أصبحت الشركات في قطاع الأثاث مولعة بإعادة إصدار منتجاتها مؤخرًا، على ما تشهد مثلاً تصاميم آرني جاكوبسن ولو كوربوزييه وجيو بونتي التي شقت طريقها من سجلات قديمة مختلفة إلى الألفية الجديدة. لكن قلة من هذه التصاميم نجحت في أن تضاهي برواجها أريكة كاماليوندا التي صممها المعماري الإيطالي الشهير ماريو بيليني وأُنتجت أول مرة في عام 1970.

حتى في ذلك الحين، كانت هذه الأريكة من أكثر الابتكارات السابقة لأوانها. بدلاً من أن يخبرك المصمم كيف تعيش في منزلك - الكرسي ليس سوى كرسي في النهاية – يمكنك، مثل غيرك من المستخدمين، أن تقرر بنفسك ما تريده، كأن تربط أرائك كاماليوندا المنجدة ذات الطابع العثماني معًا بالخطاطيف والحلقات لاستحداث خيارات لا نهاية لها للمجلس.

تشيع في هذه الأيام الأرائك ذات الأغراض الوظيفية المتعددة. لكن طراز كاماليوندا لا يمثّل أريكة متينة فحسب: لقد أصبح من الابتكارات الشهيرة على موقع إنستغرام، حيث يستفيد من دعم الممثلة كريسي تيغن، ومدونة الأزياء إيميه سونغ، وخبيرة التصاميم الداخلية آثينا كالديروني. أما سر جاذبيتها، فيكمن في شكلها الغريب. بدلاً من الأشكال النقية بارزة الزوايا والتي تدل على استمرار رواج التصميمات الحديثة لمنتصف القرن الفائت، تحافظ الأريكة التي أبدعتها علامة بي أند بي إيتاليا على شكل مربّع، ولكنها أيضًا تتميز ببنية كثيفة ومنتفخة ذات تصميم ناعم وجذّاب، وهذه ميزة جمالية ارتفع الطلب عليها العام الماضي عندما شرع أصحاب المنازل يحوّلون مساحاتها إلى ملاذات مريحة من صخب عالم سقط في قبضة الوباء.

فضلاً عن ذلك، لم تتعجل بي أند بي إيتاليا الأمر عندما تعلق الأمر بإحياء قطعة الأثاث الشهيرة. صحيح أن التصميم الأصلي بقي على حاله، إلا أن المواد في الإصدار الجديد تعكس التوجهات الآنية، على ما يشهد استخدام خشب الزان المعتمد من مجلس الإشراف على الغابات Forest Stewardship Council لقوائم الأريكة، والبلاستيك المعاد تدويره للتنجيد. (يبدأ سعر الوحدة المفردة من 4,350 دولارًا).