إبداعات القرن الحادي والعشرين في مجال التصميم التي ستصمد لعاديات الدهر على ما قرره الخبراء.

 

مركز حيدر علييف

في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وجدت أذربيجان نفسها دولة جديدة، مثقلة بكل الهندسة المعمارية الصارمة والصارخة للنظام القديم. في محاولة لإضفاء تغيير أكثر حداثة على الدولة، تعاقدت الهيئات الحكومية مع المهندسة المعمارية زها حديد لتصميم مركز ثقافي جديد في قلب العاصمة باكو. يحتفي المبنى الرشيق، الذي اكتمل تشييده في عام 2012، بالأشكال الانسيابية التي تزخر بها العمارة الأذرية التقليدية، مع مساحات داخلية  منتظمة الالتواء تحتضن معارض تحتفي بتاريخ الدولة ومستقبلها معا.

 

 «يجسد المركز توجه أذربيجان المتبصر ويعزز مما يمكن أن ينجزه مبنى ما.

إن أقل ما يقال في المنحى الذي تمتزج به المساحات الداخلية مع المساحات الخارجية والموقع أنه يرقى إلى المعجزة.

فهو تقليدي بصبغة عصرية، بمنزلة شهادة حقيقية لرؤية زها المتفردة.»

فرانسيس سلطانة مصمم مساحات داخلية وأثاث

 

 Tesla Model 3

 

Tesla Model 3

   سرعان ما أصبحت سيارة تسلا طراز Model 3، التي صممها فرانز فون هولزهاوزن، وأبصرت النور للمرة الأولى في عام 2017، السيارة الكهربائية المفضلة لدى كثير من الناس. يرجع السبب في هذا الإنجاز إلى ميزة التحكم وإلى مدى البطارية التي روِّج لها عند إطلاقها. يعزز التحديث الذي أجرته الشركة في عام 2019، بدمج نظام تسلا الآلي بوصفه ميزة قياسية، من طرح هذا الطراز القابل للشحن ليكون السيارة الكهربائية الأفضل مبيعًا في تاريخ الولايات المتحدة.

 

«يعد الطراز Model 3 من تسلا أول مركبة كهربائية ذات تكلفة مقبولة، وماتعة، وجذابة.

إن القراءة عن السيارة شيء، وقيادتها شيء آخر. إن جل من يقودونها يخرجون بانطباع مفاده «هذا هو المستقبل.» على عكس الطراز Model S فائق السرعة على الرغم من ثقله،

فإن الطراز Model 3 ينساب وكأنه حلم، فهو يحظى بخصائص استجابة وأداء تشبه سيارة  BMW من الفئة الثالثة.

يتأتى عقد الآمال على قيادة خالية من الانبعاثات حيث تطور شركة تسلا ألواحا للطاقة الشمسية على الأسطح لإتاحة الشحن المنزلي.

ستغدو هذه التقنية تحويلية على وجه الخصوص حين يتم تطويرها من سيارات خصوصية إلى وسائط نقل وقوافل مركبات مدنية، مثل سيارات الأجرة، والحافلات، والشاحنات.»

فيشان شاكرابارتي، مؤسس شركة Practice for Architecture and Urbanism 

 

 الغابة العمودية

 

الغابة العمودية

 Bosco Verticale

يحكي اسم Bosco Verticale، أو «الغابة العمودية» باللغة الإيطالية، الأمر كله. حيث يزدان مشروع ستيفانو بويري لعام 2014، الذي يشكل نموذجًا للاستدامة والتنوع البيولوجي، بما مجموعه 800 شجرة، و15 ألف نبتة، بالإضافة إلى  4٫500 شجيرة تنمو عند شرفات اثنين من الأبراج السكنية في وسط ميلانو. اجمع الأرقام وستجد أنها توازي مساحة غابة تبلغ 215 ألف قدم مربعة، ما يعني شهادة خضراء مورقة تعلن قدرة الطبيعة على التعايش مع حاضرة صاخبة.

 

«يمثل هذان البرجان الرغبة في إعادة إدراج الطبيعة في جوانب الحياة اليومية.

عندما تجول في ميلانو وتجد نفسك أمام غابة حقيقية، تعترش الأرض وتتسلق من الشارع إلى عنان السماء،

يغمرك حينها الإعجاب والسكينة. إن ألوانها وشذا روائحها تجافي التوقعات في بيئة حضرية.

في عصر مثل عصرنا، حيث ازداد استغلال الموارد الطبيعية إلى حد كبير، فإن ذلك يشكل نقطة تحول جوهرية.»

مونيك زابالا، المديرة الإبداعية في شركة بنتلي آند بوغاتي هوم Bentley and Bugatti Home 

 

 النصب التذكاري الوطني للسلام والعدالة

 

النصب التذكاري الوطني للسلام والعدالة

National Memorial for Peace and Justice

استُلهمت فكرة النصب التذكاري المميز والمخصص لتكريم الأمريكيين من أصل إفريقي ممن سقطوا ضحية الإرهاب العنصري - سواء بسبب العبودية، أو جرائم الإعدام غير القانونية، أو الفصل العنصري، أو وحشية قمع الشرطة - من مبادرة عدالة متساوية Equal Justice Initiative لصاحبها محامي حقوق الإنسان برايان ستيفنسون، وصمم النصب شركة ماس ديزاين غروب.

يزدان النصب، الذي اكتمل تشييده العام المنصرم في مونتغومري في ألاباما، بجزء مركزي لافت يتكون من 800 عمود من الفولاذ الصدئ، كل منها يشكل مقاطعة في الولايات المتحدة شهدت في السابق عمليات إعدام خارجة عن القانون، مدلاة من السقف ومحفور عليها أسماء أكثر من أربعة آلاف ضحية. الأمر الأكثر إثارة للذهول هو أن الأقسام المحيطة تحفل بمئات من أعمدة إضافية في انتظار أن تطالب بها مقاطعات، وأن تعترف بدورها في الاستبداد العنصري الأمريكي.

 

«يحظى النصب التذكاري بجمال صارم. إنه يتمتع بذاك التطابق المتناغم ما بين البرنامج، وهيكل البناء،

والموقع، وهو أمر ليس بالسهل تحقيقه. إنه يزهو بسمات بسيطة للغاية ومباشرة،

يصحبها مسار تبدل من ضياء المناظر الطبيعية إلى صرامة متواترة تظهر كلما اقتربت منه أكثر.»

توماس وولتز، مهندس مناظر طبيعية 

 

 The Oculus

 

The Oculus

يحتضن الهيكل، الذي يشبه قفصًا صدريًا أبيض ساطعًا، محطة مواصلات مركز التجارة العالمي ومركز ويستفيلد للتسوق. بلغت كلفة بناء الهيكل، الذي صممه المهندس المعماري الإسباني المنشأ سانتياغو كالاترافا واكتمل بناؤه في عام 2016، مبلغًا مذهلاً يساوي 3.9 مليار دولار. تتحاذى أعمدته التي صممت على هيئة منحوتات على نحو دقيق بما يسمح للضوء بالدخول إلى المكان، وفي الحادي عشر من سبتمبر أيلول من كل عام، إذا كان الطقس ملائمًا، تفتح كوة المبنى عند تمام الساعة 10:28 صباحًا، أي في الدقيقة نفسها التي انهار فيها البرج الشمالي عام 2001.

 

 «أذهلتني محطة مواصلات مركز التجارة العالمي، التي صممها كالاترافا،

لحظة أن وقع نظري عليها، كما فعل بي متحف غوغنهايم بلباو الذي صممه فرانك غيري. إنها مذهلة.»

أليكسا هامبتون، مصممة مساحات داخلية

 

The Oculus

 

إنستغرام

 

إنستغرام

 شكل تطبيق إنستغرام، في عام 2010، بداية جريئة لأربعة أشخاص، وكانت أول مشاركة على التطبيق صورة لطيفة التقطها الشريك والمؤسس كيفن سيستروم لكلب في المكسيك. أما الآن، فإن معدل مستخدمي منصة المشاركة في الصور يبلغ 500 مليون مستخدم يوميًا، وتفتخر المنصة بكونها واحدة من أكثر التجمعات التشاركية كفاءة على أي شبكة للتواصل الاجتماعي. ولأن فيسبوك لا يفوت هذا المقدار الوافر من المتعة على إنستغرام، فقد استحوذ عليه في عام 2012 مقابل مليار دولار.

 

«أتصفح إنستغرام كل يوم. فهو وسيلة تواصل مع ضيوفنا بغض النظر عن أماكنهم أو توقيت مناطقهم التي هم فيها،

لكنه ملتقى للاكتشاف أيضا. تبهرني أكثر أشياء لا تتعلق بالطعام حيث أشاهد مقطع فيديو لفن تزيين الأظفار

وأتمعن في التقنيات التي يستخدمونها لإبداع مثل هذه التفاصيل الدقيقة،

أو أشاهد الخزافين ينقشون نقوشا على الصلصال. حتى إنني أقرأ عن تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وآلات التشكيل الحراري،

وهو ما يمكن تطبيقه أيضا على صنع المعجنات. إنه لأمر لا نهاية له.»

الطاهي دومينيك آنسيل، مالك مطعم Dominique Ansel Bakery & Kitchen

 

 Drone

 

Drone

تُعد الطائرة المسيّرة الحديثة، أو المركبة الجوية دون طيار، التي طُورت في الأصل لأغراض عسكرية في القرن التاسع عشر، وتجسّد نموذجها الأول في مجموعة من المناطيد دون طيار التي تعمل باستخدام الهواء الساخن والتي اعتاد النمساويون استخدامها لقصف مدينة البندقية- تُعد منذ ذلك الحين دعامة أساسية في الحروب المعاصرة. وقد سُمح باستخدامها لأغراض تجارية بعد أن جرى منح أول ترخيص لها في عام 2006. تتمتع هذه الطائرة الآن بتطبيقات للاستخدام في كل شيء من صناعة الأفلام والتصوير حتى نظام الحماية في البيوت وتسليم الطرود.

 

«بحكم الغرض منها، ونظرا لتصميمها ذي المزايا الديناميكية الهوائية،

ستبقى الطائرة بلا شك مرغوبة على الدوام. وستكون بالتأكيد أحد الأشياء الأكثر تأثيرا في القرن الحادي والعشرين.»

جيمس دي جيفنشي، مالك شركة Taffin Jewelry

 

 المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية وثقافتهم

 

المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية وثقافتهم

National Museum of African American History and Culture

جرى الحديث لعقود من الزمن عن إقامة متحف مكرس لحياة الأمريكيين من أصول إفريقية وثقافتهم في واشنطن دي. سي. لكن لم يُفتتح أي منها إلا بحلول عام 2016. بعد انتقاء موقع بارز يحتل وسط المركز التجاري ناشيونال مول، عمد المهندس المعماري دافيد آدجي إلى تصميم المبنى ليكون لافتا بين النصب الرخامية: فالواجهة الخارجية المهيبة عمادها شبكة من الألمنيوم باللون البرونزي، وهي تحتفي بالمشغولات المعدنية والبراعة الحرفية التي يمتاز بها الأمريكيون من أصل إفريقي، بموازاة عناصر هندسية معمارية مثل الشرفة الأمامية التي تشير إلى المغتربين الأفارقة.

 

«سيصمد المتحف أمام وطأة عوامل الزمن. لقد استلهمت هندسته المعمارية من الماضي وهي تزخر بعناصر تقليدية ذات طابع غرب إفريقي لكنها شيدت من مواد حديثة،

 مثل الألمنيوم خفيف الوزن المطلي باللون البرونزي. إنها هندسة معمارية تختلف تماما عن أي مما في المتاحف الأخرى في العاصمة واشنطن.

 إنه نصب تذكاري فريد من نوعه يجل التنوع، ويصل ماضينا بالحاضر.»

ديفيد يورمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي