قد تهيم عشقًا بشواطئ سريلانكا وفتنة طبيعتها الغنّاء، لكن ما يكرّس أواصر العشق هو تحديدًا ما يكتنف ربوع جوهرة المحيط الهندي من مظاهر تنوع ثقافي ووفرة كنوز أثرية تردد أصداء حضارة متجذرة في عمق تاريخ يعود إلى أكثر من 2٫500 سنة خلت.

لعل أصدق الشواهد على هذا الزخم التاريخي الأخاذ تلك التي يلملم شتاتها مثلث سريلانكا الثقافي، بدءًا من مدينة كاندي التي تشمخ منذ العصور الوسطى فوق تلال جزر عدة.

المثلث الثقافي سريلانكا

الطبيعة الخاطفة..

تحتضن كاندي مواقع جذب كثيرة تتفاوت بين محمية طبيعية تفترش الغابات في سلاسل هانذانا الطبيعية، وميتم للفيلة يحمل اسم بينوالا، ومتحف للشاي أنشئ سنة 1925 ليوثّق تاريخ زراعة الشاي وأصولها في سريلانكا، فضلاً عن مركز للتعرّف إلى الفنون والحرف التقليدية وآخر لاستكشاف صناعة الأحجار الكريمة.

كنوز التاريخ..

الجزء الأعظم من تاريخ هذه المنطقة تحتويه شمالاً أنقاض أنورادابورا التي شكّلت عاصمة الجزيرة على مدى أكثر من ألف عام، وتحوّلت بمرور السنين إلى واحة عجائب تستوطنها معابد تزهو بتصميم هندسي مقبب، وشرقًا تلك الروائع الهندسية القديمة التي تبوح لزوار مدينة بولوناروا بقصص ملوك من زمن غابر.

أما إذ تبلغ وسط المثلث الثقافي، وتحديدًا مدينة سيغيريا المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي، فتخال الوقت قد تعب من مشواره ذات ماض بعيد فأنزل رحاله فوق حصن تلك الصخرة الحمراء العملاقة التي اتخذها الملك كاشيبا سنة 477 مستقرًا له بعد أن قتل والده.

في قلعة سيغيريا، أو قلعة الأسد التي تسوّرها خضرة الغابات، تسير ذاكرتك الهوينا في أعقاب ذاك الماضي فيما ترتقي السلم الحجري إلى أعلى القمة لتجوب بين ما بقي من أطلال القصر الملكي وحدائقه وأحواض السباحة المحيطة به. هناك تعبّ أنفاسًا من عبق تاريخ وتراث قبل أن ترجع أدراجك لا تحمل في جعبتك سوى مزيد من التيه في تجليات إبداع صنعه خوف الملوك مرة وسطوتهم مرات.

أماكن جذابة:

‏منتجع أولاغالا في أنورادابورا

أقيم (Ullagala Resort) منتجع أولاغالا على أرض ملكية كانت تعود إلى قدامى نبلاء أنورادابورا، وهو يضم في مركزه منزلاً عمره 150 عامًا تتبعثر في محيطه 20 فيلا خاصة تستزيد من فتنة حدائق غناء تمتد على مساحة 58 فدانًا.

يذكر أن المنتجع الصديق للبيئة يتميز بموقعه الاستراتيجي بين أنورادابورا وسيغيريا ودامبولا، ما يجعله خيارًا مثاليًا لأولئك الراغبين في استكشاف هذه المدن التاريخية الثلاث وغيرها من المواقع الأثرية التي يزخر بها مثلث سريلانكا الثقافي. حين يرتوي هؤلاء من ظمأ الاستكشاف، يوفر لهم المنتجع متعًا من نوع آخر تعد بها أنشطة مثل ركوب الخيل، والتجذيف بقوارب الكاياك، والرماية، وحتى دروس تعلّم فن الطهي المحلي.

 

‏فندق واتر غاردن سيغيريا في سيغيريا

يقع (Water Garden Sigiriya) واتر غاردن سيغيريا، على بعد ستة كيلومترات من قلعة الأسد المهيبة، فيه تخال تلك الجنان التي تفترش 35 فدانًا من أراض تعبرها المجاري المائية والبحيرات امتدادًا فطريًا لمحيط القلعة الطبيعي وحدائقها المائية. أما فسحات العيش، فتتوزع على 30 فيلا يغلب عليها تصميم عصري يزاوج بين الفخامة والبساطة دون أن يعترض جماليات طبيعة تقتحم المساحات الداخلية.

وقد جُهّز الفندق بناد صحي تشكّل واحة تطفو فوق صفحة الماء لتعيد إلى الجسم حيويته في أعقاب رحلة ارتقاء درجات القلعة أو رحلة سفاري في متنزه مينيريا المجاور. 

كما أن الوقت الأمثل لزيارة رحاب المثلث الثقافي من سريلانكا هي من يناير كانون الثاني إلى مارس آذار.