فيما يعكف صنّاع الجواهر على إبداع تصاميم متمايزة لمجموعاتهم السنوية، يحتفظون بالحجارة الأشد نقاء والأكثر ندرة والأكبر حجمًا لقلائد تتباهى على صدور الحِسان ضياءً وهّاجًا يخطف الأبصار والأفئدة.

هكذا تولد القلائد الفرائد تناغمًا بديعًا بين جماد معدن نفيس، وانسيابية منحنيات هندسية، وإتقان في الرصف المعقد لحجارة تتلوّن بالبهجة. 

Van Cleef & Arpels Chevron Mystérieux

منذ أن أبصرت فان كليف أند آربلز النور سنة 1907، تمايز تاريخها باستحواذها على نوادر حجارة شكلتها في تصاميم تأسرالناظرين، بداية من العقد الذي ابتُكر في أواخر ثلاثينيات القرن الفائت لمناسبة زفاف الأميرة فوزية من مصر من الأمير رضى بهلوي، شاه إيران المستقبلي آنذاك، والذي رُصع بمجموعة من 90 ألماسة برّاقة زنتها 115 قيراطًا.

أما أحدث محطة لفان كليف أند آربلز في رحلة البحث عن فرائد الألماس، فتمثلت أخيرًا بحجر Lesotho Legend (أسطورة ليسوتو)، هذه الألماسة البيضاء العملاقة من فئة IIA-D-Color التي عُثر عليها في منجم ليتسنغ في ليسوتو، والتي يُقال إن الدار ابتاعتها سنة 2018 من التاجر جان-جاك تاشيه مقابل 40 مليون دولار.

Van Cleef & Arpels Chevron Mystérieux

Van Cleef & Arpels

وإذ قُطعت الجوهرة الخام البالغ وزنها 910 قراريط إلى 67 ألماسة يراوح حجمها بين 25.06 قيراط و79.35 قيراط، شكلت نواة أحدث إبداعات الدار: مجموعة Legend of Diamonds التي اشتملت في أول فصل منها على 25 تصميمًا تتباهى بدفء حجارة من الزمرد والياقوت الأحمر والأزرق تضفي بعدًا أكثر تجليًا على بهاء الألماسات البيضاء الخالية من الشوائب.

ويتألق ضمن المجموعة عقد Chevron Mystérieux الذي استُلهم تصميمه الباذخ من أسلوب الأناقة في خمسينيات القرن الفائت والياقات المتقاطعة التي كانت شائعة في فساتين السهرة آنذاك.

Van Cleef & Arpels Chevron Mystérieux

Van Cleef & Arpels
خاتم Liseré Mystérieux، صيغ من الذهب الأبيض والوردي، ورُصع بالألماس والزمرد والياقوت الأزرق، فيما توجّ مركزه حجر ألماسي من فئة DFL Type 2A يزن 2.50 قيراط.

تُثري العقد ثلاث ألماسات بيضاء ضخمة بالقطع الإجاصي، تزن 31.24 قيراط، و12.18 قيراط، و12.07 قيراط، وتتدلى من البنية المتراصة لأحجار الزمرد والياقوت الأزرق التي يكمل فورة ألوانها بريق حجارة ألماسية بالقطع المربّع والمستدير.

وعلى ما هو عليه حال التصاميم الأسطورية الأخرى، نُظمت حجارة العقد باستخدام تقنية الترصيع السري التي تمتلك الدار براءة اختراعها منذ عام 1933. وإذ كرّست فان كليف أند آربلز أيضًا إرثها التقليدي في ابتكار جواهر قابلة للتحوّل، أتاحت ستة خيارات للتزيّن بالعقد، مثل ارتداء الألماسة المركزية في سلسلة واستخدام الألماستين الأخريين في قرطين للأذنين.

Van Cleef & Arpels Chevron Mystérieux

Van Cleef & Arpels
عقد Chevron Mystérieux، مشغول من الذهب الأبيض والوردي، ومرصّع بالألماس والزمرد والياقوت الأزرق. ويتمايز التصميم بقلادات قابلة للفصل تزيّنها ثلاث ألماسات من فئة DFL Type 2A يمكن استخدام اثنتين منهما لقرطي الأذنين المكمّلين للعقد.

Chanel 1932 Allure Céleste

كان الوقت سنة 1932 عندما طرحت كوكو شانيل مجموعتها الأولى من الجواهر الراقية Bijoux de Diamants التي غيّرت قواعد اللعبة آنذاك بما تفرّدت به من بعد تصميمي يزاوج بين الأناقة والراحة.

فالآنسة كوكو، التي نجحت في الإتيان بتصاميم قابلة للتحوّل، جعلت كل تصميم ينساب فوق الجيد مثلما ينسدل الثوب الأسود القصير الذي أبدعته فوق الجسد. آنذاك، استخدمت المصممة في مجموعتها ألماسات استعارتها من مؤسسة لندن للألماس LCD. وبالرغم من أن التصاميم فُككت بعد انتهاء المعرض لتعود الحجارة النفيسة إلى خزائن المؤسسة البريطانية، إلا أنها تنبعث اليوم من صفحات تاريخ مضى وتكرّم إرث أول امرأة صممت مجموعة جواهر.

فبعد مرور تسعين عامًا على ولادة المجموعة التي أطلقتها مؤسسة الدار في ذروة الكساد الكبير، تطرح شانيل مجموعة Collection 1932 مستعيدة المفهوم التصوّري الأصلي نفسه الذي انبثق عن افتتان كوكو شانيل بالأجرام السماوية لتوثّقه في 70 تصميمًا تشكل فيها ضياء الألماس وبريق الأحجار الكريمة شموسًا وأقمارًا ونجومًا.

أما الإبداع الأحلى والأصدق تعبيرًا عن هذا المفهوم، فيستحضره عقد Allure Céleste الذي صيغت تفاصيل تصميمه رحلة في مدارات ضوء ينبعث من النجوم ويربط بينها في سماء الكون الواسع.

Chanel 1932 Allure Céleste

Chanel
عقد Allure Céleste القابل للتحوّل، رُصع بألماسات وضّاءة تتمايز بينها ألماسة زنة 8.05 قيراط، وأثراه حجر من الياقوت الأزرق يزن 55.55 قيراط.

في جانب من العقد الألماسي تلمع نجمة، وفي مركزه يتهادى قمر صيغ من حجر ياقوتي أزرق زنة 55.55 قيراط تحرسه ألماسات مستديرة. وإذ يشرد الوهج عن مدار القمر، يتمدد إلى آخر العقد الذي ترصعه ألماسة بالقطع الإجاصي زنة 8.05 قيراط ترسم وجه أشعة شمسية. هنا أيضًا شكلت شانيل مأثرتها تصميمًا متحوّلاً بثلاث هالات وضّاءة قابلة للفصل تصلح مشابك للزينة، وخط مركزي من الألماس ينفصل ليصير سوارًا ويصبح العقد أقصر.

Chanel 1932 Allure Céleste

Chanel
قلادة العقد التي يتوّجها حجر ألماسي ضخم، والتي يمكن تحويلها إلى مشبك للزينة.

Graff Graffabulous  

على مرّ أكثر من قرن من الزمن، شكل اسم غراف مرادفًا للأحجار النفيسة الأشد فخامة والأعلى تميزًا. لكن الدار اختارت هذه المرة أن تعزز إرثها بعنصر إبهار جديد اختزلته بتقديمها عرضًا غير مسبوق للأحجار الأشد ندرة في مجموعة جديدة من الجواهر حملت اسم Graffabulous.بدت المجموعة، التي ضمت 80 تصميمًا متفرًدًا استُخدم فيها ما زنته 3,600 قيراط من الألماس، والزمرد، والياقوت الأحمر والأزرق، أقرب إلى احتفاء باذخ بالطبيعة ونوادر حجارتها. وفي ما مجموعه 20 عقدًا مبهرًا، شكل الصانع البريطاني بنية كل تصميم بما يضمن الدفق الانسيابي لإشراقات الحجارة الثمينة كأنها نغمات في إيقاع أغنية. ولتحقيق هذه المهمة، كان لزامًا على الحرفيين في الدار أن يضعوا مهاراتهم التقنية موضع الاختبار لقص الألماس في أشكال تخدم أسلوب نظمها المبتكر والعصي على الاستنساخ.

Graff Graffabulous

Graff
عقد من الذهب الأبيض والأصفر مرصّع بألماسات بيضاء وصفراء زنة 98.13 قيراط.

هذا ما اقتضاه أيضًا هذا العقد المرصوف بنحو 98.13 قيراط من الألماس الأبيض والأصفر ضمن جواهر الفصل الثالث من المجموعة. في هذا الفصل، احتفى المصممون بالضوء وأعادوا ابتكاره أشعة تفيض عن النظم المتوازن لألماسات صفراء وبيضاء وتتراقص على إيقاع حركة الحجارة الانسيابية.

وإذا كانت غراف تشتهر من حيث كونها دار الجواهر الوحيدة في العالم التي تستحوذ على مجموعة واسعة من أجمل الألماسات الصفراء المنشودة، فإنها أظهرت هذه المرة جرأة بالغة في جمعها عددًا كبيرًا من هذه الجواهر في تصميم منفرد هندست جمالياته الوضّاءة مثل شعاع الشمس لتختزل بها جوهر حكاية Graffabulous.

Graff Graffabulous

Graff
قرطان للأذنين مشغولان من الذهب الأبيض والأصفر تتعاقب في تصميمهما ألماسات بيضاء وصفراء زنة 16.05 قيراط.

Mouawad Regina Suite

على ما يليق بدار درجت على صياغة جواهرها منذ عام 1890 ابتكارات يندر مثيلها، سخّرت دار معوّض هذه المرة إرثها في الابتكار والبراعة التقنية لتشكل طقم Regina سمفونية تتناغم عناصرها لتطرب الناظرين.

وإذا كانت كلمة "ريجينا" تعني في الأصل الملكة باللغة اللاتينية، فإن الصانع قد أتقن حقيقة الإتيان بمأثرة صيغت تفاصيلها على قياس ملكة. وبإيحاء من مكانة الزمرد في البلاطات الملكية على مر القرون، كان هذا الحجر النفيس هو نقطة الارتكاز في الطقم ذي التصميم المبتكر والصياغة المتقنة، والذي استلزم عملية بحث متأنية عن مجموعة متفرّدة من أحجار الزمرّد الكولومبي.

Mouawad Regina Suite

Mouawad
عقد ريجينا القابل للتحوّل إلى تاج، صيغ من الذهب الأبيض والأصفر وأثرته 9 أحجار من زمرد كولومبيا زنة 54.03 قيراط، تتوزع في محيط 438 ألماسة بيضاء تزن مجتمعةً 95.43 قيراط. و يغتسل السوار المشغول من الذهب الأبيض والأصفر بدفء ثلاثة حجارة زمردية زنة 15.22 قيراط وضياء ألماسات بيضاء زنة 42.31 قيراط. وقرطان للأذنين يزاوج ترصيعهما المتقن بين 4 حجارة زمردية زنة 13.66 قيراط و66 ألماسة بيضاء تزن 16.02 قيراط. و رُصع الخاتم بما مجموعه 14 ألماسة زنة 6.47 قيراط وتوّج مركزه حجر من زمرد كولومبيا يزن 7.43 قيراط.

وإذ حصلت دار معوّض على 90.34 قيراط من زمرّد كولومبيا ذي اللون الأخضر الزاهي والشكل ثُماني الأضلاع، و106.23 قيراط من الألماس، استُقدمت كلها من مصادر خُلقية، صاغت للملكة عقدًا يتيح تصميمه المرن تحويله إلى تاج.

في العقد أو التاج، رصفت يد الإبداع الأحجار الزمردية التسعة، والبالغ وزنها 54.03 قيراط، رمزًا للقوة والجمال يتلاقى مع الطابع الأنثوي العذب الذي توثّقه تشكلات أحجار ألماسية مختلفة القطع زنة 95.43 قيراط. ويكمّل طقم الملكة سوار وخاتم وقرطان للأذنين يستحضر ترصيعها البديع القدر نفسه من البراعة في صياغة أحلام الحِسان.