قبل تقديم أي قطعة جواهر لأحد الزبائن، قد تمضي مهناز أصفهاني بارتوس شهورًا أو ربما سنوات في البحث عن ابتكارات صائغ ملهم أو روائع حركة تصميمية معينة. فالمقاربة المتأنية التي تتبناها مهناز بارتوس تضفي سياقًا تاريخيًا وسرديًا على التصاميم التي تجعل مجموعتها تتميز عما تعرضه المحال الأخرى الناشطة في سوق بيع الجواهر عتيقة الطراز. في صيف العام الفائت، نقلت أصفهاني بارتوس تجارتها المتنامية من الاستديو الخاص الذي تمتلكه إلى صالة عرض أكبر حجمًا تقع في شارع إيست 57 في وسط مانهاتن، ولا يمكن زيارتها إلا بموجب موعد مسبق. تقول بارتوس: «أحب أن أسلّط الضوء على روائع أعمال كبار المبدعين القدامى بما يتيح لي أن أروي قصة كل ابتكار: مَن الذي صنعه؟ ومتى كان ذلك؟ وما هو السياق الثقافي الذي ميَّز صنعه؟».

 

الواقع أن قصة مهناز بارتوس نفسها مثيرة للاهتمام بالقدر نفسه. فالخبيرة في السياسة العالمية التي تحوّلت إلى تاجر جواهر عتيقة الطراز عملت طيلة عشر سنوات لدى مؤسسة فورد في نيويورك قبل أن تطلق عام 2012 مجموعتها من الجواهر عتيقة الطراز. تقول مهناز بارتوس: «خلال عملنا في مؤسسة فورد، كانت فلسفتنا تدور حول تمكين الأفراد من التعبير عن أنفسهم، وهذا هو ما أريد أن أحققه للجواهر أيضًا». وإن كان يبدو لنا أن عالم السياسة وفن صناعة الجواهر لا يلتقيان، فإن بينهما صلة واضحة في حياة بارتوس. فالجواهر تمثل جزءًا من جذورها وتاريخها، وهي تقول: «أتحدّر من خلفية ثقافية كنّا في سياقها معنيين بشكل مباشر بعالم الجواهر. نشأت وترعرعت في أوساط صنّاع الجواهر، وكانت الجواهر حاضرة دومًا في حياتي». شرعت مهناز بارتوس، المولودة في باكستان، في جمع الجواهر في وقت مبكر من حياتها، إذ كانت تزين الدمى الخاصة بها بأقراط من الزمرد ورثتها عن جدتها.

 

اكتسبت مهناز بارتوس، بعد مرور ست سنوات على تأسيس تجارتها، زبائن مخلصين يعتمدون عليها للتزود بمجموعة متنوعة من الجواهر عتيقة الطراز التي تتفاوت بين نماذج ابتكرتها دور عريقة (يبدأ سعرها من 7٫500 دولار) وأخرى أبدعها مصممون أقل شهرة (يبدأ سعرها من ألفي دولار). يضم هذا المزيج الانتقائي من الجواهر، على سبيل الذكر وليس الحصر، مشبكًا من دار الجواهر الفرنسية ميليريو دي ميلر مرصعًا باللازورد والألماس، وخواتم ذهبية مزخرفة أبدعها المصمم أندرو غريما في القرن العشرين، وقلادة ذهبية من فان كيف أند آربلز صيغت في سبعينيات القرن الماضي، على شكل نسر برأسين.

 

تركز مهناز بارتوس اهتمامها حاليًا على أعمال مصممي الجواهر الأمريكيين الأصليين، وهي تقول: «ما يهمني في الجواهر التي ابتكرها مصممون أمريكيون أصليون التلاعب الجلي بين ما هو تقليدي وما يُعتقد أنه حديث». نجحت مهناز إلى الآن في الاستحواذ على جواهر تتفاوت بين أساور وخواتم من ريتشارد شافيز مطعمة بفسيفساء من حجارة سوجيليت، وأساور عريضة من إبداع تشارلز لولوما مصنوعة في حجارة توفا الصخرية المزخرفة، فضلاً عن روائع ابتكارات عائلة يازي من القلائد والأساور والخواتم الفضية. وتخطط مهناز لكشف النقاب عن معروضاتها في وقت مبكر من هذا العام. 

www.mahnazcollection.com