زُر فسحات ديفيد الهادف السكنية في بيفرلي هيلز، وسوف يدعك تأخذ تركيبة الإنارة المدلاة من إبداع ليندسي أديلمان معك إلى المنزل. إنه ينبغي لك أن تدفع ثمنها، بالطبع، لأنك لست في منزل الهادف وحسب، بل أنت في صالة التصاميم المعاصرة الخاصة به، صالة فيوتشر بيرفيكت، حيث كل شيء متاح للبيع بدءًا من كرسي كريس ولستون المجسّم حتى وعاء الخزف من إبداع باري زيبرستاين.

بدأ مفهوم الهادف عام 2017، وأحيط عالم التصاميم علمًا بذلك في الوقت المناسب. بعد مرور ثلاث سنوات، بات هذا المفهوم يحظى بإقبال كبير. افتُتحت شقة لندن، التي تعرض فيها إبداعات علامة انفيزيبل كوليكشن Invisible Collection، في أعقاب معارض فيوتشر بيرفكت المنزلية. إنها أول صالة عرض تقليدية تخص شركة تصاميم للتجارة الإلكترونية، وتلاها ما كشف عنه كلايف كريستيان وأطلق عليه اسم "شقة لأسلوب حياة" لتصاميم أثاثه. لقد غيّر هذا الاتجاه حتى من مصطلحات القطاع أيضًا. إذ لم تعد زيارة "صالة عرض"، بَلْه "معرضا"، تلقى رواجًا، فقد أصبح الأمر كله الآن متعلقًا بزيارة "مسكن". في الأشهر الأخيرة، ظهرت صالة عرض موديرنيتي، وهي من طراز إسكندنافي من القرن العشرين، داخل قصر في لندن يعود إلى القرن الثامن عشر، وكان معرض استوديو توينتي سيفن في المراحل النهائية من تثبيت أعماله المعاصرة في الطابق 47 من برج ترايبيكا التابع لشركة هيرزوغ آند ميرون للشقق السكنية، والذي صُمم على غرار لعبة جينغا، وذلك قبل أن يتوقف العمل مؤقتًا فيه بسبب جائحة فيروس كورونا. كذلك شاركت لارا بوهينك، مصممة الجواهر التي أصبحت صانعة أثاث، مجلة Robb Report خططها المتعلقة بمنزل ذي طابع ريفي في لندن، وهو مسكن ستعيش فيه بصحبة كراسيّها ذات التصاميم الحديثة، وطاولاتها، وكماليات الأناقة العصرية لديها.

لمَ تلك الرغبة المفاجئة في بيئة محلية أصيلة، وإن كانت رفيعة الشأن، قبل فترة طويلة من توجيه معظم العالم إلى البقاء في المنزل؟ من جانب، هذا يوفر ظروفًا مؤاتية. لم يعد ينبغي للمشترين أن يركنوا إلى الخيال وحده لتصور كيف ستبدو الأرائك، أو الأسرّة، أو الثريات في منازلهم، لأنهم سيتمكنون من معاينتها في هذا المنزل. من جانب آخر، يستفيد هذا الاتجاه من عنصر رئيس بات الآن مطلبًا لجميع تجار المتاجر التقليدية: إنه البيع التجريبي بالتجزئة. إن جاذبية فكرة توجيه دعوة حصرية لزيارة منزل هي أنجع على الأرجح في استدراج زبائن للخروج من منازلهم من اقتراح زيارة صالات جدرانها بيضاء أو أركان معارض رتيبة. لهذه الغاية، باتت أكثر محافل عالم التصاميم صرامة تميل إلى تبني ذاك المنحى. ضمن تجربة أجريت عام 2019، عمد المعرض الأوروبي للفنون الجميلة في ماستريخت، أحد أكبر المعارض المرموقة في هذا المجال، إلى مزج منصاته الخاصة بالفن ذي الطابع القَبَلي مع معارض التصاميم الفنية المشاركة فيه، مستحدثًا بيئات عرض أكثر تمازجًا، وقد وجد أن الاندماج كان ناجحًا للغاية لذا لجأ إلى تكرار النسق نفسه هذا العام. كان المعرض الأوروبي للفنون الجميلة فطنًا حينما عمد إلى ممارسة مقاربة التكيف، خصوصا أن الناشئين الجدد لهم قصب السبق: إن معرض نوماد سيركل Nomad Circle، الذي أطلق لأول مرة في فيلا المصمم كارل لاغرفيلد السابقة في موناكو قبل بضع سنوات، حيث يجري تنسيق تصاميم المشاركين ضمن الفسحة السكنية المترفة، لم يشهد زخمه تباطؤا منذ ذلك الحين. احتفل هذا الحدث بدورته الثالثة في سانت موريتز في شهر فبراير شباط، حيث وجه الدعوة للجامعين إلى متحف تشيسا بلانتا التاريخي القريب، الذي بُني عام 1595 ليكون منزلاً بديعًا. يبدو أنه، بحسب شروط عالم التصاميم على الأقل، إذا كنت ترغب في كسب السباق، فإنه ينبغي لك تجهيز منزل.