في صفقة عقارية هي الأضخم من نوعها في تاريخ إيطاليا، أعلنت دار سوذبيز عن بيع عقار ساحلي ضخم كان مملوكًا للوزير السعودي الراحل أحمد زكي يماني، بقيمة بلغت 185 مليون دولار.
يمتد هذا المجمع الأسطوري على مساحة 5.7 فدان في بلدة روماتزينو الساحلية، شمال ساحل كوستا سميرالدا في جزيرة سردينيا، ويتميّز بواجهة بحرية تمتد بطول 1000 قدم، مع شاطئين خاصين ورصيفين ومرفأ لاستيعاب يخوت بطول يصل إلى 280 قدمًا.
يضم العقار ثلاث فيلات رئيسة، بمجموع 28 غرفة نوم و35 حمّامًا، إلى جانب ثلاثة مسابح ضخمة، ومقر إقامة مستقل للموظفين. وقد شُيّد هذا المجمّع في سبعينيات القرن الماضي على يد اثنين من أبرز معماريي إيطاليا: لويجي فييتي وميكيلي بوسيري فيتشي بأسلوب سردينيا التقليدي الذي تميّزه الواجهات البيضاء والبلاط الفخاري والأسطح المغطاة بالقرميد الأحمر.
ثلاث فيلات تحاكي الأسطورة
يتألف هذا المجمع الساحلي من ثلاث فيلات فريدة، لكل منها طابعها المعماري الخاص، تتوزّع بين الحدائق الغنّاء وممرات الوصول إلى الشاطئ، وتتميّز بمساحات رحبة ومعايير معيشة نخبوية تُجسّد الفخامة الإيطالية في أبهى صورها.
فيلا بدر، التي أبدع تصميمها المعماري الشهير لويجي فييتي، هي دار من طابق واحد تفتح نوافذها على امتداد البحر، وتضم عشر غرف نوم بعشرة حمّامات، إلى جانب صالون رحب وغرفة طعام، ومطبخ مجهّز، وسقف مغطى لشرفة خارجية تطل على المسبح الخاص الذي يتماهى مع الأفق.
SOTHEBY’S INTERNATIONAL REALTY
أما فيلا سيراليا، فهي بناء مؤلف من طابقين بتوقيع فييتي أيضًا، وتحتوي على تسع غرف نوم وعشرة حمّامات، وتنفرد بساحة داخلية مركزية تمنح المنزل بُعدًا تأمليًا، وشرفات مسقوفة، وشرفات مفتوحة على السطح، إلى جانب غرفة ساونا خاصة ومسبح تحيط به المساحات الخضراء.
في المقابل، تحمل فيلا سفر توقيع المعماري ميكيلي بوسيري فيتشي، وتتميّز بمقاربة تصميمية أكثر حيوية، مع عشر غرف نوم وعشرة حمّامات، وغرف معيشة واسعة، ومطبخ رئيس مجهّز على مستوى الطهاة المحترفين، ومكتب عمل مخصص، وساحتين داخليتين تفتحان على المسبح الخارجي.
ولضمان راحة الطاقم والخدمة، يضم العقار أيضًا بيتًا مستقلًا للموظفين، يتكوّن من ثلاث غرف نوم وثلاثة حمّامات، ومساحات معيشة متكاملة تشمل مطبخًا خاصًا، ما يؤمّن فصلًا مثاليًا بين خصوصية المالكين وسير العمليات اليومية.
SOTHEBY’S INTERNATIONAL REALTY
من فورد إلى يماني.. إرث ملكي على شاطئ إيطاليا
يحمل هذا العقار النادر بين جدرانه فصولاً من التاريخ الحديث، إذ تعود ملكيته الأولى إلى هنري فورد الثاني، حفيد رائد صناعة السيارات هنري فورد، الذي اختار هذه البقعة الساحرة على ساحل كوستا سميرالدا ملاذًا خاصًا بعيدًا عن الأضواء.
وفي عام 1974، انتقل العقار إلى يد أحد أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم العربي، الشيخ أحمد زكي يماني، وزير النفط السعودي الأسبق، الذي أضفى عليه طابعًا سياديًا وارتقى به إلى مصاف الإقامات المُحصّنة.
خلال فترة إقامته التي امتدت لعقود، أعاد يماني رسم ملامح المجمّع بأكمله، مُحوّلاً إياه إلى إحدى المكليات الأكثر حمايةً وسرية على البحر المتوسط، مع فرض منطقة حظر طيران شبه دائمة فوقه، وتكثيف التدابير الأمنية في محيطه البحري والبرّي.
ولشدة العناية بالخصوصية، يُقال إن يماني أن يطلب تجهيز موائد الطعام في الفيلات الثلاث يوميًا، قبل أن يقرر في اللحظة الأخيرة أين سيتناول وجبته، كل ذلك لأغراض أمنية بحتة. هذا الطابع السيادي الذي اتّسم به العقار دفع كثيرين إلى إطلاق لقب "كامب ديفيد إيطاليا" عليه، في إشارة إلى المقر الرئاسي الأمريكي الشهير من حيث مستوى العزل والتحصين.