتها الخاصة في عالم الضيافة، مقدّمة ملاذات هادئة بعيدة عن صخب الحياة اليومية، من جبال الألب إلى جزر المحيط الهادئ. 

واليوم، ومع توسّع مجموعتها التي تضم اليوم 36 فندقًا ومنتجعًا ومساكن خاصة في 20 دولة حول العالم، تواصل العلامة رحلتها نحو آفاق جديدة، هذه المرة في عرض البحر، عبر أول يخت فاخر لها سينطلق في ربيع عام 2027.

يحمل اليخت اسم أمانغاتي Amangati، وهو مصطلح سنسكريتي يعني "الحركة الهادئة" ليجسّد ببراعة فلسفة أمان في الصفاء والخصوصية والتجارب الغامرة. وإذ يمتد اليخت بطول 600 قدم، يمزج بتناغم نادر بين فخامة المنتجعات وسحر المغامرة البحرية، ليقدم تجربة تُعيد تعريف السفر الفاخر بوصفه فنًّا من فنون الحياة.

وفيما تتواصل أعمال البناء بخطى ثابتة، أُقيمت مراسم وضع العارضة في يوليو من العام الماضي، قبل أن يُعلن رسميًا عن اسم اليخت في أبريل الماضي، في خطوة تُجسّد تقدّم المشروع نحو اكتماله. 

ويضم أمانغاتي 47 جناحًا فقط، لضمان أقصى درجات الخصوصية والتفرّد، فيما التصاميم الداخلية والخارجية تحمل توقيع شركة سينو Sinot Yacht Architecture & Design التي اعتمدت فيه أسلوبًا تصميميًا يذكر باليخوت الفارهة أكثر منه بالسفن السياحية التقليدية.

وتصف أمان اليخت بأنه ملاذ عائم مستوحى من النزل اليابانية التقليدية "الريوكان"، ويتباهى بالخطوط الانسيابية، والتصميم الأنيق البسيط، واللمسات الهادئة التي تمنح المساحات إحساسًا بالانسجام والسكينة.

بتصميمه الذي يستلهم انسيابية تيارات المحيط، من السطح العلوي إلى منصة السباحة الملاصقة للماء، يكشف أمانغاتي عن مشهد جديد في كل سطح مؤطّر بأفق البحر اللامتناهي: مساحات خارجية تغمرها أشعة الشمس، ومجالس خاصة للحظات التأمل، إلى جانب واحات مخصصة لاستضافة الفعاليات الاستثنائية. ويتوّج اليخت مهبط طائرات مروحية يمكن تحويله إلى مساحة تحمل هوية العلامة، لتُضاء ليالي البحر بأحداث لا تُنسى.

أجنحة أمانغاتي صُمّمت لتكون ملاذًا هادئًا، معلّقًا بين البحر والسماء، إذ تمتد الواجهات الزجاجية من الأرضية حتى السقف لتفتح على شرفاتٍ واسعة تُطلّ مباشرة على المحيط، فيما تمنح الأسقف المرتفعة إحساسًا بالرحابة والانسيابية. 

وتتكامل التفاصيل بعناية لتدعم راحة الركاب وصفاء أذهانهم؛ فالمساحات الداخلية ترتكز إلى خامات راقية مثل أرضيات الخشب الرمادي وحمّامات الترافرتين والجدران المكسوّة بالكتّان، فيما تضيف التكنولوجيا غير المرئية لمسة متقدمة ترقى بالتجربة.

أمانغاتي.. أول يخت فاخر من أمان ينطلق في عام 2027

Aman

وسيحظى الضيوف بخدمات تضاهي ما تقدّمه فنادق أمان على اليابسة، بما في ذلك أربعة مطاعم عالمية، ونادٍ موسيقي لعشاق الجاز، ونادٍ صحي تحيط به حديقة يابانية. ومن أبرز المزايا الخاصة باليخت النادي الشاطئي الواسع، الذي يتيح للضيوف الوصول المباشر إلى مياه البحر.

قال فلاد دورونين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أمان، خلال حفل الإطلاق: "سيجسد هذا اليخت جوهر هوية علامتنا بما يوفره من خصوصية استثنائية، ومرافق عالمية المستوى، وخدمة لا تُضاهى أصبحت مرادفًا لاسم أمان. 

وفيما يستمر البناء خلف الكواليس، تظل رؤيتنا واضحة: نريد أن نبتكر سفينة لا تمثل أعلى معايير الهندسة والتصميم البحري فحسب، بل تعكس أيضًا صفاء ملاذاتنا على اليابسة".

فضلاً عن ذلك، سيكون أمانغاتي أكثر صداقة للبيئة من السفن السياحية التقليدية التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، إذ سيعمل بنظام دفع هجين يعتمد على البطاريات لتقليل الانبعاثات وتحسين الكفاءة، ما يؤكد التزام أمان بتقليص البصمة البيئية لليخت ضمن استراتيجيتها المستدامة الأشمل.

ومن الجدير بالذكر أن أمان ليست العلامة الفندقية الوحيدة التي تخوض غمار عالم الملاحة الفاخرة؛ فكلٌّ من الريتز-كارلتون وبلموند وفورسيزونز وأورينت إكسبريس قد أطلقت أو تستعد لإطلاق يخوتها الخاصة، ما يجعل عشّاق البحر أمام عصرٍ جديد من التجارب البحرية الفاخرة، تتنافس فيه أبرز الأسماء في عالم الضيافة على تقديم رحلات تجمع بين الفخامة والاستكشاف.

يُبنى أمانغاتي حاليًا في حوض بناء السفن T.Mariotti بمدينة جنوة الإيطالية، ومن المقرر أن تنطلق رحلاته الافتتاحية في عام 2027، لتجسّد رؤية علامة أمان في عالم البحر، وتمنح مفهوم الإبحار الفاخر بُعدًا جديدًا في قلب البحر الأبيض المتوسط. 

تمتاز كلّ رحلة بدقة تخطيطها واتساع آفاقها، متنقّلة بسلاسة بين المرافئ التاريخية والخلجان الخفية التي لا تطالها الأنظار عادة لتكشف هذه الرحلات البحرية عن طريقة مختلفة لاكتشاف المألوف من منظورٍ جديد، أو التوغّل في أماكن لم تُستكشف من قبل.