مع اقتراب نهاية عام 2025، يبحث كثيرون عن وجهات لا تمنحهم مناظر خلابة أو أنشطة مميزة فحسب، بل توفر تجربة متكاملة تترك أثرًا ممتدًا من السعادة في نفوس الزائرين. ووفقًا لآراء خبراء السفر في تقرير لموقع BookRetreats.com بالتعاون مع الدكتورة ناتاب داتيلو - راين، أستاذة علم المفس في جامعة هارفرد، ثمة بلدان ومدن استطاعت أن تجمع بين رفاهية المعيشة، وسحر الطبيعة، ودفء التجربة الإنسانية، لتُصنَّف ضمن الوجهات الأكثر إلهامًا للسعادة في العالم. في هذا التقرير نسلط الضوء على أسعد 10 مدن أوروبية في 2025، وكيف يمكن لعطلة قصيرة فيها أن تتحول إلى ذكرى طويلة الأمد.

روما.. تاريخ في كل زاوية

تعكس روما عبر أنقاضها وآثارها التاريخية ذروة القوة المعمارية، ليتنقل الزوار بين الأطلال التي شهدت واحدة من أعظم الحقب الزمنية في التاريخ. في قلب المدينة، يقف "الكولوسيوم" بوصفه أول إعلان للقوة المعمارية والرمزية للإمبراطورية التي حكمت العالم. فأقواسه المرتفعة لا تزال تحكي عن قرونٍ من العروض، وعلى بعد خطوات، يبرز المنتدى الروماني بأطلاله التي تحافظ على حضور لا يمكن تجاهله: حجارة منهارة تنطق بالسياسة، والتقاليد، والتاريخ.

من هناك، تمتد الشوارع المتعرجة، وكل زقاق يحمل أثرًا، وكل انعطافة تُخفي مفاجأة: نافورة صغيرة، أو فناء داخلي تظلله أشجار البرتقال، أو تمثال منحوت بدقة وسط صمتٍ تخلو منه المدن الحديثة. 

هذه الشوارع، بصوتها الخافت، تردد أسماء الأباطرة، ولمسات الفنّانين، وخُطى الثوار، الذين شكّلوا وجه المدينة عبر القرون.

على ضفاف نهر التيبر، تلتف النباتات المتسلقة حول الأعمدة الرخامية القديمة. وفي مشهد لا يخلو من التباين، تنعكس أضواء النيون على الجدران العتيقة، لتؤكّد أن الحداثة في روما لا تطغى، بل تتداخل بانسجام مع ماضيها. 

وفي نهاية اليوم، تصبح نافورة تريفي ودرجات السلم الإسبانية مسرحًا مفتوحًا، يتشارك فيها المحليون والسياح لحظة غروب الشمس في مشهد آسر.

روما.. تاريخ في كل زاوية / أسعد مدن أوروبية

Pexels

أثينا.. مهد الحضارة

واحدة من المدن التي تركت بصمة في التاريخ هي أثينا، التي تُعد منبعًا للفكر والفن والحكمة. على أرضها، وُلدت الكثير من الأسس التي قامت عليها الحضارة الغربية، ولا تزال آثارها شاهدة على إبداع الإنسان في أبهى صوره عبر العصور.

"الأكروبوليس"، ذلك التكوين الصخري الذي يعلو المدينة، يحتضن بين جنباته "البارثينون"، المعبد الذي يجسد ذروة الفن المعماري الإغريقي، إلى جانب معبد "هيفايستوس"، أحد أفضل المعابد اليونانية حفظًا عبر العصور.

في قلب المدينة، تتنوع الأحياء بين إكسارخيا البوهيمية، المعروفة بجدرانها المزينة بالرسوم الجدارية والروح الثورية، وكولوناكي الراقية، التي تزخر بالمعارض الفنية والمتاجر الفاخرة. وبينهما، تمتد الأزقة التي تخفي كنوزًا ثقافية من معارض مستقلة إلى مكتبات تاريخية.

أما الحديقة الوطنية، فتُعد واحة خضراء في قلب المدينة، تمنح زائريها فرصة للاسترخاء وسط ظلال الأشجار العتيقة ومسارات التنزه الهادئة. 

وعلى بُعد خطوات قليلة، يكشف سوق موناستيركي عن عالم متنوع، تجتمع فيه التحف القديمة والأزياء والأغراض النادرة التي تحكي قصصًا خاصة. ولمن يطمح إلى مشهد بانورامي لا يُنسى، يكفي أن يتسلق تلة ليكابيتوس ليحظى بإطلالة ساحرة تمتد من أفق المدينة إلى البحر الذي يلمع تحت أشعة الشمس.

أثينا.. مهد الحضارة / أسعد مدن أوروبية

Pexels

مدريد.. حياة لا تتوقف

في عاصمة إسبانيا، تتبدى الفخامة الملكية في كل زاوية، وتنبض شوارعها بالحياة. من القصر الملكي إلى الأزقة الصاخبة، تحتفظ مدريد بجاذبيتها التاريخية فيما تحتفل بالروح العصرية التي لا تُقاوم. 

تتجلّى عظمة مدريد منذ اللحظة التي تطأ فيها قدماك القصر الملكي، إذ تتناغم الفخامة مع التاريخ العريق في أروقة تزدان بالفنون والزخارف البديعة. 

من هناك تأخذك المدينة في رحلة ساحرة إلى مالاسانيا، الحي الذي ينبض بروح الحداثة فيما تتناثر فيه المحلات القديمة والمقاهي المستقلة التي تروي قصصًا من الأصالة والابتكار.

وفيما تُدهشك أحياء مدريد بألوان الحياة اليومية، تكشف عن وجهها الأكثر إبهارًا في فنونها؛ فتتجلّى روح المدينة في متحف البرادو، موطن روائع فيلاسكيز وغويا، وفي متحف رينا صوفيا حيث تحتفظ لوحة "غيرنيكا" لبيكاسو بقوة تأثيرها، فتغمر الأرواح وتوقظ في الأعماق مشاعر متشابكة من الألم والدهشة.

ومع غروب الشمس، تتحوّل شوارع غراند فيا إلى عرض مذهل من الواجهات الفنية على طراز الحقبة الجميلة، والمسرحيات الكبرى، والمحلات الراقية التي لا تعرف النوم، لتُحيي ليالي مدريد بأضوائها الساطعة وأجوائها الحيوية. وفي قلب المدينة القديمة، تكشف أزقة لا لاتينا المتعرجة عن روح الماضي العتيق.

مدريد.. حياة لا تتوقف / أسعد مدن أوروبية

Pexels

لشبونة.. تاريخ البحر والمدينة

تأخذك لشبونة في رحلة عبر الزمن من البحر إلى المدينة. تبدأ التجربة من برج بيليم الذي يقف شامخًا على ضفاف نهر تاجوس، مستحضِرًا لحظات المجد البحري الذي شكّل تاريخها. وبالقرب منه، يبرز دير "جيرونيموس" بتفاصيله المعمارية الرائعة، ليحكي قصة عصر الاكتشافات الذي غيّر وجه العالم.

لكن المدينة لا تعيش في الماضي؛ ففي أعلى التلال، تنتشر المقاهي ذات الأسطح المفتوحة، لتقدم مشاهد بانورامية للمدينة والبحر، فيما تنبض الأزقة بالحياة من خلال فن الشوارع واستوديوهات التصميم التي تعكس روحًا إبداعية معاصرة.

وإذا انتقلنا جنوبًا، نكتشف حركة القطارات الصفراء القديمة وهي تشق طريقها بين الأحياء التقليدية مثل ألفاما، التي تنبض فيها موسيقى الفادو من النوافذ، وأحياء بايرو ألتو التي تتحول ليلاً إلى مركز نابض بالحيوية. 

فالشوارع المرصوفة بالحصى تقودك إلى واجهات البيوت المزينة بألواح الأزوليجوس، تلك البلاطات الخزفية التي تحولت إلى توقيع بصري للمدينة.

المذاق هنا فصل مستقل من الرحلة؛ يبدأ بقطعة دافئة من "الباستيل دي ناتا"، ثم تنتقل إلى طبق من السردين المشوي، قبل أن تخوض تجربة مختلفة في سوق "تايم آوت"، في مشهد طهو غني تجتمع فيه الأطباق المحلية والعالمية في مكان واحد.

لشبونة.. تاريخ البحر والمدينة / أسعد مدن أوروبية

Pexels

بودابست.. تاريخ ينبض بالحياة

في أوروبا الشرقية، تتكشف العاصمة المجرية بودابست، مثل لوحة فسيفسائية تتعانق فيها الأزمنة القديمة مع الحداثة المتمردة في مشهد واحد لا يُنسى، ما يجعلها من أسعد 10 مدن أوروبية في 2025.

من أعلى تلال "بودا"، تبدو المدينة وكأنها تهمس بتاريخها، إذ تقف القلاع ذات الأبراج المزخرفة شامخة في حي القلعة، بواجهاتها ذات الألوان الهادئة التي تسرد حكايات ملوك وأباطرة مضوا. على الجانب الآخر، تنبض بيست بالحياة، بشوارعها المزدحمة والمقاهي الفخمة، وتغري الزائر بواجهاتها المصممة على طراز آرت نوفو الآسر.

وعند ضفاف نهر الدانوب، الذي ينساب بهدوء كما لو كان مرآة لروح المدينة، يتوهج مبنى البرلمان المجري عند الغروب، ليحاكي مشهدًا لا يتكرر. وعلى الجدران التي ما زالت تحتفظ بندوب الرصاص، تتجلى طبقات التاريخ لتشعرك أن الماضي لا يزال هنا.

لكن بودابست ليست مجرد متحف مفتوح يعيد تدوير ذكرياته القديمة، بل هي مدينة تتطور باستمرار وتُعيد تشكيل نفسها مع مرور الوقت. بين الأندية التي تقدم الموسيقى الإلكترونية، والمعارض الفنية المتنقلة التي تظهر وتختفي بسرعة، تعكس المدينة طابعًا عصريًّا مليئًا بالإبداع. سواء كنت تستمتع بالإطلالة من تل جيليرت أو تتجول في السوق الكبير، تجد أن بودابست تجمع بين التقاليد والحداثة في تناغم ملحوظ.

بودابست.. تاريخ ينبض بالحياة/ أسعد مدن أوروبية

Pexels

زيورخ.. هدوء وأناقة

وفي قلب أوروبا تبرز زيورخ، مدينة تجمع بين صفاء الطبيعة وأناقة الحاضر بانسجام نادر. وتحت السماء الصافية للعاصمة السويسرية، يظهر حي "كرايس 5" بوصفه قصة تحول لافتة من منطقة صناعية إلى مركز نابض بالإبداع، تنتشر فيه صالات الفن المعاصر والمقاهي البديلة، وتتصاعد أنغام الجاز من زوايا غير متوقعة، فيما يغطي اللبلاب جدران المعارض التي تحتضن بداخلها تجارب بصرية جريئة.

ثم فجأة، تجد نفسك في قلب الهدوء، على تلة ليندنهوف، حيث تنتشر الأشجار، وتُطل على البلدة القديمة بمناظر بانورامية تُشعرك كأنك تشاهد المدينة من فصل آخر.

أما عشاق الأناقة، فيستقبلهم بانهوف شتراسه، ذلك الممر الفاخر الذي يُغري المارّة بسلسلة لا تنتهي من متاجر المصممين والعلامات الراقية. وفيما تدور عربات الترام بصوتها الرتيب، تُخيط المدينة أوصالها بين الأمس والغد.

ولأن المدينة لا تعرف حدودًا للمتعة، يمكنك أن تخوض تجربة إبحار هادئة فوق مياه بحيرة زيورخ الصافية، أو أن تدع عينيك تلاحق الأفق المرسوم بظلال جبال الألب، لتكتسب رحلتك إلى العاصمة السويسرية بُعدًا شاعريًا يترك أثرًا لا يُمحى.

زيورخ.. هدوء وأناقة/ أسعد مدن أوروبية

كوبنهاغن.. مدينة بسيطة ومبتكرة

كوبنهاغن، العاصمة الدنماركية، تحمل ملامح مدينة بسيطة في تفاصيلها، لكنها لا تخلو من روح الابتكار والجرأة في كل زاوية من زواياها. في قلب هذه العاصمة الإسكندنافية، تلتقي روعة عمارة عصر النهضة في قلعة روزنبورغ مع بساطة الحداثة الاسكندنافية التي تتجلّى في واجهات أنيقة ومقاه صغيرة يغمرها الدفء.

من حي نيهافن، بمبانيه الملونة المطلة على المرفأ، إلى فيستربرو، ذلك الحي الصناعي القديم الذي تحول إلى فضاء نابض بالحياة الفنية وصالات العرض المبدعة، تكشف كوبنهاغن عن روح مدينة لا تخشى التجدد.

ولأن علاقتها بالطبيعة جزء من هويتها، يمكنك السباحة في مياه المرفأ النقية، أو الانطلاق على متن الدراجة الهوائية في نزهة نحو حدائق تيفولي، أو الصعود إلى البرج الدائري لتتأمل المشهد بلا عوائق، قبل أن تمرّ على قصر "أمالينبورغ" وتستشعر سكينة الفخامة الملكية.

وحين يميل النهار إلى الغروب، يتألق سحر المدينة على ضفاف القنوات، إذ ينعكس الضوء الأخير على سطح المياه، فيما تدور توربينات الرياح في الأفق بصمت يضفي لمسة شاعرية على المشهد.

كوبنهاغن.. مدينة بسيطة ومبتكرة/ أسعد مدن أوروبية

Pexels

فيينا.. جمال الإمبراطورية القديمة

فيينا، العاصمة النمساوية التي لا تزال تحمل ملامح الإمبراطورية القديمة، وتُعيد صياغة مجدها التاريخي في تفاصيل الحياة اليومية، تبقى مدينة تجمع بين البهاء الكلاسيكي ونبض الحاضر. على ضفاف نهر الدانوب، لا يحتاج المرء سوى نزهة بين الجداريات الملوّنة وأصوات الموسيقى المرتجلة على ضفاف قناة دوناوكانال، لتتجسد صورة معاصرة لمدينة تعرف كيف تحتفي بالحياة.

أما إذا كنت تبحث عن لمحة حقيقية من الحياة اليومية، فلا تفوت زيارة متنزه "البراتر"، حيث تحيط ظلال أشجار الكستناء بجلسات المتنزهين التي تزخر بالضحكات والراحة. أو يمكنك التوجه إلى "أسواق ناشماركت"، التي تمتزج فيها النكهات المتنوعة من المخلل النمساوي إلى الفلافل السورية، في مشهد يعكس تنوع المدينة وحيويتها.

في قلب هذه الأجواء، تعكس المقاهي الكلاسيكية عبق الماضي، مثل "كافيه سنترال"، الذي يُقدَّم قهوة الميلانج الشهيرة، في المكان نفسه الذي شهد أحاديث تاريخية مهمة، ما يضفي على المقهى بعدًا ثقافيًا عميقًا.

وتستمر المدينة في استعراض جمالها الفاتن على امتداد "الرينغ شتراسه"، ذلك الشارع الدائري الرائع الذي تسرع فيه الترامات بهدوء، لتكشف عن مشاهد قصر هوفبورغ الفخم، ودار الأوبرا العريقة، والأعمدة المهيبة لمبنى البرلمان، المستوحاة من الطراز اليوناني الكلاسيكي، لتبقى معالمها مصدر إلهام وجمال أبدي.

فيينا.. جمال الإمبراطورية القديمة/ أسعد مدن أوروبية

Pexels

هلسنكي.. مدينة المستقبل

على ضفاف بحر البلطيق، تتخذ هلسنكي موقعًا استراتيجيًا يربط بين الطبيعة الخام والتصميم الحضري المتقن. المدينة، التي تُعد القلب الثقافي والاقتصادي لفنلندا، لا تفرض نفسها بضجيج، بل تهمس بتفاصيلها: واجهات بألوان الباستيل، وخطوط معمارية منخفضة، ومساحات خضراء تنساب من الغابات إلى قلب المدينة.

من مينائها، تنطلق العبّارات نحو جزر الحصون، وأبرزها سومينلينا، المدرجة على قائمة التراث العالمي. في المقابل، تعكس كاتدرائية هلسنكي الكلاسيكية الجديدة توازنًا بصريًا صارمًا، يعلو فوق ساحة سينات، ويمنح المدينة نقطة ارتكاز معمارية واضحة.

هلسنكي لا تكتفي بجمالها الخارجي؛ ففي مقاهيها تفوح رائحة فطائر الهيل الطازجة إلى جانب قهوة سوداء قوية، فيما تمتد المنتجعات الصحية المطلة على الميناء بوصفها جزءًا أصيلاً من ثقافة الراحة الفنلندية.

وما يجعل هلسنكي أكثر تفردًا هو أن سحرها لا يقتصر على طقوس الحياة اليومية، بل يمتد ليعكس نفسه في إيقاعها المتغير مع الضوء والفصول، إذ تتبدل ملامحها مع تغير الضوء. 

فحين تطول ساعات النهار تنبض المدينة بإيقاع ثقافي متسارع، وتتحول المساحات الصناعية المهجورة إلى منصات إبداعية، أبرزها محطة الطاقة السابقة التي تستضيف مهرجان "فلو": تجربة متعددة الحواس تجمع بين الموسيقى، والفن، والتصميم المعاصر. ومع انحسار الضوء في فصل الشتاء، تكتسي المدينة بطبقة من الثلج، لتُعيد تشكيل إيقاعها الداخلي مستدرجة النفوس إلى التأمل والهدوء.

هلسنكي.. مدينة المستقبل / أسعد مدن أوروبية

Pexels

إدنبرة.. مدينة القصص والتاريخ

لا تحتاج إدنبرة إلى ضجيج لتُبهرك. يكفي أن تسير في أحد أزقتها الحجرية حتى تشعر أن المدينة تهمس بالقصص والروايات. 

هناك، في العاصمة الاسكتلندية، يبدأ السحر منذ لحظة الصباح الأولى، حين يتسلل الضباب بين المباني العتيقة، ويعلو من بعيد صوت مزمار القِرَب، كأن المدينة تستيقظ كل يوم على لحن قديم لا يزال حيًّا.

ومن قلب هذا المشهد، يقودك "الرويال مايل"، ذلك الشارع التاريخي الذي يصل بين قصر هوليرود وقلعة إدنبرة المهيبة، في رحلة تكشف عن وجه آخر للمدينة. 

إدنبرة.. مدينة القصص والتاريخ / أسعد مدن أوروبية

Pexels

على جانبيه، تتفرع أزقة ضيقة وساحات خفية، تقودك إلى مكتبات خشبية عتيقة ومقاهٍ صغيرة تحتفظ بروح الماضي، فتصبح كل زاوية مرآة لجزء جديد من شخصية إدنبرة الغنية بالتفاصيل.

لكن سحر المدينة لا يتوقف عند حدود مركزها التاريخي. فبعيدًا عنه، تنبض أحياء مثل ليث وستوكبريدج بروح معاصرة ومستقلة؛ الأول ميناء قديم تحوّل إلى مساحة للفنون والإبداع، والثاني أقرب إلى قرية صغيرة داخل المدينة، تتناثر في شوارعها المقاهي والمتاجر المستقلة، لتُقدِّم مشهدًا يوميًّا أكثر دفئًا وعفوية. 

هكذا تجمع إدنبرة بين رصانة ماضيها الإمبراطوري وروحها الحديثة التي تعرف كيف تحتفي بالتجدد من دون أن تفقد هويتها، ما يجعلها من أسعد 10 مدن أوروبية في 2025.
وفي فصل الصيف، تتغير ديناميكية المدينة بالكامل، إذ تتحول إدنبرة إلى مهرجان مفتوح، عبر مهرجان إدنبرة فرينج الذي يُعيد تعريف الفنون الحية، ويملأ المسارح والشوارع بعروض تجريبية من مختلف أنحاء العالم. 
أما من يبحث عن مشهد طبيعي يعلو فوق كل ذلك، فـتلة آرثرز سيت تمنح إطلالة لا تُنسى، تمتد من المدينة إلى البحر، وتكشف عن إدنبرة بوصفها مدينة تتقن المزج بين الأسطورة والواقع.