يقول ريك شوكروس، وهو ممن يمتهنون صنع قفازات اليدين: "لا أصنع كثيرًا من القفازات." يبدع الصانع، البالغ من العمر67 عامًا، في محترف بمنزله خارج مدينة وينيبيغ في مقاطعة مانيتوبا في كندا، بعض القفازات الأكثر جودة وليونة ومتانة على الإطلاق. السبب في أنه يبدع عددًا قليلاً هو أنه يتقن كل زوج بنفسه، منتقيًا جلود غزلان مميزة من مصادر محددة، بحيث تكون متينة ومرنة في آن، فجلد الغزال مثالي للقفازات. بعد ذلك يعمد الصانع إلى مد المواد وتشكيلها وقصها يدويًا بأدوات دأب على استخدامها لأكثر من 40 عامًا.

   تلجأ عادة شركات أكبر حجمًا إلى صنع قفازات من قطع جلود متعددة عبر تشذيب الأجزاء الرديئة، على العكس من شوكروس، الذي يصنع كل زوج منها من قطعة جلد واحدة مثالية (يبدأ السعر من 115 دولارا لقاء زوج دون بطانة). تُشغل أغلب القفازات على نحو تدريجي، وتتناوبها أيادِ مختلفة، ما يجردها من أي علاقة تجمعها بالمنتج النهائي، أو بالشخص الذي سيرتديها. يتجاذب شوكروس الحديث مع كثير من زبائنه حول مقاساتهم وما إن كانوا يحتاجون إلى بطانة من الكشمير أو من جلد الحمل. إنه يتحدث عن هؤلاء الزبائن بوصفهم أصدقاء، وهم يتحدثون عنه باحترام. ذلك على الرغم من عزوفه عن تمجيد عمله بأوصاف رنانة. وفي ذلك يقول: "إنه ليس فنًا، إنه حرفة يدوية من وجهة نظري. لكنه في نظر الآخرين عمل تجاري."