تشكل صناعة الساعات نشاطًا بطيء الحركة. فابتكار الساعات يستغرق كثيرًا من الوقت. لكن فيما يمضي العالم قدمًا بإيقاع أسرع من ذي قبل، اضطر حتى عمالقة قطاع صناعة الساعات إلى إعادة النظر في كيفية قيامهم بالأعمال. واللافت أن القرارات تبقى بأيدي رؤساء الشركات ذات الملكيات العائلية على غرار مجموعة سواتش غروب، وريتشارد ميل، وأوديمار بيغيه، وباتيك فيليب. أعلن نك حايك، في العام الفائت، بوصفه رئيسًا لسواتش غروب، المجموعة التي تمثل أكبر تكتل لعلامات الساعات، أنه لن يستمر في عرض العلامات المنضوية تحت مجموعته في معرض بازل وورلد، معرض الساعات الأكبر من نوعه في سويسرا وفي العالم. وسار على خطاه ريتشارد ميل، وفرانسوا - هنري بينامياس، الرئيس التنفيذي لأوديمار بيغيه، اللذان صرحا بأنهما لن يعرضا ابتكارات داريهما في الصالون الدولي للساعات الراقية، ثاني أضخم معارض الساعات. في غضون ذلك، وفيما كانت شائعات تسري عن بحث باتيك فيليب عن مشترين للعلامة، اضطر الرئيس تيري ستيرن إلى أن يوضح أن العائلة لن تعمد أبدًا إلى بيع الشركة.

 

إن قبضة باتيك فيليب المحكمة على كبار المستهلكين تخولها القيام بما يحلو لها. التزم ستيرن بالمشاركة لعام آخر في معرض بازل الذي سيُمنى بالفشل في حال غياب هذه العلامة (واللاعب القوي الآخر على الساحة رولكس). لا تمتلك باتيك فيليب متاجر مستقلة، وتجار البيع بالتجزئة المعتمدون لديها يديرون متاجر رولكس، ما يعني أن المعرض يخدم غاية مختلفة في حالة العلامتين اللتين تشكلان عمادين من أعمدة قطاع الساعات. أما في حالة العلامات الأخرى، فإن شق درب جديد يُعد حاسمًا في ظل ميلها إلى نماذج الأعمال القائمة على التوجه مباشرة إلى المستهلكين والمتاجر الاختبارية أحادية العلامة. لكن أي تغييرات سيختبر الزبائن؟ سيشهدون ابتكارات جديدة على مستوى المنتجات، وطفرة في التجارب الفاخرة رفيعة المستوى التي ستقدمها علامات تسعى إلى الاستحواذ على اهتمام الزبائن، وجامعي الساعات، والأنصار.